أعلنت إيران أمس، أن الدول الست المعنية بملفها النووي «وافقت للمرة الأولى» على مناقشة مسألة العقوبات المفروضة عليها، لكن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فشلت في انتزاع تعهد في الكونغرس، بتجميد تشديد العقوبات وانتظار نتائج المحادثات مع طهران. وقال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني إن المحادثات على مستوى خبراء بين بلاده والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في فيينا الأربعاء والخميس الماضيين، تطرقت إلى «قضايا المصارف والتجارة والمواصلات وقطاعات أخرى، وستُنقل نتائج هذه المحادثات إلى اجتماع جنيف» الأسبوع المقبل بين إيران والدول الست على مستوى وزاري. وأضاف: «اتفقنا (خلال المحادثات) في جنيف على أن أي توافق بين الجانبين يجب أن يتضمن إلغاء العقوبات، وبما أن الطرفين يتقدمان إلى أمام خطوة خطوة، يجب أن تكون المحادثات اكثر دقة». وأكد عراقجي أن «حقوق الشعب الإيراني هي الخطوط الحمر للمفاوضين النوويين»، مضيفاً: «التخصيب خط احمر. (لكن) يمكن التفاوض حول حجمه ونسبته». وكرّر رفض طهران إخراج وقود نووي مخصب من أراضيها، لافتاً إلى أن بلاده «ليست ملزمة الرد على كل أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقاً لاتفاق الضمانات». واستدرك: «لكننا نرد على الأسئلة من اجل تبديد قلقها، من منطلق اعتقادنا بالطابع السلمي لبرنامجنا النووي». حميد بعيدي نجاد، وهو مدير عام في الخارجية الإيرانية قاد وفد بلاده في محاثات فيينا، ذكر أن الجانبين «قررا تشكيل لجنة لدرس قضايا مختلفة من جوانب فنية علمية وقانونية»، وزاد: «للمرة الأولى وافقت الدول الست على مناقشة مسألة العقوبات، ونجحنا في درس الجوانب المختلفة للموضوع في شكل جدي». إلى ذلك، اعتبر رجل الدين الإيراني المتشدد أحمد خاتمي أن «أميركا لا تفهم سوى لغة المقاومة»، مضيفاً: «سنطلق شعار الموت لأميركا، ونتفاوض في الوقت ذاته». ولفت إلى «جذور عقائدية لقضية مقارعة أميركا»، وزاد خلال خطبة صلاة الجمعة: «ندعم نشاطاتنا الديبلوماسية التي هي في إطار توجيهات المرشد (علي خامئني)، ونرى أنها لا تتعارض مع المقاومة». في واشنطن، نجحت إدارة الرئيس باراك أوباما في إقناع أعضاء في الكونغرس بتأجيل تشديد العقوبات على طهران، وانتظار نتائج المحادثات معها. لكن أعضاء آخرين رفضوا الالتزام بذلك. والتقى جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي ووزير الخارجية جون كيري ووزير الخزانة جاك لو، القادة الديموقراطيين في مجلس الشيوخ والأعضاء الجمهوريين والديموقراطيين في لجنة المصارف، لإبلاغهم نتائج المحادثات مع إيران. وقال السناتور الجمهوري مايك جوهانز إنه يرجّح أن «تثمر المفاوضات»، مضيفاً: «لذلك سنرى». لكن روبرت مننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عضو لجنة المصارف، شدد على انه «ليس مستعداً للالتزام» بأي تأخير جديد للعقوبات، مضيفاً: «يجب أن أسمع شيئاً أكثر أهمية، لثنيي عن مساندة فرض عقوبات جديدة». أما السناتور الجمهوري مارك كيرك فحض على تشديد «الضغوط» على طهران، قائلاً: «العقوبات هي الوسيلة الوحيدة لمنع حرب».