جامع السليم الذي يؤمه الشيخ إبراهيم القعود والذي يكنى بأبي عاصم، عرف كأسرع مساجد الرياض في إنهاء التراويح، إذ لا تتجاوز صلاته التراويح 23 دقيقة، وصلاة القيام نصف ساعة، يقرأ في كل ركعة آيتين أو ثلاث، ويزيد على ذلك إذا كان المعنى لم ينته، ويبلغ إجمالي ما يقرأه من القرآن في نهاية شهر رمضان 8 أو 9 أجزاء! أوضح الشيخ القعود في حوار مع «الحياة» أنه ترك «القنوت» في صلاة التراويح منذ ما يقارب ثماني سنوات، بحجة أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقنت في الوتر. ولفت إلى أن بعض منتقديه في السابق أصبحوا ينتهجون منهجه بل يسبقونه، كما يحظى مسجده بحضور لكبار طلبة العلم مثل الشيخ الراحل عبدالله بن جبرين، وغيره من طلبة العلم والأكاديميين. في ما يأتي نص الحوار. يُشاع عنك أنك تصلي التراويح على طريقة «الوجبات السريعة»... فما قصتك؟ - طريقتي في ذلك هي أنني أؤذن مع الناس، وأقيم بعد الأذان مباشرة بعد ذكر الدعاء، لأن المسجد مليء بالمصلين، والناس تريد أن أؤذن قبل الوقت لكني ألتزم بموعد الأذان، ولا أطيل في صلاة العشاء، إذ أقتصر على قصار السور في صلاة العشاء، مثل «الضحى، الشرح» وغيرها، وفي صلاة التراويح أقرأ بترتيل وتجويد بعد ما أنتهي من الفاتحة لكن لا أطيل أقرأ آيتين أو ثلاث، فإذا كانت الآية طويلة اكتفيت بآية. إذا وصلت لآية «الدين» باعتبارها أطول آية في القرآن، هل تقرؤها أم تتجاوزها؟ - أنا لا ألتزم بالقراءة من أول القرآن إلى آخر سورة أقف عندها، وإنما أقرأ مقاطع من سورة البقرة، وبعضاً من آل عمران والنساء، موزعة على الليالي بشكل انتقائي. هل تنتقي من جميع سور القرآن أم بعضه؟ - أمر في قراءتي للقرآن على 12 جزءاً أو 13 جزءاً، بناءً على حفظي، ولله الحمد أنا حافظ القرآن بكامله، لكني أنتقي القصص والمواضيع التي تؤثر في الناس. ما إجمالي ما تقرأه من القرآن في نهاية شهر رمضان؟ - قرابة 8 إلى 9 أجزاء، وفي صلاة القيام أقرأ «ثمن» (قرابة وجهان ونصف) في التسليمة الواحدة. ما المدة الزمنية التي تستغرقها في صلاة التراويح؟ - تتراوح بين 23 أو 24 دقيقة. هذه المدة تشمل دعاء القنوت؟ - أنا لا أقنت في صلاة التراويح مطلقاً من كذا سنة، لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الوتر. ولم يذكر سند صحيح عن القنوت، لكن ورد عن بعض الصحابة أنه قنت، لكن لم يحفظ عن النبي انه قنت في الوتر باستمرار، وإنما ورد أنه قنت في جميع الصلوات وقت النوازل، وبعضهم قال في غير النوازل وجعلها سنة في الفجر مثل الشافعية طوال العام، والأصح أنه في النوازل. ولا يوجد هناك دعاء لختم القرآن، ولا بد من إعلام الناس أنه ليس أمراً حتمياً، ومعلوم أن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر طول السنة حضراً وسفراً، وقال: «أوتروا يا أهل القرآن»، ومع ذلك لم يذكر أنه قنت في الوتر، ولا يعني هذا أن من يقنت في الوتر مخطئ. ذلك أنه أخذ باجتهاد العلماء والأمر فيه سعة، وأنا أميل لعدم القنوت. على قولك هذا، حتى «التراويح» لم تكن في وقت الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ سنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ - الرسول صلى ليلتين أو ثلاث ليالٍ، لكنه خشي أن تكتب فتوقف عن ذلك، ثم عمر سنها 11 ركعة. هل هذا التخفيف وعدم القنوت ساهما في حضور عدد كبير من المصلين؟ - نعم ساهما، لأن بعض الأئمة يقنت لمدة ربع أو ثلث ساعة. هل أنكر عليك أحد من العلماء؟ - لم ينكروا، ولكن طالبوا بالقنوت وقلت لهم إن الأمر في سعة، وأسعى أن أقلص الوقت قدر الاستطاعة شرط ألا يكون هناك إخلال في السجود أو الركوع. منذ متى وأنت على هذا المنهج؟ - من 15 عاماً وأنا أخفف في الصلاة، ومن ثماني سنين وأنا لا أقنت أبداً، وكنت في السابق أقنت. من هم مرتادو المسجد؟ - ثمة شباب، وعوائل، ودكاترة وطلبة علم وكبار في السن، لأن الناس يريدون الصلاة، لكن لديهم مشاغل كثيرة. كيف توفق في مسألة «الوقف والابتداء» في قراءة القرآن خصوصاً أنها من أهم ما يراعى في القراءة؟ - أنا أتنقل في القراءة من أجل مراعاة الوقف والابتداء وأراعي ذلك بقدر ما أستطيع، وبعض الأحيان أقرأ قرابة نصف وجه، لأن المعنى لم يكتمل. بعض الناس تتعطش للقراءة في «القيام» كيف تتعامل مع ذلك؟ - في صلاة القيام في العشر الأواخر أراعي ذلك وأقرأ في كل تسليمة ثمناً، يعني قرابة وجه في كل ركعة، وتأخذ الصلاة معي قرابة نصف ساعة. ماذا عن خطبة الجمعة... هل تخضع لمنهج التيسير أيضاً؟ - تأخذ الخطبة قرابة 12 دقيقة، والصلاة 8 دقائق. هل وجدت إشادة من العلماء في صلاة التراويح؟ - صلى معي الدكتور راشد الهزاع رئيس المحاكم في جدة، وكذلك الشيخ ابن جبرين، وابن قعود وكثير من طلبة العلم، ولله الحمد مسجدي يمتلئ، وكان هناك من يعترض علي من الأئمة وطلبة العلم، والآن يتخذون نفس منهجي بل أسرع منه. ما رأيك بمن يسعى جاهداً لختم القرآن من الأئمة، وربما على حساب الخشوع؟ - أنا سبق أن ختمت في التراويح، لكن هذا يتطلب جهداً كبيراً على الإمام والمأمومين، وما في شك أن هذا سيؤثر في الخشوع، ومن يريد أن يختم يتطلب أن يقرأ بما يوازي سورة البقرة كل ليلة (جزئين ونصف)، كما أن هناك من يطيل في الركوع والسجود على رغم أنه لم يرد في السنة غير سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم، وأنا أرددها 10 مرات وأرفع، ولا أطيل، وفي السجود أدعو بالشامل، ولا أطيل خصوصاً أن الرسول قال: «من أمّ الناس فليخفف» هذا في الفريضة فما بالك في النافلة، وقال: «فإذا صلى لوحده فليطل ما شاء». والرسول لم يكن يطيل لكن بعض الصحابة ذهب ليصلي معه، لكن الأصل التخفيف. ما أبرز التعليقات التي تأتيك من جماعة المسجد؟ - البعض يقول: «أبو عاصم ما تعطينا نفس»، أو يظنون أن لدي ارتباطات أخرى، أنا ما عندي عمل، أنتهي من الصلاة وأجلس في المسجد، والضابط عندي في إقامة الصلاة وجود الناس، متى ما رأيت صفين أو ثلاثة أقمت الصلاة، وفي صلاة الفجر أجد 3 صفوف قبل الأذان، يريدون الصلاة ليناموا، لذلك أراعيهم.