رافقت محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وعدد من قادة جماعة «الإخوان المسلمين» أمس مواجهات في مناطق متفرقة تارة بين مؤيدي الرئيس المعزول ومعارضيه وتارة أخرى بينهم وبين الشرطة، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى. وركزت تظاهرات مؤيدي مرسي على المحاكم، فطوّق مئات منهم مقر المحكمة الدستورية العليا في حي المعادي (جنوبالقاهرة). وبدا لافتاً سماح قوات الأمن لهم بالوصول إلى أسوار المحكمة التي اختفت خلف صور مرسي وشعارات «رابعة»، واللافتات المناوئة للجيش، إضافة إلى افتراش مهبط الطائرات المواجه للمحكمة على كورنيش النيل والمخصص لنقل المرضى إلى مستشفى المعادي العسكري المجاور لمبنى المحكمة. وتكرر الأمر نفسه في قلب العاصمة لكن في شكل أعنف، إذ تظاهر عشرات من أنصار «الإخوان» أمام دار القضاء العالي حيث مقر النائب العام، قبل أن تحصل اشتباكات بينهم وبين أهالي المنطقة تدخلت على اثرها قوات الشرطة. ووقعت مواجهات بين مؤيدين ومعارضين خلال تظاهرة لأنصار «الإخوان» أمام مجمع محاكم مدينة الزقازيق، مسقط رأس الرئيس المعزول. وخرجت مسيرات تضم كل منها بضعة مئات من مؤيدي مرسي في محافظات عدة تخللها قطع لطرق رئيسة ومواجهات مع الأهالي كان أعنفها في محيط مسجد الفتح في رمسيس (قلب العاصمة) وفي مدينتي الإسكندريةوالمنصورة. ولم تغب الجامعات أيضاً من مشهد التظاهرات وكان أبرزها جامعة القاهرة. ومع بدء محاكمة مرسي شهد محيط أكاديمة الشرطة تجمع مئات من مؤيديه أمام الطوق الأمني الذي فرضته قوات الشرطة بمحيط نحو كيلومتر من قاعة الجلسة، ووقعت احتكاكات بينهم وبين ممثلي وسائل الإعلام بلغت حدتها مع انتهاء الجلسة ورفع الطوق الأمني، إذ هاجموا سيارات تابعة لمحطات تلفزيونية خاصة وهشموا زجاجها وحاصروا مراسلين وإعلاميين. وكان مئات من مؤيدي «الإخوان» تجمعوا في ساعة متقدمة من صباح أمس أمام مبنى المحكمة الدستورية العليا، تلبية لدعوة وجهها «تحالف دعم الشرعية» للتظاهر احتجاجاً على محاكمة الرئيس المعزول. ورفع المتظاهرون شعارات مؤيدة لمرسي ومناوئة للجيش، وطوقوا السور الحديد للمحكمة، وقطعوا طريق كورنيش النيل أمام حركة السير، وافترشوا مهبط الطائرات التابع لمستشفى المعادي العسكري المواجه للمحكمة. وبدا لافتاً تغاضي قوات الأمن عن تمدد تظاهراتهم التي أحاطت بمدرعات الشرطة والجيش وعلقت عليها صوراً لمرسي. ومع انتهاء جلسات المحاكمة بدأ أنصار مرسي في لملمة أمتعتهم، ومغادرة المكان متجهين إلى الطريق الدائري القريب من مقر المحكمة الدستورية في محاولة منهم على ما يظهر لمنع موكب المتهمين من الوصول إلى سجن طرة. ورفع المتظاهرون خلال تحركهم صوراً لمرسي وإشارات «رابعة» ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة والقضاء، فيما أحرق بعضهم أعلاماً إسرائيلية. وعلى بعد بضعة كيلومترات، كان عشرات يتظاهرون أيضاً أمام دار القضاء العالي في قلب القاهرة، رافعين صوراً للرئيس المعزول. ووقعت اشتباكات بينهم وبين بعض سكان المنطقة استخدمت فيها الحجارة، ما دعا قوات الشرطة إلى التدخل، وألقت وابلاً من قنابل الغاز وطاردت مؤيدي مرسي في الشوارع. بعدها تحولت الاشتباكات إلى منطقة رمسيس القريبة من دار القضاء العالي عندما اشتبك مؤيدو مرسي مع الأهالي ليتحول قلب العاصمة ساحة للكر والفر. وكانت الإسكندرية أكثر المحافظات سخونة، إذ وقعت اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيهم في محيط محكمة استئناف الإسكندرية قبل تدخل قوات الشرطة. وجُرح شخصان في مواجهات أخرى بين أنصار الرئيس المعزول والأهالي في منطقة محرم بك. وشوهدت مجموعة من المسلحين تطلق النار في الهواء خلال مسيرات لأنصار مرسي جابت شوارع مدينة المنيا في صعيد مصر. ولم تغب التظاهرات الرافضة للمحاكمة عن الجامعات، وكان أبرزها في جامعتي القاهرةوالمنصورة، فيما ساد الهدوء جامعة الأزهر. ووقعت اشتباكات بين مئات من طلاب «الإخوان» والأمن الإداري في جامعة القاهرة، ما أدى إلى إصابة شخصين من الأمن، بحسب نائب مدير الأمن الإداري في الجامعة العقيد ياسر مناع. وأطلقت قوات أمن في مدينة المنصورة في دلتا النيل قنابل الغاز لتفريق تظاهرة لطلاب «الإخوان» أمام كلية طب المنصورة، بعدما قطع المتظاهرون الطريق أمام حركة المرور، فيما شهدت منطقة كلية البنات في المنصورة اشتباكات بين أعضاء «الإخوان» والأهالي وقوات الأمن. ونظم عشرات من طلاب فرع جامعة الأزهر في مدينة طنطا (دلتا النيل)، تظاهرة رفضاً لمحاكمة مرسي، والتنديد ب «الانقلاب». وفي أسيوط أعلن مدير الأمن اللواء أبوالقاسم أبوضيف توقيف 10 طلاب من المنتمين إلى «الإخوان» في فرع جامعة الأزهر وجامعة أسيوط خلال اشتباكات بين الأمن والطلاب. إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية إن شرطيين من إدارة المرور قُتلا مساء أول من أمس إثر إطلاق مجهولين النار عليهما في نقطة مرور طريق الإسماعيلية - بورسعيد الصحراوي. وأوضحت في بيان أن «القوة الأمنية المعينة بنقطة مرور طريق الإسماعيلية - بورسعيد الصحراوي فوجئت بمجهولين يقومون بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها» ما أدى إلى مقتل العريف طاهر محمد الطاهر والمجند أحمد عبدالله شمس. وقالت مصادر أمنية إن تفجيراً استهدف حملة لقوات من الجيش والشرطة في منطقة البرث في شمال سيناء. وأوضحت أن «3 من العناصر الجهادية زرعوا عبوة ناسفة في طريق الحملة، إلا أن العبوة انفجرت فيهم وتحولت جثثهم أشلاء». وأضافت أن «الحملة تمكنت من تدمير 55 عشة تستخدم لاختباء المتشددين و9 منازل تخصهم و12 سيارة و7 دراجات نارية تستخدم في تنقلاتهم و3 حاويات وقود».