صعّدت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تحدياتها للحكم الموقت بدعوة جديدة إلى الحشد والتظاهر في ميدان التحرير الجمعة، بعد صدامات على أطراف الميدان بين أنصارها والشرطة قُتل فيها 53 شخصاً وجُرح أكثر من 200 آخرين، فيما ضرب «الإرهاب الجوّال» أهدافاً عسكرية وأمنية واقتصادية في سيناء والإسماعيلية والقاهرة. وأودى انفجار سيارة مفخخة في محيط مديرية أمن محافظة جنوبسيناء بحياة ثلاثة رجال شرطة وجرح العشرات، فيما قتل 6 عسكريين بينهم ضابط في هجوم مسلح نفذه مسلحون على سيارة تابعة للجيش في محافظة الإسماعيلية، وفي حادث ثالث أطلق مجهولون قذائف على مقر الأقمار الاصطناعية في حي المعادي (جنوبالقاهرة) لكن من دون سقوط ضحايا. وكان مسلحون يستقلون سيارة فتحوا النار على سيارة جيب تابعة للجيش فقتلوا كل من في داخلها، وأوضح مصدر عسكري ل «الحياة» أن سيارة الجيش التي تقل ضابطاً وخمسة جنود، كانت متوجهة إلى أحد المكامن العسكرية على طريق أبوصوير في محافظة الإسماعيلية، وتعرضت لهجوم نفذه ثلاثة مسلحين على الأقل يستقلون سيارة «هيونداي فيرنا»، مستخدمين أسلحة رشاشة، ما أدى إلى مقتل الضابط والجنود الخمسة، ولاذ المهاجمون بالفرار. وبعد الحادث بساعات تعرض مبنى مديرية أمن جنوبسيناء في مدينة الطور (على بعد نحو 200 كلم من منتجع شرم الشيخ)، إلى انفجار سيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وجرح 62 آخرين، وتسبب في إتلاف واجهة المبنى وعدد من سيارات الشرطة. ورفض مصدر أمني مسؤول الجزم باستخدام «سيارة انتحارية» إلى أن تكشف التحقيقات الحقيقة، وأكد أن سبب الانفجار «سيارة مفخخة انفجرت على مقربة من المبنى»، وقال: «ننتظر فحص الأدلة لمعرفة ما إن كان سبب الهجوم تفجير من بُعد أو سائق انتحاري»، مشيراً إلى أن الانفجار «خلّف حفرة بطول 3 أمتار وعمق 1.5 متر، إضافة إلى إتلاف واجهة المبنى وثلاث سيارات شرطة كانت متوقفة أمام المبنى»، فيما كشفت المعاينة الأولية للنيابة العامة المصرية أن الحادث وقع جراء سيارة مفخخة اقتحمت مبنى مديرية الأمن وتسببت في تدميره من الداخل وتحطيم واجهاته ومحتوياته، كما تسبب الحادث في تحطم عدد كبير من سيارات الشرطة والمركبات الخاصة، جراء السيارة المفخخة المحمّلة بكمية كبيرة من المتفجرات. ولم تغب القاهرة عن هجمات المسلحين أيضاً، إذ أطلق مسلحون مجهولون فجر أمس عدداً من قذائف «آر بي جي» على محطة استقبال القمر الاصطناعي في منطقة المعادي (جنوبالقاهرة)، ما أدى إلى إصابة أحد الأطباق الخاصة باستقبال الاتصالات، من دون سقوط ضحايا. ولم تنجح محاولات وقف الاتصالات الدولية. في غضون ذلك، دعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إلى تظاهرات في الجامعات والمدارس اليوم، وأظهر إصراراً على التظاهر في ميدان التحرير، داعياً أنصاره إلى التجمع في الميدان الجمعة، ما يُنذر بمواجهات جديدة مع قوات الأمن. وكان آلاف من معارضي «الإخوان» تجمعوا في ميدان التحرير للاحتفال بذكرى «نصر السادس من أكتوبر»، فيما سعت مسيرات لأنصار مرسي إلى دخول الميدان من جهات عدة، لكن قوات الشرطة تصدت لها. ودارت اشتباكات دامية بين الطرفين سقط فيها قتلى وجرحى. وأفادت بيانات رسمية إن 53 قتيلاً سقطوا في المواجهات في محافظات عدة، غالبيتهم سقطت في محافظتي القاهرةوالجيزة، أثناء المواجهات التي دارت في شارع التحرير في حي الدقي في الجيزة والتي راح ضحيتها 27 قتيلاً، وفي ميدان رمسيس القريب من التحرير وقتل فيه 21 شخصاً. وتظاهر أمس مئات من طلاب «الإخوان» في جامعات القاهرة والإسكندرية والمنصورة، للتنديد بأحداث أول من أمس. ودعوا إلى بدء عصيان مدني والامتناع عن دخول المحاضرات لوقف الدراسة في الجامعة لحين «عودة الشرعية». وفي جامعة المنصورة، وقعت مناوشات بين الطلاب المؤيدين لمرسي ومعارضيه جرح فيها العشرات، قبل أن تخرج مسيرات مؤيدة لمرسي إلى الشارع لتدور اشتباكات مع الأهالي والباعة الجوالين الذين تصدوا للمتظاهرين، وسادت حالة من الكر والفر محيط الجامعة.