في تطور نوعي يُنذر بدخول مصر مرحلة خطرة من الاقتتال الأهلي، نظم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مسيرات شارك فيها آلاف المتظاهرين في مختلف المدن والمحافظات، لكنها شهدت هذه المرة تسليحاً علنياً وإشهاراً للبنادق الآلية ضد الأهالي وقوات الجيش والشرطة، ما سبب صدامات دامية في القاهرة ومحافظات عدة منها الإسكندريةوالفيومودمياط والإسماعيلية والغربية سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى. ولم يأبه «الإخوان» على ما يبدو هذه المرة بأي انتقادات قد توجه لهم، وظهر مسلحون ببنادق آلية ومسدسات في شكل واضح في وسط المتظاهرين وعند أطراف المسيرات التي نظموها خصوصاً في الصعيد، بل إنهم استخدموا هذا السلاح في أكثر من موقع ضد أهالي عبروا عن رفضهم لمطالب تلك المسيرات. وتحول ميدان رمسيس وشارعا الجلاء و26 يوليو ومنطقة كورنيش النيل إلى ساحات مواجهات مفتوحة بين أنصار مرسي من جهة والأهالي والأمن من جهة أخرى، لكن على ما يبدو قرر «الإخوان» الدخول في مرحلة جديدة من المواجهة، فسلحوا مسيراتهم هذه المرة لرد أي اعتداء عليهم من الأهالي الذين شكلوا لجاناً شعبية في مناطقهم تمركزت فيها منذ الصباح لمنع «الإخوان» من التظاهر فيها. وفوجئ الأهالي في مناطق عدة في القاهرة والمحافظات بإطلاق مسيرات «الإخوان» النار في الهواء لإرهابهم، لكنهم دخلوا في اشتباكات معهم، تحولت إلى حرب شوارع في أكثر من موقع. أما قوات الشرطة والجيش فتمركزت أمام المنشآت العامة وأغلقت ميادين وشوارع عدة في القاهرة والمحافظات لمنع «الإخوان» من الاعتصام فيها، وأكتفت بتأمين تلك المنشآت. ودخلت في مواجهات دامية مع أنصار مرسي الذين واصلوا الهجوم على مقرات الشرطة والمنشآت الحكومية، كما منعتهم من اختراق الأطواق الأمنية التي فرضتها حول ميدان التحرير في قلب القاهرة ومبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون على كورنيش النيل. وكانت وزارة الداخلية حذرت من استخدامها الرصاص الحي لمواجهة أي هجوم على منشآت الدولة ومقراتها الأمنية. وقالت في بيان أمس إن «الأجهزة الأمنية تقوم بالتنسيق مع القوات المسلحة لتنفيذ خطة انتشار واسعة لتأمين المواقع والمنشآت الحكومية والشرطية كافة، والتصدي الحاسم لأية محاولة للاعتداء على تلك المنشآت واستخدام الذخيرة الحية في إطار القانون وضوابط الدفاع الشرعي». وأكدت أنها تواجه «عناصر إرهابية» في الشوارع، وأن القوات لن تسمح بوجود أي اعتصامات. وشوهد رجل مسلح وسط أنصار مرسي أعلى جسر 15 مايو وسط القاهرة يُطلق النار في الهواء صوب عقارات مُطلة على الجسر عبر سكانها عن رفضهم تظاهرات «الإخوان». كما روى شهود عيان ل «الحياة» أن مسلحين أطلقوا النار في الهواء خلال مسيرات «الإخوان» في شارع 26 يوليو وفي ميدان رمسيس في القاهرة وفي محافظات المنياودمياطوالفيوموالإسكندرية. وكان آلاف من أنصار مرسي تجمعوا في ميدان رمسيس بعد صلاة الجمعة وظلوا يرددون شعارات مؤيدة لمرسي ومنددة بالسيسي، فيما تجمع مئات من معارضيه أعلى جسر أكتوبر قرب تجمع «الإخوان» وشوهد عشرات من العاملين في أسواق قريبة من الميدان يقفون في لجان شعبية عند مداخل مناطقهم، كما تجمع مئات من أنصار مرسي في ميدان مصطفى محمود في الجيزة وآلاف أمام مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية وفي ميادين محافظات عدة. لكن التظاهرات خرجت عن النهج السلمي بعدما بدأ أهالي يعترضون مسيرات «الإخوان» في مناطقهم، كما حدث مع مسيرة كانت تمر أعلى جسر 15 مايو وأخرى في شارع 26 يوليو وفي شارع السودان قرب ميدان الكيت كات في الجيزة، ما رد عليه «الإخوان» بإطلاق النار في الهواء لإرهاب الأهالي الذين هاجموا المسيرات بزجاجات حارقة ورشقوها بالحجارة وفي بعض الأحيان بالخرطوش، لتتحول مناطق عدة إلى ساحات كر وفر، وسط سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وشهد حي شبرا في القاهرة مواجهات عنيفة بين «الإخوان» ومعارضيهم سقط فيها عشرات الجرحى. وهاجم «الإخوان» مقرات للشرطة، فحاصروا قسم شرطة الأزبكية القريب من ميدان رمسيس حيث التجمع الرئيس لهم، لكن قوات الأمن المركزي تصدت لهم وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فرد مسلحون بإطلاق الرصاص الحي على القسم. ودارت اشتباكات بين الطرفين استخدمت فيها الأسلحة الآلية والرصاص الحي أسقطت قتلى وجرحى لم يتسن تحديد عددهم، وظل أنصار مرسي يعيدون الكرة فبعدما ينفضون من محيط القسم يعاودون الهجوم عليه مجدداً، ليزيد القتل ويتساقط مزيد من الضحايا. وتصدت قوات الشرطة والجيش لهجوم نفذه أنصار مرسي على مصلحة السجون في منطقة السبتية القريبة من رمسيس، وتبادل الطرفان إطلاق النار. وتجمع أهالي المنطقة التجارية وساعدوا الشرطة في فض تجمعات «الإخوان» وتحولت شوارع السبتية إلى ساحة كر وفر. وتصاعدت أعمدة الدخان من محيط ميدان رمسيس جراء تلك الاشتباكات. وقال شهود عيان إن حرائق شبت في منازل بعض المواطنين جراء تبادل «الإخوان» من جهة والشرطة والأهالي من جهة أخرى إطلاق النار واستخدام الزجاجات الحارقة. وحلقت المروحيات العسكرية في سماء مناطق عدة في القاهرة لمتابعة الاشتباكات والإبلاغ عن أي تجمعات، فيما أغلقت قوات الجيش تماماً محيط ميدان التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي وشوارع عدة مؤدية إلى مسجد رابعة وميدان النهضة في الجيزة، كي لا يعاود «الإخوان» الاعتصام فيهما. وحاول «الإخوان» اقتحام ميدان التحرير من جهة ميدان عبدالمنعم رياض، ودخلوا في مواجهات عنيفة مع أهالي منطقة بولاق أبو العلا الذين تصدوا لمسيرة «الإخوان» القادمة من جسر 15 مايو. كما تصدت الشرطة لمسيرة ل «الإخوان» قادمة من حي المنيل عند كورنيش النيل قرب السفارة البريطانية لمنعها من الوصول إلى محيط ميدان التحرير. وتبادلت قوات الشرطة وأنصار مرسي إطلاق النيران من أسلحة آلية على كورنيش النيل، وتكرر الأمر ذاته عند مقر المحكمة الدستورية على كورنيش النيل في المعادي. ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة وأنصار مرسي في ميدان الجيزة، بعدما حاول «الإخوان» اقتحام مجمع محاكم قرب الميدان، فتصدت لهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع، وسُمع دوي إطلاق نار في محيط الاشتباكات. وأكد شهود عيان سقوط قتلى في الاشتباكات، فيما أغلقت الشرطة والجيش كل الطرق المؤدية إلى الميدان. وحاول أنصار مرسي اقتحام كنيسة «مارجرجس» في الجيزة في شارع مراد، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم ومنعتهم. وأحبطت قوات الشرطة محاولة اقتحام قسم شرطة الطالبية في الجيزة بعد تبادل إطلاق النار مع «الإخوان» الذين هاجموا أيضاً مكمناً للشرطة في ضاحية التجمع في القاهرة وقتلوا جندياً على الأقل. وهاجم أنصار مرسي قسم شرطة أبو النمرس في الجيزة ونقطة للشرطة العسكرية التابعة للجيش في مدخل المدينة، وأصابوا جندياً على الأقل. وتصدى الأهالي والشرطة للهجوم على القسم وبادلوا المسلحين إطلاق النار. وفي محافظة دمياط قُتل ما لا يقل عن 8 أشخاص في اشتباكات بين الشرطة وأنصار مرسي لدى محاولتهم اقتحام قسمي شرطة أول وثاني دمياط. وفي الإسكندرية دارت مواجهات دامية بين «الإخوان» من جهة والأهالي والأمن من جهة أخرى، وسُمع دوي إطلاق نار في أحياء عدة في المدينة الساحلية التي خرجت فيها تظاهرات شارك فيها الآلاف من أنصار مرسي أمام مسجد القائد إبراهيم الذي منع «الإخوان» إمامه من إلقاء خطبة الجمعة، ثم انطلقت مسيرات من أمام المسجد توجهت إلى أحياء عدة لتدور مواجهات عنيفة في محطة الرمل وحي المنشية وسيدى بشر بعدما أطلق أنصار «الإخوان» الرصاص على معارضين لمرسي كانوا يُشيعون ضحية اشتباكات اندلعت أول من أمس بين الطرفين. وفي سيناء، حاول متظاهرون اقتحام مرفق المطافئ في العريش وتصدت لهم قوات الشرطة، وسقط قتلى وحرجى في تلك المواجهات. وهاجم أنصار مرسي قسم شرطة رمانة في بئر العبد في العريش، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الشرطة. وأطلق مسلحون قذيفة «آر بي جي» على مبنى قسم شرطة العريش، وتمكنت قوات الشرطة من توقيف 4 بينهم فلسطيني بعد مطاردتهم وتبادل إطلاق النار معهم. وأصيب جندي في إطلاق نار على مبنى الإرسال الإذاعي في العريش. وفي السويس، سقط قتلى في مواجهات بين «الإخوان» من جهة والشرطة والجيش من جهة، بعدما حاصر أنصار مرسي قوات تأمين أحد البنوك واشتبكوا معهم، كما هاجموا كنيسة الراعي الصالح في المدينة. وفي الفيوم، سقط عدد من القتلى والجرحى في محاولة أنصار مرسي اقتحام مقر مديرية الأمن في المدينة، وانتشر إطلاق النار في محيط المنطقة. وأحرق أنصار مرسي الوحدة المحلية في قريتين في الفيوم. واقتحموا مكتباً للبريد. وأحبطت قوات الشرطة محاولة «الإخوان» اقتحام مديرية أمن الغربية، وتبادلت إطلاق النار معهم، ما أسقط قتلى وجرحى. ووقعت اشتباكات بين قوات الشرطة وأنصار مرسي في مدينة طنطا في محافظة الغربية، بعدما حاول «الإخوان» اقتحام مطرانية قبطية في المدينة. وفضت قوات الشرطة تجمعاً لأنصار مرسي في مدينة الإسماعيلية أمام مبنى المحافظة بعدما رشقوه بالحجارة والزجاجات الحارقة، ما أسفر عن مواجهات مسلحة سقط فيها 4 قتلى على الأقل. وفي مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، أطلق مسلحون النار في الهواء خلال مسيرة ل «الإخوان» في ميدان المدينة، ما استفز الأهالي الذين تصدوا للمتظاهرين وأمطروهم بالحجارة لتدور حرب شوارع. وأعلنت وزارة الداخلية ارتفاع عدد قتلاها خلال الأيام الماضية قبل مواجهات أمس إلى 51 فرداً ما بين ضابط وجندي، فيما أعلن عن اغتيال عقيد في الجيش ومجند على طريق الاسماعيلية - بورسعيد لدى مغادرته مقر عمله. ورفعت القوات المسلحة من درجة الاستعداد للعناصر المشاركة في عمليات التأمين وجهزت قوات إضافية للتدخل السريع للتعامل مع التهديدات المفاجئة. وفي محافظة الشرقية، هاجم مسلحون يُعتقد أنهم من أنصار مرسي سيارتين تابعتين للأمن المركزي ما أسفر عن اصابة 10 جنود. وهاجم مجهولون مبنى النيابة العسكرية في مرسى مطروح بقنبلتين يدويتين، لكن الهجوم لم يسفر عن وقوع خسائر في الأرواح. وقتل شرطيان في هجوم شنه أنصار «الإخوان»مساء أول من أمس على مكمن للشرطة في القناطر الخيرية في محافظة القليوبية حيث أطلقوا الأعيرة النارية بكثافة تجاه أفراد المكمن وفروا هاربين.