قال السفير الاميركي لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) آيفو دالدر إن بلاده لن تسمح بسقوط أفغانستان مجدداً في فوضى الدول الفاشلة، لأن ذلك يعني عودة تنظيم «القاعدة» إلى استخدام هذا البلد قاعدة للتخطيط لشن عمليات إرهابية في أنحاء العالم، كما فعل في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001.وقال السفير دالدر في كلمة أمس أمام المعهد الملكي للدراسات الدولية «تشاتام هاوس» في لندن: «إننا جميعاً (في الناتو) مصممون على ألا نسمح مجدداً أبداً بأن تصبح افغانستان ملاذاً آمناً للإرهابيين أو مركزاً للتشدد الذي يستخدم العنف». وتابع متحدثاً عن أفغانستان وباكستان: «الإرهابيون ما زالوا يحيكون مؤامراتهم الدموية في المنطقة»، وقال: «لنكن واضحين: الوضع في أفغانستان خطير، ونحن نواجه تحدياً خطيراً. سنقوم بمراجعات، ونُقر بأخطاء، ونحافظ على التأييد الشعبي (للمهمة هناك)، ونستخدم الإمكانات المتوافرة لدينا كي نحقق التقدم الذي يطالب به مواطنونا». وشدد السفير الأميركي على أن مواصلة المهمة العسكرية في أفغانستان تحظى بإجماع لدى حلف شمال الأطلسي، على رغم قرار بعض الدول الانسحاب. ومعلوم أن هولندا التي تتسلم مع القوات الاسترالية مهمة الأمن في ولاية أورزغان (جنوب) أعلنت نيتها إنهاء مهمتها في 2011. ونفى دالدر وجود «استراتيجية للخروج» من أفغانستان، قائلاً إن الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها إدارة الرئيس باراك أوباما لم يبدأ تطبيقها سوى قبل فترة قصيرة والتعزيزات الجديدة لم يكتمل وصولها بعد إلى أفغانستان، وبالتالي فإن الحكم على نجاح هذه الاستراتيجية، أو فشلها، ما زال مبكراً. لكنه شدد على التزام إدارة أوباما إكمال المهمة في أفغانستان، لأن الانسحاب من هذا البلد سيؤدي إلى السماح ل «الإرهابيين بملاذ آمن» يكررون فيه مؤامراتهم. ورأى أن حركة «طالبان» لا تحظى بدعم حقيقي في أوساط الشعب الأفغاني، واصفاً أساليبها بأنها تتضمن «ترهيب» المواطنين الأفغان.