كاد معلم لغة عربية، في إحدى المدارس الثانوية في مدينة الدمام، أن يفقد حياته، أول من أمس، إثر اعتداء 7 أشخاص عليه، فور خروجه من بوابة المدرسة، بعد خلاف وقع بينه وبين أحد الطلاب. في فصل جديد من فصول حوادث الاعتداء التي يتعرض لها المعلمون السعوديون. وكان أبرزها هذا العام، مقتل معلم في إحدى مدارس جازان. وتلقى المعلم، سلمان الجمعة، ضربة على الرأس، من قبل مجموعة من الطلاب، ما أدى إلى إصابته ب «جرح عميق» ونزيف، قبل أن يفقد الوعي، ونقل إثرها إلى المستشفى، وخضع لجراحة. وروى مصطفى الجمعة، وهو شقيق المصاب إلى «الحياة»، ما جرى لشقيقه. وقال: «كان شقيقي، وهو معلم لغة عربية، يشرح الدرس في الحصة الأخيرة. وإذ بأحد الطلاب يصرُّ على الخروج من الفصل. وحاول سلمان التفاهم معه، وإقناعه بالجلوس، إلا أنه لم يستجب، وخرج من الفصل. وقال له سلمان: توجه إلى الوكيل. فرد الطالب بالرفض، وقال موجهاً حديثه إلى معلمه: «أنا أعلمك». وأكمل الجمعة، أنه «في نهاية الدوام المدرسي خرج شقيقي من مبنى المدرسة، ليفاجأ بسبعة أشخاص، ممسكين بعصي، بينهم الطالب وأصدقاء له من خارج المدرسة، وانهالوا عليه بالضرب، حتى فقد الوعي، فتم نقله من جانب زملائه إلى المستشفى». والتحق الجمعة، في وظيفته قبل عامين، ولأن أسرته تقيم في الأحساء، وليس له أقارب في الدمام، كان سلمان، يغادر إلى الأحساء، يومياً، فور انتهاء عمله، قاطعاً نحو 240 كيلومتراً، ذهاباً وإياباً. وأضاف الشقيق، «تلقينا خبر إصابة أخي في الأحساء، وهرعت متوجهاً إلى الدمام، وأنا أجهل طبيعة الحال الصحية لشقيقي، لأراه فور وصولي فاقداً الوعي، وأجريت له جراحة في الرأس، لأن الجرح كان عميقاً وسبب له نزيفاً. إلا أن حاله الصحية الآن شبه مستقرة». وقدم الجمعة، بلاغاً إلى شرطة الدمام حول الحادثة. وحاولت «الحياة» الحصول على إيضاح من جانب شرطة المنطقة الشرقية. بيد أن المتحدث باسمها المقدم زياد الرقيطي، طلب من «الحياة» التواصل مع الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، «للحصول على المزيد من المعلومات منهم» بحسب قوله. بدوره، قال المتحدث باسم «تربية الشرقية» خالد الحماد، في تصريح إلى «الحياة»: «إن التحقيق يتواصل في القضية، من قبل الجهات ذات الاختصاص، في الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية. وفي حال استكمال التحقيق؛ سيتم اتخاذ الإجراء النظامي في مثل هذه الحالة». وأضاف الحماد، «أبلغنا الجهات المختصة في حينه. فيما قام المدير العام ل «تربية الشرقية» الدكتور عبدالرحمن المديرس، بزيارة المعلم أمس، واطمأن على صحته». وكان العام الدراسي الحالي، استهل بمقتل معلم تربية بدنية، على يد أحد طلابه، بعدما تطوع المعلم لفض اشتباك وقع بين الطالب وشخص آخر داخل مدرسة في داير بني مالك التابعة لمنطقة جازان. إذ تعرض المعلم محمد بكر برناوي، إلى طعنات نافذة من سكين، نقل إثرها إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة لاحقاً. ولم تكد تمضي أيام على هذه الحادثة حتى تعرّض معلم آخر في مدرسة متوسطة في منطقة الباحة، إلى اعتداء بالضرب من أحد الطلاب، واستخدم فأساً، أحدث به إصابات عدة في مؤخرة رأسه، أدت إلى إصابته بنزيف حادٍ، استدعت نقله إلى مستشفى المندق العام، إلا أن حاله كانت «مستقرة». ولاقت حوادث الاعتداء على المعلمين ردود فعل «غاضبة» في الوسط التربوي الذي أدان مثل هذه التصرفات، مطالباً بحماية العاملين في الوسط التربوي من حوادث الاعتداء التي أصبحوا يتعرضون لها في شكل متكرر، في الآونة الأخيرة.