أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس إطلاق مؤشر إسلامي في بورصة لندن ضمن جهود بلاده للاستفادة من الأسواق المزدهرة للتمويل الإسلامي، ولتأكيد الدور الذي تلعبه لندن كمركز عالمي للتمويل الإسلامي. وأضاف كامرون في كلمته خلال «المنتدى الاقتصادي الإسلامي التاسع»، الذي انطلق أمس في مركز «إكسيل» شرق العاصمة البريطانية ويستمر حتى 31 الجاري: «هذه المرة الأولى التي ينعقد فيها المنتدى خارج العالم الإسلامي، وعلى رغم أن لندن هي المركز الأكبر للتمويل الإسلامي في الغرب، إلا أن هدفنا أبعد من ذلك، ونسعى إلى أن نكون إلى جانب دبي وكوالالمبور كأحد أكبر عواصم التمويل الإسلامي». وأكد خلال المنتدى، الذي حضرته 1800 شخصية سياسية من أكثر من 115 دولة، أن «من أبرز الأسباب التي تساعد لندن في تحقيق هدفها، التوقيت الذي يتيح التجارة مع آسيا صباحاً والولايات المتحدة مساءً، والتزامها بمبدأ التجارة الحرة». وأضاف: «عندما نرى أن الاستثمارات الإسلامية ستنمو إلى 1.4 تريليون جنيه إسترليني (2.25 تريليون دولار) بحلول العام المقبل، علينا أن نضمن أن جزءاً كبيراً من هذا المبلغ سيكون في بريطانيا، ولذلك نسعى إلى إصدار صكوك بنحو 200 مليون جنيه». يُذكر أن المنتدى استضافته في السنوات الماضية كل من إندونيسيا وكازاخستان والكويت وماليزيا وباكستان. إلى ذلك كشف تقرير أمس، أن المسلمين البريطانيين يساهمون بحوالى 31 بليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل حوالى 50 بليون دولار، في اقتصاد البلد. وأوضح التقرير الذي أصدره المجلس الإسلامي البريطاني بالتزامن مع انطلاق أعمال المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في لندن، أن «2.78 مليون مسلم يعيشون في المملكة المتحدة، من بينهم 114.548 يشغلون مناصب إدارية وتنظيمية ومهنية عالية ويساهمون بأكثر من 31 بليون جنيه استرليني في اقتصادها». وأضاف «أن 13400 مسلم يملكون شركات في العاصمة لندن وحدها توفّر 70 ألف فرصة عمل، في حين قُدّرت قوة الإنفاق للمسلمين البريطانيين بحوالى 20.5 بليون جنيه استرليني، فيما يتم إنفاق أكثر من بليون جنيه استرليني سنوياً على صناعة الأغذية الحلال». وأشار التقرير إلى أن لندن أصبحت مركزاً رئيساً للتمويل الإسلامي والبالغ مجموعه 1.3 تريليون جنيه استرليني، والذي ساهم في بناء المعالم الجديدة في المملكة المتحدة. وقال الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، فاروق مراد، إن لندن «تستضيف رؤساء الدول وكبار رجال الأعمال والمستثمرين من العالم الإسلامي، ما يجعل المملكة المتحدة تستفيد اقتصادياً من إقامة صلات وثيقة معه». ورحّب رئيس بلدية لندن، بوريس لندن، بالجهود التي بذلها المجلس الإسلامي البريطاني لعقد المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في لندن، وقال إن فريقه «عمل مع المجلس لجلب هذا المؤتمر إلى العاصمة البريطانية».