أكد خبراء عالميون شاركوا في مؤتمر «قطاع الاقتصاد الإسلامي» في دبي أمس، أن سوق التمويل المرتبطة بالشريعة الإسلامية سجلت نمواً سنوياً مركباً نسبته 23 في المئة، لتتجاوز قيمته 1.2 تريليون دولار. وتوقعوا خلال المؤتمر الذي حضرته شركات الاستثمار، أن يصل قطاع التمويل الإسلامي إلى 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2017. ويذكر أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا تساهم بجزء كبير من هذا النمو، استناداً إلى تقرير «تحقيق القيمة الأمثل عبر التمويل الإسلامي» لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز». وأُعلن خلال المؤتمر أن لندن تستعد لاستضافة مجموعة من شخصيات العالم الإسلامي للمشاركة في الدورة التاسعة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي بعنوان «عالم في طور التغيير وعلاقات جديدة»، والمزمع عقده نهاية الشهر المقبل. وتسعى العاصمة البريطانية إلى تعزيز دورها كمركز غربي للتمويل الإسلامي، مع وصول قيمة الخدمات المصرفية الإسلامية فيها إلى 22.3 بليون جنيه إسترليني حتى الآن، وفق بيانات سوق لندن للأوراق المالية، بالتالي تعزيز مكانتها كأكبر مصدر للخدمات المالية حول العالم. وتحدّث رئيس المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي موسى هيتام، عن دور المنتدى في قطاع التمويل الإسلامي، باعتباره يساعد على «بناء جسور السلام وتحقيق الازدهار بين العالم الإسلامي والمجتمع الدولي باستخدام لغة الأعمال المشتركة. ويسلط المنتدى الضوء على الفرص التي يمكن العالم الإسلامي تقديمها كوجهة استثمارية وتجارية مجزية». وانطلق المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي منذ العام 2004، ويُعتبر من أبرز المنصات المروّجة لنشاطات التمويل الإسلامي في المجتمعات الإسلامية والدولية عموماً. ويتزامن ذلك مع تحول دبي تدريجاً، عاملاً مؤثراً في التجارة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي المتنامي. وتوقع مدير التمويل الإسلامي العالمي في شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» أشرف جمال، أن ينمو الطلب على التمويل الإسلامي في شكل سريع وبنسبة تتجاوز الضعف خلال السنوات الأربع المقبلة. ويساهم المنتدى في الترويج للعالم الإسلامي كتكتل استثماري وتجاري مجزٍ، قادر على اجتذاب المستثمرين الأجانب وشركاء الأعمال من أنحاء العالم، ويتيح تعزيز سبل التواصل والتحالفات الاستراتيجية عبر تشجيع تبادل الأفكار والمعلومات. وتُعقد الدورة التاسعة من المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في مركز «إكسل لندن» في بريطانيا، وهي المرة الأولى التي يُعقد فيها المنتدى خارج حدود العالم الإسلامي، إذ استضافته سابقاً ماليزيا وكازاخستان وأندونيسيا والكويت وباكستان. ويركز المنتدى على نسج علاقات اقتصادية جديدة عبر الحدود والأديان والثقافات وسط عالم سريع التغيير، إضافة إلى مساعدة المجتمعات المحرومة ودعم الشركات الصغيرة والكبيرة ورواد الأعمال، والمشاريع الناشئة. وسيشارك فيه نحو 1500 شخصية من قادة الحكومات، ورواد القطاعات والشخصيات الأكاديمية والخبراء الإقليميين، ومديري الشركات وصناع القرار والمبتكرين، وقادة الأعمال، والمستثمرين من 100 بلد حول العالم، بهدف تعزيز الشراكات التجارية بين الأسواق الإسلامية والأوروبية. وستحظى مسألة التمويل الإسلامي باهتمام خاص في المنتدى، فيما تعتزم لندن التحول إلى مركز عالمي لهذا القطاع. ومن أبرز المواضيع التي سيناقشها المنتدى «المرأة في عالم الشركات» و «تعزيز التعليم عبر الحدود» و «تطوير الاتصال العالمي من خلال التقنية الرقمية» وغيرها.