قفزت أسعار الطماطم في أسواق الرياض منذ مطلع الأسبوع الماضي في شكل جنوني، وبنسبة تجاوزت ال100 في المئة ، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 10 ريالات، والصندوق الكبير زنة ال(13 كيلوغراماً) إلى 100 ريال، أما الصندوق الوسط زنة ال(4 كيلوغرامات) فوصل إلى 45 ريالاً. وأرجع عدد من التجار والبائعين سبب الارتفاعات إلى تلاعب تجار الجملة والسماسرة في سوق الخضراوات جنوبالرياض، إذ يزايدون في الأسعار في ما بينهم، ويتفقون على سعر نهائي يتم البيع من خلاله، مؤكدين على أن سوق الجملة تتوافر فيها كميات كبيرة من الطماطم تكفي لأسابيع عدة. وقال تاجر الخضراوات والفاكهة محمد القحطاني إن أسعار الطماطم كانت قبل أسبوعين مستقرة، ولم يتجاوز سعر الصندوق الكبير 45 ريالاً والصغير 15 ريالاً، أما الكيلوغرام فراوح بين 4 و6 ريالات، إلا أنه مع بداية الأسبوع الماضي حدثت حال من الجنون في سوق الطماطم (الجملة)، إذ ارتفع سعر كيلوغرام الطماطم ( 3 أو 4 حبات من الطماطم بحجم متوسط ) إلى10 ريالات، بزيادة 100 في المئة عن الأسعار قبل أسبوعين. وأشار إلى أن سبب الارتفاعات يكمن في تلاعب تجار الجملة مع السماسرة الأجانب والسعوديين في السوق، إذ يرفعون السعر في ما بينهم، وأصحاب المحال يستغربون ما يحدث إلا أنه لحاجتهم إلى الطماطم يشترون الصندوق بسعر 100 ريال، ويبيعونه في محالهم بنحو 110 ريالات. وأكد القحطاني أن سوق الجملة تتوافر فيها كميات كبيرة من الطماطم المحلي المنتج من مزارع حائل والقصيم والخرج ووادي الدواسر، إلا أن التلاعب بالأسعار أصبح السائد في سوق الجملة وسط ضعف الرقابة من البلدية التي تركز على المحال الصغيرة في مختلف أحياء الرياض فقط. من جهته، قال البائع في سوق الربوة للخضراوات هادي علي إن أسعار الطماطم المحلية ارتفعت بنحو 100 في المئة الأسبوع الماضي، إذ وصل سعر الصندوق الكبير (13 كيلوغراماً) إلى 100 ريال، بعد أن كان قبل أسابيع لا يتجاوز ال45 ريالاً، لافتاً إلى أن سعر الكيلوغرام وصل إلى أكثر من 10 ريالات، بعد أن كان لا يتجاوز ال5 ريالات، فيما وصل سعر الصندوق ذي الحجم الوسط إلى أكثر من 45 ريالاً بعد أن كان لا يتجاوز ال20 ريالاً قبل أسابيع عدة. ولفت إلى أن الأسعار تراجعت أمس (الجمعة) إلى 80 ريالاً للصندوق الكبير، ونحو 35 ريالاً للوسط، مشيراً إلى أن الطلب مرتفع من المطاعم فقط، بينما المستهلكون الأفراد متذمرون من تلك الارتفاعات ومحجمون عن الشراء. من جهته، يقول البائع في سوق الربوة للخضراوات جلال الحبيشي إن أسعار الطماطم مرتفعة جداً، ليس بسبب قلة الإنتاج سواء المحلي أم المستورد، ولكن السبب هو تلاعب السماسرة وتجار الجملة في سوق الخضراوات جنوبالرياض، إذ يرفعون الأسعار في ما بينهم، وبالتالي يكون الضحية والمتضرر النهائي هو المواطن. وأكد أن السوق فيها كميات كبيرة من الطماطم، ولكن التجار يتعمدون الحراج على سيارات محدودة لا تتجاوز الثلاث أو الأربع سيارات في اليوم حتى يستطيعون السيطرة على السوق والسعر، ما تسبب في ارتفاع الأسعار بنسبة تتجاوز ال100 في المئة. وأشار الحبيشي أن كثيراً من المستهلكين الأفراد أمام هذه الأسعار المرتفعة يذهبون إلى مكتب البلدية في وسط السوق لتقديم الشكوى، ما يجعل مراقبي البلدية يطالبون يومياً بالفواتير حتى يتم التأكد من سلامة الأسعار، إلا أن التلاعب بالأسعار - وللأسف - يكون في سوق الجملة بجنوبالرياض. وأوضح أن هامش الربح الذي نحصل علية لا يتجاوز 5 إلى 7 ريالات في الصندوق الواحد، على رغم أن ذلك يشمل مصاريف عدة، منها النقل وإيجار المحل وراتب العامل. وتوقع أن تتراجع الأسعار خلال الأيام المقبلة على رغم أن التنبؤ بالأسعار صعب. من جهته، أكد مصدر مطلع في جمعية حماية المستهلك أن هناك عشوائية في السوق في عملية ضبط الأسعار، وذلك في ظل وجود فراغ مؤسسي كان من المفروض أن يقوم بدوره في مراقبة السوق. لافتاً إلى أن هناك موجات سعرية تحدث وتتكرر في السوق ويقوم مجموعة من تجار الجملة باستغلال مثل تلك الموجات ويتلاعبون بالأسعار. وأشار المصدر (فضل عدم الكشف عن اسمه) إلى أن الجمعية تعكف بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة على إعداد خطة من 10 استراتيجيات لتشكل خريطة طريق لمكافحة ارتفاع الأسعار، ومحاربة الغلاء، وإدارة العرض والطلب بهدف إيجاد الحلول الجذرية لمثل تلك الظواهر. وأوضح إلى أن هناك حلولاً كثيرة سيتم طرحها من خلال الاستراتيجية سواء على المدى الطويل أم المدى القصير، وتهدف جميعها إلى السيطرة على الأسعار ووضع حلول جذرية وشاملة لها.