بينما كان المستهلكون يترقبون تراجع أسعار الخضراوات والفاكهة بعد عيد الفطر، كشفت جولة ل«الحياة» في سوق عتيقة بالرياض قفزات كبيرة في الأسعار، وصلت إلى 100 في المئة، إضافة إلى وجود بعض الخضراوات والفاكهة غير المناسبة للاستخدام الآدمي في بعض محال التجزئة. وتركز الارتفاع الحاصل في بعض المنتجات، ولا سيما الطماطم والخيار والورقيات، في ظل غياب الرقابة من البلديات ووزارة التجارة، في حين أرجع باعة في سوق عتيقة ارتفاع الأسعار إلى احتكار المستوردين الكبار، إضافة إلى قلة المعروض بسبب انخفاض الكميات المستورد من الخارج، وتلاعب بعض الباعة بالأسعار. ورصدت «الحياة» ارتفاع سعر صندوق الطماطم الصغير من 20 إلى 40 ريالاً، وكيس البطاطا من 15 إلى 30 ريالاً، في حين سجل كرتون الكوسا ارتفاعاً بنسبة 20 في المئة، فبعد أن كان يباع في سوق الجملة ب50 ريالاً، زاد سعره إلى 60 ريالاً، وزاد سعر كرتون الخيار من 40 إلى 85 ريالاً، وكرتون البامية من 90 إلى 145 ريالاً. وأوضح البائع سامي المحمد، أن أسعار الخضراوات زادت بواقع خمسة ريالات للكيلوغرام، والورقيات زادت بواقع ريال، والفاكهة زادت ريالين للكيلوغرام، وبلغ سعر كيلوغرام الموز خمسة ريالات، والبرتقال ثمانية ريالات، والتفاح ستة ريالات، مشيراً إلى أنه غياب الرقابة من وزارة التجارة هو السبب في الزيادة في الأسعار حالياً. وقال المحمد: «هناك ارتفاع في أسعار البقدونس والكزبرة والجرجير، والبصل الأخضر زاد من ريال إلى ريالين، وكذلك الخس إذ ارتفعت حزمة الخس من ثلاثة إلى ستة ريالات، وارتفاع كيس البصل من 11 إلى 13 ريالاً، مع اختلاف السعر من بائع إلى آخر بحسب سوق الجملة، كمات زاد سعر البصل المصري والهندي بنسبة 25 في المئة». من جهته، حمل البائع مهند العنزي بعض البائعين مسؤولية الارتفاع بسبب التلاعب في الأسعار، «وهذا ناتج من قلة المراقبين من وزارة التجارة والبلدية»، مضيفاً أن سعر كرتون الموز الذي كان يتراوح بين 45 و50 ريالاً وصل حالياً إلى 60 ريالاً، وكرتون البرتقال زاد من 18 إلى 23 ريالاً، وكرتون التفاح ارتفع من 75 إلى 80 ريالاً، والعنب المستورد سعره متذبذب، أما البلدي فهو بين 45 و50 ريالاً. وأوضح أن سعر كرتون الثوم زاد من 50 إلى 80 ريالاً، مشيراً إلى أن جشع التجار والموردين هو السبب في ارتفاع الأسعار حالياً، وبخاصة الطماطم، مستبعداً أن تكون الأسعار الخارجية هي السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار. أما البائع صالح الحربي فأوضح أن الفجوة الكبيرة بين قلة المعروض وارتفاع الطلب هي السبب في ارتفاع الأسعار، مضيفاً أن بعض التجار استغل عودة السكان المسافرين خارج البلاد وقاموا برفع الأسعار، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الطماطم سببه قلة المعرض، والمشكلة ليست في السعودية، بل في الدول المصدرة مثل تركيا وسورية ومصر ولبنان والهند واليمن. من ناحيته، أوضح البائع علي أبو طالب، أن أسعار الخضراوات والفاكهة لم تكن كما كانت في السابق. إن هناك تراجعاً في الكميات المستوردة من الخضراوات والفاكهة من بعض البلدان مثل سورية ولبنان والأردن والتي كانت تمد السوق السعودية بكميات كبيرة، كما أن هناك تراجعاً في الإنتاج المحلي، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وقال إن الأسعار ستنخفض بشكل تدريجي مع دخول فصل الشتاء هذا العام، مشيراً إلى أن بعض الموردين يعزون زيادة الأسعار إلى ارتفاعها من البلاد المصدرة. واستغرب المتسوق مصلح الحارثي، تباين الأسعار بين محال الخضراوات والسوبر ماركت والسوق المركزية، مشيراً إلى أن هناك ارتفاعاً في أسعار الخضراوات والفاكهة عما كان عليه الوضع في شهر رمضان بنسبة وصلت إلى أكثر من 100 في المئة لبعض الأصناف، مطالباً الجهات الرقابية والمعنية بتكثيف الرقابة على محال الخضراوات والفاكهة في الأحياء. ولفت إلى أن التلاعب في أسعار الخضراوات والفاكهة يتزايد في بعض المحال بالأسواق الكبرى وأسواق التجزئة، مطالباً الجهات الرقابية بوضع عبوات مخصصة للفاكهة والخضروات تكون موحدة وبأحجام مختافة. يذكر أن المملكة تنتج سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين طن من الخضراوات، تكفي لسد 85 في المئة من حجم الاستهلاك المحلي، وتصدر بعض منتجاتها لدول مجاورة، إذ تصدر للبحرين نحو 120 طن يومياً.