هدأت الارتفاعات الصاروخية التي لحقت بأسعار الخضار والتي بدأت منذ طلع شهر رمضان المبارك، ووصلت إلى 200 في المئة لبعض الأنواع، وبدأت الأسعار في الاستقرار والاتجاه إلى التراجع أمس، ورصدت «الحياة» في جولة على أسواق الخضار في الرياض انخفاضاً في الأسعار، وهبط معدّل الارتفاع أمس 100 في المئة فقط، بعد أن وصل إلى 200 في المئة مع بداية الشهر، وفي حين عزا بائعون الارتفاع إلى مبررات متكررة تتلخص في شحّ المعروض من التجار بسبب تراجع الانتاج، ورأى بائعون آخرون أن الارتفاعات تعود إلى جشع تجار وسماسرة الخضار الذين خلقوا بلبلة في السوق، وأوهموا الناس أن هنالك شحاً في المعروض من أجل رفع الأسعار. وقال بائع جملة في سوق الخضار في الربوة عبدالعزيز خلف، إن أسعار الخضار قفزت في بداية أيام شهر رمضان لتتجاوز 200 في المئة، ثم تراجع هذا الارتفاع إلى 100 في المئة، مشيراً إلى أن سعر صندوق البامية وصل في بداية الارتفاعات إلى 155 ريالاً، ثم هبط إلى 80 ريالاً، في حين أن أسعارها في السابق تراوح ما بين 40 و50 ريالاً، ووصل سعر الكوسة إلى 120 ريالاً، ثم تراجع إلى 60 ريالاً، وتجاوزت أسعار الطماطم 45 ريالاً للصندوق في بداية الارتفاع، ثم وصلت إلى 30 ريالاً، في حين أن سعرها لا يتجاوز 15 ريالاً. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار الطماطم المحلية أثر في أسعار نظيرتها المستوردة من تركيا وسورية التي ارتفعت بنسبة 100 في المئة، وأرجع خلف هذه الارتفاعات إلى قلة كمية الخضار المعروضة في المزاد وتحجج التجار بقلة كمية المحصول. من جانبه، قال بائع خضار يوسف العديل، إن قلة المعروض من الخضار في ساحة المزاد ودخول عدد من تجار الخضار من دول الخليج أسهما في ارتفاع الأسعار، والدخول في مزايدات كبيرة من أجل الحصول على المعروض من الخضار، موضحاً أن من الأسباب التي أسهمت في رفع الأسعار بما يفوق 200 في المئة قيام سماسرة مزاد الخضار بحجز عدد كبير من شاحنات الخضار قبل وصولها إلى المزاد وبيعها على تجار المراكز التجارية الكبرى وعلى تجار من دول الخليج، ما تسبب في شح المعروض في المزاد. غير أن البائع عبدالله سالم اختلف مع البائعين السابقين، وحمل جشع تجار وسماسرة الخضار مسؤولية الاتفاع، وقال إنهم تسببواً في خلق بلبلة من خلال تقليل كميات المعروض في المزاد من أجل إيهام الناس أن هنالك قله في المحصول قد تسبب في ارتفاع الأسعار. وذكر سالم أن التلاعب الذي حدث من بعض تجار الخضار انكشف بعد أن توافرت في السوق كميات كبيرة بعد ثلاثة أيام من تعطيش السوق ومحاولتهم رفع الأسعار ومن ثم بيع الكميات المتوافرة لديهم بأسعار مرتفعة، لافتاً إلى أن البائعين هم أكبر المتضررين من تلك الارتفاعات، إذ اشترى كميات من الخضار بأسعار مرتفعة، وبعد انخفاض الأسعار سيضطر إلى البيع بخسارة من أجل تصريف المعروض لدية من خضار قبل أن يفسد. أما البائع محمد حسن، فأشار إلى أن الإقبال على شراء الخضار في الأيام الماضية انخفض بنسبة 20 في المئة بعد أن شهدت أسواق الخضار ارتفاعات كبيرة، موضحاً أن أسباب الارتفاع ليست واضحة، وأن ما يردده البعض حول قلة المعروض ليس صحيحاً، فالمعروض جيد والدليل الوفرة في السوق حالياً. وأكد حسن أن الارتفاعات طالت الورقيات من البقدونس والنعناع والكزبرة، إذا تجاوزت أسعار الحزمة منها 1.20 ريال، في حين أن أسعارها في السابق لا تتجاوز 0.75 ريال، ما جعلنا نبيعها بقيمة ريال واحد، والتعويض من خلال الأصناف الأخرى، موضحاً أن من الأصناف التي ارتفعت اسعارها الثوم الصيني الذي زاد بنسبة 200 في المئة، إذ وصل سعر الكيلو إلى 15 ريالاً، في حين أن سعره لا يتجاوز 5 ريالات، وأرجع سبب ارتفاع سعره إلى الأزمة الزراعية التي تشهدها الصين وقلة الخضار المستورد منها. واستغرب المواطن فواز البقمي من هذه الارتفاعات الكبيرة في أسعار الخضار، معتبراً ذلك تلاعباً من بائعي وتجار الخضار من أجل تحقيق أرباح كبيرة، وطالب وزارة التجارة بسرعة التدخل لمراقبة سوق الخضار بوضع مكتب خاص بها في ساحة ومزاد بيع الجملة وفرض عقوبات صارمة على المتلاعبين بالأسعار، وبخاصة أن التلاعب يتكرر بين الفترة والأخرى.