لندن، بيروت، دمشق - أ ف ب، رويترز، أ ب - حققت قوات النظام السوري تقدماً جديداً على الأرض في جنوبدمشق بسيطرتها على بلدة البويضة قرب السيدة زينب، في استمرار لعملياتها في هذه المنطقة، والتي تشارك فيها وحدات شيعية من «حزب الله» اللبناني و «لواء أبو الفضل العباس» ذي الغالبية العراقية. كما شددت من حصارها على معضمية الشام في الغوطة الغربية والتي يبدو أنها قد تكون الهدف المقبل للنظام، الذي سمح بإخراج المدنيين منها في الأيام الماضية. وجاء هذا التقدم لقوات النظام في وقت بدا الثوار مشغولين بالاقتتال بين فصائلهم، وتحديداً «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «وحدات حماية الشعب» الكردية في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية قرب الحدود التركية. وأفيد بأن ما لا يقل عن 41 قتيلاً من مقاتلي «الدولة» والأكراد سقطوا في هذه المواجهات. وتوقف مراقبون أمس عند إعلان وزارة الخارجية الروسية أن نحو 50 ألف سوري مسيحي طلبوا الحصول على الجنسية الروسية لحمايتهم من العنف الذي يرتكبه مقاتلو المعارضة. وذكرت الوزارة في بيان أن هؤلاء المسيحيين السوريين من سكان منطقة القلمون على بعد 90 كلم شمال دمشق، كتبوا في رسالة سُلّمت إلى الوزارة عبر «قنوات ديبلوماسية»: «هدف الإرهابيين المدعومين من الغرب هو إلغاء وجودنا هنا بأفظع الوسائل، بما في ذلك القتل الوحشي للمدنيين». وتزامنت التطورات الميدانية مع تسارع الجهود لترتيب موقف المعارضة من مؤتمر «جنيف- 2»، في ظل انقسام واضح بين مؤيدي المشاركة ومعارضيها. وكان لافتاً في هذا الإطار إعلان 70 مجموعة مقاتلة في جنوب البلاد سحب الاعتراف ب «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة»، متهمة إياه ب «الفشل». وجاء موقفها بعد أيام من موقف مماثل أعلنه 13 فصيلاً في شمال سورية، الأمر الذي يمكن أن يُضعف موقف «الائتلاف» في أي مفاوضات مقبلة. وقالت مصادر ديبلوماسية متطابقة ل «الحياة»، أمس، إن الأيام المقبلة ستشهد اتصالات مكثفة بين «مجموعة لندن» التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية»، وذلك بهدف الوصول إلى موقف موحّد من عقد مؤتمر «جنيف- 2» لإبلاغه إلى قيادة «الائتلاف الوطني السوري» في اجتماعها يومي 24 و25 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري. وتشمل هذه الاتصالات انعقاد اجتماع لكبار موظفي «مجموعة لندن» في إسطنبول الإثنين المقبل بهدف السعي إلى «ردم الفجوة» بين الدول ال 11 بعد ظهور تباعد في المواقف في اجتماعها الأخير. وقالت المصادر إنه في حال حقق ممثلو الدول ال 11 تقدماً في لقائهم فسيُعقد اجتماع لهذه الدول على المستوى الوزاري في لندن أو إسطنبول لاتخاذ موقف موحد يحمله السفراء وكبار الموظفين إلى اجتماع الهيئة العامة ل «الائتلاف» الذي يسبقه اجتماع للهيئة السياسية. ولفتت المصادر إلى أن دولاً غربية «فوجئت» بالموقف الذي أعلنه «المجلس الوطني السوري» المعارض برفضه المشاركة في «جنيف- 2» والتلويح بسحب أعضائه من «الائتلاف» في حال قرر الأخير المشاركة في «جنيف- 2»، مشيرة إلى أن ممثلي الدول الغربية سيعملون على عقد اجتماعات مع رئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا لإقناعه ب «اتخاذ موقف بنّاء» من المؤتمر الدولي. وحضت وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس، المعارضة السورية على المشاركة في هذا المؤتمر. ويقول قريبون من«المجلس الوطني» إن لديه 22 عضواً رسمياً في «الائتلاف» و47 عضواً في شكل عملي، من أصل 114 عضواً في الهيئة العامة ل «الائتلاف»، فيما قلل آخرون من تهديد «المجلس» بالانسحاب بسبب قرب دخول عشرة أعضاء أكراد إلى «الائتلاف» بعد اتفاقه مع «المجلس الوطني الكردي». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أمس عن الناطق باسم «الائتلاف» لؤي صافي، إنه تمكن الموافقة على التفاوض مع شخصيات مقبولة من المجموعة السياسية لنظام بشار الأسد في «جنيف- 2». وقال صافي إن وفد النظام السوري يتشكل من مجموعتين، إحداهما عسكرية، و «هي مجموعة لا يمكن الجلوس مع أي شخص منها، لأن أيادي أعضائها تلوثت بدماء الشعب السوري»، لكن «المجموعة الثانية يمكن الجلوس للتفاوض مع شخصيات منها، مثل فاروق الشرع». وشدد على أن التفاوض سيكون على تسليم السلطة لحكومة انتقالية، ولن يكون للأسد، أي مستقبل في هذه الحكومة. وفي نيويورك، اعلنت الاممالمتحدة تعيين الهولندية سيغريد كاغ رئيسة للبعثة الدولية المكلفة تدمير الترسانة الكيماوية السورية. وسترأس كاغ، مساعدة الامين العام التي تتقن اللغة العربية ولديها تجربة طويلة في الشرق الاوسط، البعثة المشتركة بين الاممالمتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، والى جانبه كاغ: «نحن نعرف جيدا التحديات التي تواجهنا... والوضع في سورية لا يزال خطيرا ولا يمكن التكهن به».