قال زعيم «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ل «الحياة» أمس أنه «مستعد للتعاون» مع الحكومة الموقتة للمعارضة السورية التي يعمل أحمد طعمة على تشكيلها، لكنه قال إنه «غير معني» بالاتفاق الموقع بين «الائتلاف الوطني السوري» و «المجلس الوطني الكردي» وإنه «غير ملزم به أو بتداعياته على الأرض». وكانت الهيئة العامة ل «الائتلاف» أقرت اتفاقاً مع «المجلس الكردي» الذي سبق أن أقره الكيان الكردي، ونص على «الاعتراف الدستوري بهوية الشعب الكردي القومية، واعتبار القضية الكردية جزءاً أساسياً من القضية الوطنية العامة في البلاد، والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً» و «اعتماد نظام اللامركزية الإدارية بما يعزز صلاحيات السلطات المحلية». وتضمن الاتفاق بنداً جاء فيه: «كما أن الثورة السورية العظيمة تبنّت علم الاستقلال كرمز سيادي لها، فإننا نتبنى اسم الدولة في عهد الاستقلال» ما يعني تسمية البلاد باسم «الجمهورية السورية» بدلاً من «الجمهورية العربية السورية». ونص على أن يكون «الحد الأدنى» للتمثيل الكردي 14 عضواً. ويضم «المجلس الوطني» 15 حزباً سياسياً، فيما يضم «مجلس غرب كردستان» تشكيلات بينها «الاتحاد الديموقراطي» و «وحدات حماية الشعب»، وشكل الطرفان الهيئة الكردية العليا في 11 تموز (يوليو) العام الماضي. وقال مسلم أمس: «اتفقنا على أن أي تفاوض مع الائتلاف يجب أن يكون باسم الهيئة الكردية العليا. لكنهم يحاولون الاستفراد بالمجلس الوطني لإسقاط الهيئة الكردية العليا. لذلك نحن ضد الاتفاق (بين المجلس الكردي والائتلاف) وهو لا يمثل الأكراد لأنه لم يتم عبر الهيئة الكردية العليا». وتابع مسلم انه كان أجرى محادثات مع مسؤولين في «الائتلاف» وأبلغهم «أنكم لستم مجتمعين على رأي واحد وأنكم لم تتخذوا موقفاً موحداً من جبهة النصرة التي تهاجم الأكراد». وزاد: «عندما تبين أنهم لا يسيطرون على المقاتلين الإسلاميين على الأرض، قلنا إنه على أي أساس سنتفق معهم». كما اعتبر تصديق «الائتلاف» على الاتفاق مع «الوطني الكردي» غير شرعي لأنه لم يحصل على الأصوات الكافية. وكان «الائتلاف» أفاد في بيان أن الهيئة العامة التي تضم 114 عضواً «وافقت على الوثيقة السياسية المتفق عليها مع المجلس الوطني الكردي، وسيوجه الائتلاف رسالة إلى المجلس لتسمية ممثليه الثلاثة الأساسيين لحضور اجتماع الهيئة العامة المقبل، تمهيداً للتصويت على استكمال بقية القائمة المتفق عليها بصورة مبدئية». إلى ذلك، أوضح مسلم أنه «مصر» على مشاركة الأكراد في «وفد مستقل» تحت راية الهيئة الكردية العليا لدى انعقاد مؤتمر «جنيف-2»، مع رفضه المشاركة في وفد تحت لواء «الائتلاف»، لأن «الاعتراف بحقوق الأكراد أمر واجب». غير أنه أشار إلى أن حزبه و «وحدات الحماية» التي تضم آلاف المقاتلين مستعدان ل «التعاون مع الحكومة الموقتة»، لافتاً إلى إمكان التعاون بين الإدارة الموقتة التي يعمل على تشكيلها لتسيير حاجات الناس في شمال سورية وشمالها الشرقي إلى حين التوصل إلى حل سياسي لسورية، وبين الحكومة الموقتة. إلى ذلك، قال إن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين مقاتلي «وحدات الحماية» ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» في شمال البلاد، مشيراً إلى أن مقاتلين متشددين يحصلون على دعم من جهات تركية في وقت تقرر فتح تركيا بوابة عين العرب (كوباني) على حدودها. وقال: «هناك سياسة مزدوجة. من جهة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية كما اتفقنا خلال زيارتي السابقتين، ومن جهة أخرى بعض الجهات يساعد مقاتلين متشددين». وتابع مسلم أن مقاتلين أكراد باتوا في الأيام الأخيرة «بين فكي كماشة» قوات النظام السوري ومقاتلين متشددين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب شمال البلاد، محذراً من وقوع «مجازر بحق الأكراد» في الحيين.