وسط أكثر من 1.5 مليون حاج تحللوا أمس (الثلثاء) من إحراماتهم، أنهوا مناسك الركن الأكبر للحج بالوقوف في مشعر عرفات، والمبيت بمزدلفة، ورمي أولى جمارهم، وجد عدد من الحجاج الصينيين أنفسهم في حال من الضياع بعد أن فقدوا مرشدهم الأساسي للمخيم، ولسانهم الناطق بالعربية والإنكليزية، لتكون «لغة الإشارة» هي سيدة الموقف لإرشادهم. 35 حاجاً صينياً، من أصل 11 ألفاً قدموا لأداء فريضة الحج هذا العام، لم تشفع لهم تقنيات الصناعات الصينية، ولا حتى صيتها الذائع، من أن يجدوا أنفسهم بلا دليل وبوصلة، ترشدهم إلى مقر إقامتهم في مدينة الأيام الخمسة «منى»، بسبب ضياع «الرجل اللسان» قائد المجموعة التي قصدت الجمار لرميها بعد التحلل من الإحرام. فقدان صينيي منى للدليل، لم يكن وحده العائق الأساسي للتواصل معهم فحسب، بل فاقم من ذلك، عدم إجادتهم ل «اللغتين» الأشهرين للتواصل «الإنكليزية، العربية» الأمر الذي جعل من «لغة الإشارة» هي الفيصل الوحيد في التعرف على مكان إقامتهم، رغم اختزان ذواكرهم لنحو 30 ألف رمز يستخدمونه في حياتهم اليومية من لغتهم الأم (الصينية)، إلا أنها لم تجد نفعاً في مدينة لا تتجاوز مساحتها المستغلة نحو 4.2 كيلو متر مربع. حل وسط، وموقف مرض لتائهي منى الصينيين، وكشافي مركز إرشاد التائهين، كان بإرسال كشاف يضيء طريق التائهين، في نهار يوم العيد الأول، لإيصالهم إلى مقر سكناهم، ضمن إحدى الخدمات الجليلة التي يؤديها الكشافة لضيوف الرحمن طيلة أيام الحج. المرشد الكشاف، بدأ رحلة إيصال بعثة «صينيي منى» بحصر عددهم أكثر من مره، لالتفافهم حوله كل ما أشاح بوجهه عنهم، لتتداخل الوجوه، ويضيع العدد من ذاكرته فيبدأ بالعد من جديد. وبعد الانتهاء من توثيق عددهم، استخدم لغة الإشارة ليشكل الصينيون صفاً واحداً يقودهم هو، والشابة الوحيدة ضمن ال 35 عجوزاً التائهين، لتبدأ رحلة العودة إلى وطنٍ موقف في مدينة الخمسة أيام، كانت علامته الفارقة على خريطة «منى» هو اتشاحها بلون السماء الأزرق، في دلالة على مخيمات الحجاج الشرق آسيويين.