تراجعت في المشاعر المقدسة معظم لغات العالم، وارتفعت بقوة أسهم لغة الإشارة والابتسامة في تحقيق التواصل المطلوب، سواء بين الحجاج أو الجهات التي تقوم على رعايتهم. الحاج المغربي سميح قاسم وجدناه يلتفت يمينًا ويسارًا، ويبدو على وجهه الحيرة والتعب، بعد أن فَقَدَ طريقه إلى مخيّمه، وبعد لحظات رصدته (المدينة) بجوار خريطة إرشادية بمشعر منى، وبجواره مواطن يصف له موقعه ب»لغة الإشارة». أمّا أحمد الحرزاني «كشاف» فيقول: عندما يقدم إليّ حاج، ونختلف في اللغة، أو اللهجة، أو المكان أستخدمُ «لغة الإشارة.. والابتسامة» لإرشاد الحاج، ووصف مكان مخيّمه. ويقول نشمي الرشيدي «رجل أمن» يقف على أحد الطرق بين المخيمات وسط الحجيج إنه يستخدم لغة الإشارة لإرشاد الحجيج إلى موقع مخيماتهم. ويقف لوي نهاري «كشاف» بجوار لجنة إرشاد الحجيج ليرشد بالإشارة الحجاج الذين لا يستطيعون التواصل معهم بسبب لغتهم إلى الأماكن التي يريدونها، وأضاف: إن أغلب الشباب المتطوعين لدينا صغار سنّ، ويصعب معرفتهم للغات، ولذلك يتم توجيههم إلى اللجوء إلى الإشارة والابتسامة لإرشاد الحجاج التائهين.