أعاق إغلاق الموقع الإلكتروني لنادي جدة الأدبي شعراء شباباً عن الترشح لجائزته التي أعلن عنها قبل أيام، واشترط النادي أن يكون التقدم لها عبر تعبئة النموذج في الموقع. وعبر عدد من الشعراء عن امتعاضهم من النادي الذي يعلن عن جائزة، «ثم يغلق موقعه، وربما لا يعرف أصلاً أنه خارج نطاق العمل»، كما قال أحد الشعراء الذين حاولوا مراراً دخول الموقع لتعبئة نموذج المشكلة وأخفقوا. وتساءل الشاعر الشاب منذر الحلوم: «لماذا يعلن أدبي جدة عن مسابقة للشعراء، ويشترط التقدم لها إلكترونياً في حين أن موقعه معطل؟ كان عليه أولاً إصلاح العطل ثم الإعلان عن الجائزة». وأشار إلى أن ما حصل «ليس غريباً ولم يعد يفاجئ أحداً، فالأندية الأدبية تستخف بالكتّاب ولا تتعامل بالجدية اللازمة، وبخاصة الأسماء التي حملتها الانتخابات إلى هذه الأندية». واعتبر الكاتب علي المجنوني هذا الأمر عجزاً «عن التعريف بدور النادي والإعلان عن برامجه»، وقال المجنوني ل«الحياة»: «هذا العجز خلق فجوة بين النادي كمؤسسة ثقافية، والمجتمع كفئة مقصودة بالتثقيف». وأضاف: «يحزنني تواضع وسائل التواصل التي تستفيد منها الأندية الأدبية. ربما يكون أكثرها تقنيَّة رسائل نصية تُرسل على هواتف الأشخاص المتابعين لفعاليات النادي، والذين لا يحتاجون إلى تذكيرهم بمناشط النادي، وكأن الأندية اكتفت بمرتاديها ولا تسعى إلى كسب مرتادين جدد». وكان المجنوني اقترح أن تشرع الأندية منافذها كلها للجمهور وأن يكون الوصول إليها سهلاً. ولفت إلى أن من الملاحظ أن هواتف بعض النوادي الأدبية معطلة، «بل إن حتى الأرقام الموجودة بدليل الهاتف قديمة ومسدودة. وكم اتصلت بنادٍ أدبي لأحصل على رقم آخر. واللوحات إن وجدت فهي بالية ومتوارية استحياءً فوق مبانٍ ضيقة ضيقَ صدور المثقفين أنفسهم». فيما يعزو المسؤولية في الفجوة بين النادي الأدبي وبين المجتمع إلى «النادي والمثقف معاً»، معللاً ذلك أن: «النادي لم يروج لسلعته، كما أن المثقف لم يتخلص من كونه مثقفاًً، في وقت يجب أن يتعدى دوره تثقيف نفسه إلى تثقيف مجتمعه، بدلاً من أن يبخل بما عنده ويزهد في التعاطي مع مجتمعه». وأوضح الروائي خالد المرضي حال نادي جدة الأدبي «لا يسر في عمومه». ويعتقد أنه يمر بأسوأ مراحله منذ نشأته. وقال ل«الحياة»: لا أستغرب ذلك عطفاً على نتائج «الانتخابات الإلكترونية» التي جرت، وليت الأمر يقتصر على الموقع الإلكتروني المغلق فقط، كان يمكن أن نلتمس عذراً تقنياً، لكن خلال الفترة الماضية، أي فترة ما بعد الانتخابات سالفة الذكر، كيف يمكننا تقويم عمل الإدارة الحالية في حراكها الأدبي الثقافي؟ يستطيع المتتبع لمسيرة النادي أن يرى الهشاشة التي دبت في كل شيء، إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحداً»، مضيفاً أن الفعل الثقافي «لم يعد يعوّل كثيراً على الأندية الأدبية. رأينا من خلال بعضها أفعالاً غير ثقافية، إلا إذا استثنينا بعض نشاطات قليلة لأندية معينة حافظت على حضورها واستقرارها واجتهادها». وعما يجب فعله من الأندية الأدبية، قال المرضي: «على الأدباء والمبدعين الانحياز إلى أنفسهم، كتبهم ومكتباتهم، ثم التواصل عبر الفضاء الرحب الذي لم يعد افتراضياً، بعكس غالبية الأندية الأدبية ذهبت إلى حضورها الافتراض، جعجعة من دون طحن وأجساداً من دون أرواح حتى يأذن الله بتبدل الحال، لتقوم بدورها المتوقع أدبياً وثقافياً وتوعوياً». وشدد الروائي ماجد الجارد على أن نادي جدة يفترض منه أن يكون نموذجاً ثقافياً فاعلاً في هذه المدينة النشطة والخصبة ثقافياً، وقال: «جرت العادة أن تنظم الجهات المهتمة بالثقافة المسابقات المتنوعة في السرد والشعر والفنون، وهو تشجيع للمواهب وفرصة لإلقاء الضوء عليها في المجتمع وإعطائها فسحة للظهور، وهذا الجانب الإيجابي بما قام به نادي جدة في مسابقاته الأخيرة في الشعر، المهم هنا هو التجهيز والتحضير الجيد لمثل هذه المسابقات، لأنها تحمل اسم النادي». واعتبر الجارد أن الموقع الإلكتروني المتعطل منذ أيام «إخفاق «في ظل السكوت وعدم تقديم التبريرات المناسبة»، وأضاف: «نحن نعلم أن إصلاحه لا يتطلب كل هذه الأيام، لذلك يتعين على النادي حتى لا يفوّت الفرصة على المتسابقين أن يمدد مهلة الترشيح للمسابقة، ويتعين على الإدارات المسؤولة عن الأندية الأدبية الحرص والمتابعة الدقيقة لأنديتها، وكما يكافئون الأندية لا بد أن يحاسبونها على هذه الإخفاقات».