دعت الفتاة الباكستانية الناشطة في مجال الدفاع عن تعليم البنات، ملالا يوسف زاي، البالغة من العمر 16 عاماً، إلى إجراء محادثات مع حركة طالبان من أجل السلام. وقالت ملالا للبرنامج الوثائقي (بانوراما) الذي تبثه القناة التلفزيونية الأولى لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الليلة ونشرت مقتطفات منه، إن "هناك حاجة لإجراء مناقشات مع حركة طالبان لتحقيق السلام، لأن الحوار هو أفضل وسيلة لحل المشاكل وإنهاء الحروب". وأضافت الناشطة الباكستانية "هذا الأمر تقرره الحكومات المعنية وهو أيضاً وظيفة الولاياتالمتحدة، ومن المهم أن تتم مناقشة مطالب حركة طالبان وتمكينها من فعل ما تريد من خلال الحوار، غير أن قتل وتعذيب وجلد الناس ضد الإسلام تماماً، والحركة تسيء استخدام اسم الإسلام". وتعرقلت خطط لإجراء محادثات بين طالبان والولاياتالمتحدة والحكومة الأفغانية في تموز/يوليو الماضي، بسبب خلاف على وضع المكتب الذي افتتحته الحركة في العاصمة القطرية الدوحة. وأبدت ملالا رغبتها في العودة إلى باكستان ودخول المعترك السياسي "انطلاقاً من رغبتها في تغيير مستقبل بلدها وجعل التعليم إلزامياً فيه".وقالت "أملي أن يأتي اليوم الذي سيكون فيه شعب باكستان حراً ويتمتع بحقوقه وينعم بالسلام، وتتمكن كل فتاة وصبي من الذهاب إلى المدرسة". وتقيم ملالا مع عائلتها في مدينة بيرمنغهام منذ وصولها إلى بريطانيا في 15 تشرين الاول/اكتوبر الماضي للعلاج من جروح في الرأس أُصيبت بها برصاص مسلّحين من حركة طالبان حاولوا اغتيالها أثناء عودتها إلى المنزل برفقة زميلات لها بعد انصرافهن من المدرسة في بلدة مينغورا الباكستانية في التاسع من الشهر نفسه. وتلقت ملالا دعوة إلى حفل استقبال تقيمه ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية وزوجها دوق أدنبره الأمير فيليب في قصر باكنغهام بلندن في الثامن عشر من تشرين الأول/اكتوبر الحالي للترويج للتعليم في دول منظمة الكومنويلث، وستكشف في كتابها الذي سيصدر غداً الثلاثاء التفاصيل الكاملة للهجوم الذي تعرّضت له العام الماضي من قبل حركة طالبان في باكستان، والمعاناة التي مرّت بها خلال مرحلة علاجها في بريطانيا بعد خروجها من الغيبوبة. وفي غضون ذلك، هدّدت حركة طالبان الباكستانية بقتل الفتاة الباكستانية الناشطة في مجال الدفاع عن تعليم البنات، بعد مرور عام على المحاولة الفاشلة لاغتيالها.