اتهمت «جمعية الصيادين» في المنطقة الشرقية، جهات مجهولة بالاعتداء على غابة «المنغروف» شمال جزيرة تاروت، والقيام بتجريف وردم المنطقة بالنفايات ومخلفات البناء، في ظل عدم متابعة من الجهات المعنية. وأصدرت «الجمعية»، أمس، بياناً تفاعلاً مع ما نشرته «الحياة» أول من أمس، حول موافقة أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، لملاك مخطط الجامعيين في جزيرة تاروت على دفن البحر في منطقة غابة المنغروف (القرم)، لمساحة تصل إلى مليوني متر مربع، المخطط الذي كان موضع خلاف بين اللجنة الخماسية والأمانة منذ نحو 37 عاماً. وأعلنت فيه ملاحظاتها على التجاوزات التي تقع على غابات المنغروف، التي قالت أنها «تخالف القرارات السامية التي صدرت بهذا الصدد»، معتبرة أن من يقوم بذلك «جهات مجهولة»، لافتة إلى أنها «تقوم برمي النفايات في شكل متعمد». وأكد عضو جمعية الصيادين في الشرقية وعضو اللجنة الزراعية والثروة السمكية والحيوانية في غرفة الشرقية، داوود أسعيد، أن غابة أشجار المنغروف في شمال جزيرة تاروت، «تتعرض للتجريف والردم من قبل جهات مجهولة، تقوم برمي الأنقاض والنفايات والمخلّفات في الغابة بشكل بطيء وممنهج»، موضحاً أن ذلك تسبب «في دفن المناطق المغمورة بالمياه والقضاء على مئات الأشجار»، منوهاً إلى أن ذلك «يخالف القرار السامي رقم 1231\8 في 11\7\1403ه والمعتمد بموجب الأمر السامي 1861\8 في 27\8\1404ه، الذي يقضي ببقاء جزيرة تاروت من دون ردم المياه المحيطة، وذلك بعد تشجيرها وإدخال مشاريع التجميل والتحسين عليها، لتكون منطقة ترفيهية ومتنفساً لسكان المنطقة الشرقية، ونقل ما صدر عليها من منح من المقام السامي إلى بلديات المنطقة الشرقية الأخرى». وأضاف أن التعدي على الغابة يخالف أيضاً توصيات الدراسة البيئية التي أجرتها بلدية محافظة القطيف، حول الآثار البيئية لتطوير السواحل في مدينة سيهات وجزيرة تاروت، «التي بينت أن أشجار غابة المنغروف في المنطقة الشرقية، نادرة جداً، ولها خصائص تميزها عن بقية الأشجار في العالم». ولم يخفِ أسعيد، استهداف الشريط الساحلي المحاذي لغابة المنغروف بخليج تاروت، من قبل الشاحنات التي ترمي المخلفات فيه، من دون غيره من بقية الأماكن، «وهو الأمر الذي يثير الشكوك حول الهدف الحقيقي من وراء هذه الأعمال»، مطالباً بتحويل هذه الغابة «لمحمية طبيعية يمنع الاقتراب منها والتعدي عليها، وتعويض أي متضرر من بقائها». ولفت إلى أن أعمال الردم الجائرة التي تعرضت لها سواحل المنطقة الشرقية، ومحافظة القطيف في شكل خاص، «جاءت بسبب التمدد العمراني باتجاه البحر، والقضاء على مساحة شاسعة جداً من الحوض الطيني الضحل الذي يشكل بيئة حاضنة للربيان، ومئات الأنواع من الأسماك والكائنات البحرية، وكذلك القضاء على أكبر غابة أشجار منغروف في المنطقة التي تحتضن دورة من دورات الحياة للكائنات البحرية».