بدأت قوات من الجيش والعشائر في الأنبار هجوماً على قضاء «هيت» غرب الأنبار الذي وقع تحت سيطرة تنظيم «داعش» قبل أسبوعين، فيما تواجه القوات الأمنية في صلاح الدين مكامن بالعجلات المفخخة والعبوات الناسفة أدت إلى مقتل قائد عسكري كبير. وفي ديالى أكدت مصادر أمنية أن تنظيم «داعش» أعدم عدداً من عناصره في بلدتي السعدية وجلولاء بتهمة تسريب معلومات إلى «البيشمركة» الكردية. وقال ضابط رفيع في «قيادة عمليات الجزيرة والبادية» ل «الحياة» أمس، إن «القوات الأمنية والعشائر بدأت عملية عسكرية واسعة على قضاء هيت لطرد عناصر داعش منها». وأوضح أن الهجوم تم عبر ثلاثة محاور بمشاركة قوات من الفرقتين الأولى والسابعة وفوج من الفرقة الذهبية وأبناء عشائر الأنبار، مشيراً إلى أن المحور الشمالي ضم أبناء عشائر الجغايفة والبومحل والبوعبيد، وضم المحور الغربي قوات من عمليات الجزيرة والبادية ووحدات من الفرقة السابعة، والمحور الجنوبي قوات من الشرطة المحلية وأفواج طوارئ الرمادي. وقال إن «العمليات العسكرية أدت إلى سيطرة القوات الأمنية على قرى الدولاب وخزرج وزخيخة الواقعة على أطراف هيت بعد اشتباكات بسيطة، حيث انسحبت عناصر التنظيم إلى مركز هيت». وأضاف أن «الهجوم من المنفذ الغربي نجح بالسيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية إلى ناحية كبيسة وتمت السيطرة على معمل الأسمنت في أطرافها والذي كان يستخدمه داعش مقراً لعدد من عناصر التنظيم. ولفت إلى أن العمليات العسكرية أمس تركزت على حدود هيت الإدارية وسيتم التقدم نحو مركزها قريباً». ولفت إلى إن اتصالات جرت مع عدد من شيوخ العشائر الذين مازالوا في هيت لحض السكان على الخروج من المدينة لحمايتهم من العمليات العسكرية. هجمات بسيارات ملغومة وقالت وزارة الدفاع في بيان أمس إن «قوة مشتركة من فرقة المشاة السابعة عشر وقيادة فرقة المشاة الرابعة عشرة والفرقة السادسة وبالتعاون مع قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تمكّنت من تطهير منطقة الرفوش ودويليبة وقرية شنيتر عبر عملية عسكرية كبيرة شنتها القطعات العسكرية وتمكنت خلالها من عبور قناة الثرثار ولا تزال قواتنا في تقدم مستمر باتجاه عامرية المفلوجة». وأفاد مصدر أمني في «قيادة عمليات الأنبار» أمس، بأن سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت أمس مستهدفة نقطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة في منطقة الكيلو 35 غرب الرمادي، ما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة وإصابة ثلاثة جنود بجروح. وقالت الشرطة ومصادر طبية إن 12 شخصاً قتلوا في العاصمة العراقيةبغداد ومدينة الرمادي في هجمات بسيارات ملغومة. وذكر مصدر من الشرطة أن سيارتين ملغومتين انفجرتا في هجومين منفصلين بحي العامل الذي تقطنه أغلبية شيعية في بغداد. وأضاف المصدر واصفاً أحد الهجومين: «أوقف سائق سيارته وتوجه إلى كشك لبيع السجائر ثم اختفى. وبعد ذلك انفجرت سيارته وقتلت بعضاً من المارة. وفي صلاح الدين شمال بغداد، قتل اللواء فيصل الزاملي آمر أحد ألوية الشرطة الاتحادية في المعارك الدائرة مع تنظيم «داعش» في قضاء بيجي شمال تكريت، فيما تؤكد مصادر أمنية أن الجيش على وشك إحكام سيطرته على القضاء. ونعت وزارة الداخلية اللواء الزاملي ونظمت تشييعاً له في بغداد حضره رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزيرا الدفاع والداخلية. وأوضح بيان عن مجلس الوزراء أمس، أن «الفقيد كان مثالاً للشجاعة الفائقة حيث أبى تسليم جيشه ومعيته وناقلاته إبان تدنيس أرض الموصل، وقاتل بشراسة الأبطال في كل قواطع العمليات وساهم مساهمة فعالة في تحرير الأراضي المغتصبة في جميع مدن العراق التي شهدت الانتصارات الأخيرة». وأوضح البيان أن «استشهاد اللواء الزاملي تم عن طريق استهدافه بصهريج مفخخ يقوده انتحاري في منطقة الحي الصناعي ببيجي». وأضاف أنه «بعد أن تم تطهير منطقة الحي الصناعي بدأت القطعات العسكرية بتفتيش المنطقة تفتيشاً دقيقاً. وكان اللواء الشهيد فيصل الزاملي آمراً للقوة ومعروف عنه تواجده في الميدان ويقود القطعات». وفي ناحية الضلوعية جنوب تكريت أعلنت مديرية الشرطة أن «طائرات حربية ومدفعية القوات الأمنية قصفت في ساعة متقدمة من ليل أول من أمس خمسة مواقع لتنظيم داعش، شمال وشرق الناحية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم. تسريب معلومات ل «البيشمركة» إلى ذلك، أعلن مسؤول أمني رفيع في محافظة ديالى، إعدام «داعش» ثلاثة من عناصره، لاتهامهم بتسريب معلومات مهمة لقوات البيشمركة الكردية. وأكد مسؤول في مكتب مكافحة الإرهاب طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة»، أن «معلومات استخباراتية تؤكد أن حالة فوضى وانهيار معنوي ونفسي يشهدها التنظيم بسبب هروب بعض قيادات داعش بعد نهب أموال مما يعرف ببيت المال إلى جهة مجهولة»، وأن «تعليمات جديدة للتنظيم قضت بتولي المسلحين الأجانب مهمات المراقبة وإصدار القرارات لعناصر أعلنوا الانتماء للتنظيم من العراقيين». وأضاف أن «مجموعة مسلحة قامت بإعدام ثلاثة من مسلحي التنظيم العراقيين بعد إدانتهم من قبل المحكمة الشرعية بتسريب معلومات أمنية تتعلق بمواقع قيادات التنظيم ومقراته الأمنية في ناحية جلولاء إلى البيشمركة، فيما يخضع أربعة آخرون للتحقيق في التهمة نفسها». وكان ثلاثة معتقلين هربوا من أحد معتقلات تنظيم داعش في ناحية السعدية شمال شرقي بعقوبة، فيما أشارت معلومات إلى أن عملية الهروب تمت وفق اتفاق بين المعتقلين والحراس بتوفير الحماية لهم في حال تم اقتحام الناحية». ويعتبر هروب المعتقلين الذين احتجزهم التنظيم لقربهم من عناصر أمنية الثالث بعد هروب ستة معتقلين من أحد سجون «داعش» شرق السعدية الشهر الماضي. وسيطر «داعش» على ناحيتي السعدية وجلولاء فور سيطرته على محافظة نينوى واستيلائه على محافظة صلاح الدين، فيما تحاصر قوات «البيشمركة» الناحيتين منذ شهر بعد انسحاب المسلحين إلى مركز الناحيتين وقيامهم بتفخيخ الطرق الرئيسة والمنازل المهجورة لمنع تقدم البيشمركة وقوات الجيش والحشد الشعبي. وكانت قيادة عمليات دجلة وقيادة الشرطة أعلنتا حشد المئات ووصول تعزيزات عسكرية تمهيداً لاقتحام الناحيتين من الشمال والجنوب بإسناد طيران الجيش والطيران الحربي، وأن القوات بانتظار ساعة الصفر لشن الهجوم، غير أن مسؤولين يؤكدون أن تفخيخ الطرق وإغراق أغلب القرى بالمياه تسبب بتأجيل الهجوم. إلى ذلك أعلن قائمقام قضاء حديثة عبد الحكيم الجغيفي في بيان أمس، أن «المساعدات الغذائية والإنسانية التي أرسلتها الحكومة المركزية للأسر من عشيرة البونمر في ناحية بروانة جنوب قضاء حديثة لم تكف نصفهم». وأضاف أن «هذه الأسر تعيش كارثة إنسانية مزرية وهي بحاجة إلى مساعدات غذائية وإنسانية عاجلة من أجل إغاثتهم ومساعدتهم».