علمت «الحياة» أن ملف الفصائل المسلحة الشيعية التي ترافق قوات الجيش، ما زال يعرقل الجهود الأميركية لتشكيل تحالف في المناطق السنيّة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما واصل التنظيم التوسع في الأنبار وأضحت ثلاثة معسكرات للجيش في خطر. وأبلغ كامل المحمدي أحد شيوخ عشائر الأنبار المقرّب من الفصائل المسلحة السنية «الحياة» أمس أن قضية «الميليشيات الشيعية التي ترافق قوات الجيش في المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية ما زالت تعرقل جهوداً غربية وعربية لإقناع الفصائل المسلحة بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد التنظيم». وأشار إلى إن «المبعوث الأميركي الذي وصل العراق أخيراً الجنرال جون آلن تبلّغ من قبل مسؤولين محليين ووسطاء عن الفصائل المسلحة أنهم «لن يواجهوا الدولة الإسلامية في ظل وجود ميليشيات شيعية في مناطق سنّية في الأنبار وتكريت وديالى». وأوضح المحمدي إنه «ليس من المنطقي إن تقدم الفصائل المسلحة على مقاتلة الدولة إلى جانب ميليشيات شيعية متورّطة بأعمال طائفية وموجودة في مدن سنيّة»، وأشار إلى أن «أبرز ما تمخّضت عنه جهود المفاوضات مع الفصائل المسلحة التزامها الحياد في الحملة الدولية الموجّهة ضد الدولة الإسلامية». وكان جون آلن وصل إلى العراق الخميس الماضي وعقد سلسلة لقاءات مع كبار القادة السياسيين، كما عقد ليلة الجمعة اجتماعاً خاصاً مع مسؤولين محليين وشيوخ عشائر من الأنبار، إضافة إلى اجتماع منفصل آخر مع محافظ نينوى أثيل النجيفي وعدد من وجهاء المدينة، قبل أن يتوجّه إلى أربيل أمس ليختتم زيارته بلقائه المسؤولين الأكراد في إقليم كردستان. ميدانياً، أصبحت معسكرات الجيش الثلاثة في الأنبار في خطر، بعد نجاح تنظيم «داعش» في توسيع نفوذه في المحافظة منذ نهاية الأسبوع الماضي في بلدات تابعة لقضاء هيت غرب المحافظة، واستطاع أمس السيطرة على ناحية «المحمداوي» التابعة للقضاء. وقال ضابط كبير في «قيادة عمليات الأنبار» طلب عدم الإشارة إلى اسمه ل «الحياة» أمس إن «تقدم داعش في الأنبار منذ أيام يعود إلى قلة عدد قوات الجيش وعدم قدرة الشرطة المحلية والصحوات على مهمة مسك الأرض». ولفت إلى أن «التنظيم يسيطر على أجزاء من هيت واقتحم ناحية كبيسة من دون قتال، وسيطر اليوم (أمس) على ناحيتَي المحمداوي والدولاب التابعة لهيت أيضاً دمن ون قتال بعد انسحاب الشرطة المحليّة والصحوات». وأضاف أن «ناحية المحمداوي ومنطقة 35 كيلو التي سيطر عليها داعش قطعت الطريق تماماً بين هيت والرمادي وهو ما يشكل خطراً على قاعدة عين الأسد غرب المحافظة». وأوضح أن «معلومات استخباراتية وصلت إلى مقر قيادة الأنبار أفادت بوجود خطة للهجوم على معسكرات الجيش الثلاثة في الأنبار وهي إضافة إلى قاعدة عين الأسد، معسكر طارق شرق الفلوجة، ومعسكر المزرعة شمالها. وقال إن «قاعدة عين الأسد مهمّتها توفير القوات الأمنية لمناطق غرب الأنبار والرمادي، أما معسكر طارق فمهمّته توفير القوات لقاطع العمليات حول الفلوجة وعامرية الفلوجة». وفي إطار مرتبط، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن شهود أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم علناً ستة جنود عراقيين في محافظة الأنبار أمس. وقال الشهود إن الجنود وهم خمسة بلباس مدني والسادس بزيّه العسكري أوقفوا في صف أمام حائط في مدينة هيت ثم أعدموا برصاصة في الرأس. وتابع الشهود أن عناصر «الدولة» فجّروا مركز الشرطة في هيت التي تقع على بعد 140 كلم غرب بغداد. واستولى تنظيم «الدولة» على هيت يوم الخميس الماضي. وفي صلاح الدين أفاد مصدر أمني في المحافظة بأن «القوات الأمنية تمكّنت من إحباط هجوم شنّه تنظيم «داعش» على مصفى بيجي، شمال تكريت، من ثلاثة محاور الشمالي والجنوبي والغربي ما أسفر عن مقتل 15 من عناصر التنظيم». وأضاف أن قوات عسكرية وصلت ظهر أمس إلى قضاء الضلوعية، جنوب تكريت، تساندها طائرات حربية استعداداً لتطهير خمس قرى ما زالت تحت سيطرة «داعش». ونقلت وكالة «رويترز» من بغداد عن ضباط شرطة وشهود قولهم إن تنظيم «الدولة الإسلامية» استعاد السيطرة على نصف بلدة الضلوعية بعد يوم من انتزاع القوات العراقية السيطرة عليها. وقالت الشرطة إن المقاتلين شنّوا هجمات في غاية التنظيم على الضلوعية واستعادوا السيطرة على جزء كبير من الشطر الشمالي من البلدة المطلّة على نهر دجلة وتعتبر قاعدة لعشيرة الجبور السنيّة التي تحارب «الدولة الإسلامية». وأجبرت الهجمات قوّات الأمن العراقيّة على التقهقر إلى القطاع الجنوبي من الضلوعيّة. وقال ضابط وشاهد إن اثنين من مقاتلي العشائر على الأقل قتلا وسبعة من رجال الشرطة أصيبوا ودمرت أربع سيارات تابعة للشرطة. وهاجم عناصر «الدولة الإسلامية» أيضاً بلدة بلد الشيعية المجاورة في وقت متقدم أول من أمس. وانضم سكان بلد إلى عشيرة الجبور في قتال التنظيم في مشهد نادر لانضمام الشيعة إلى السنة في قتال الجهاديين. وفي الموصل قال سعد البدران أحد شيوخ العشائر في المدينة ل «الحياة» إن «تنظيم داعش أصدر عفواً عن المئات من المعتقلين لديه بمناسبة عيد الأضحى»، وأشار إلى إن «عناصر التنظيم قاموا بتوزيع لحوم ومواد غذائية على الأهالي». ورجّح البدران أن تكون هذه القرارات محاولة لكسب أهالي المدينة الذين بدأوا يشعرون بالاستياء من سياسات التنظيم خصوصاً من موجات الاعتقال التي نفّذها ضد المئات من الأهالي بحجة التخطيط لمحاربة الدولة الإسلامية». وفي واشنطن (أ ف ب)، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى في بيان أن مقاتلات وقاذفات ومروحيّات شنّت ستة هجمات ضد مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق الأحد. وأصابت أربع ضربات في شمال شرقي الفلوجة فرقتين لإطلاق قذائف هاون ووحدة كبيرة من عناصر «الدولة الإسلامية» ووحدتين أصغر. ودمرت ثلاث آليات هامفي في هجومين آخرين قرب سنجار وهيت.