أكد وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان المنصوري، «عدم تأثر الاقتصاد بانخفاض أسعار النفط، كما هي الحال في الدول النفطية المجاورة، بسبب تنوعه واعتماده على النفط بنسبة لا تتجاوز 30 في المئة». واعتبر في تصريح إلى «الحياة» خلال مؤتمر صحافي عقده في دبي أمس للإعلان عن افتتاح قمة «مجلس الأجندة العالمية» في الإمارة اليوم، أن «تراجع أسعار النفط أكثر من 25 في المئة عن المستويات المسجلة في أيلول (سبتمبر) الماضي، لن يكون له وقع كبير على اقتصاد الإمارات، التي تملك استثمارات دولية من خلال صناديق استثمار في اكبر دول في العالم، إضافة إلى تنوع اقتصادها الذي يحقق التوازن في موازنة الحكومة الفيدرالية المستمرة في إطلاق مشاريع كبيرة». وأعلن أن الإمارات «اتخذت إجراءات خلال السنوات الماضية وفهمت سوق النفط في شكل كبير، ما يضمن لها عدم التأثر بأي تراجع في الأسعار». ولفت خلال المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه المدير العام لدائرة التنمية الاقتصادية في دبي سامي القمزي ومدير «المنتدى الاقتصادي العالمي»، إلى أن الإمارات «خصصت 51 في المئة من ناتجها السنوي أي 46.6 بليون درهم (نحو 12.6 بليون دولار) لقطاعي الصحة والتعليم، لضمان التنمية المستدامة، ما مكنها من تحقيق معدلات نمو سنوية تتجاوز 4 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية، واحتلال المرتبة 12 في مؤشر التنافسية العالمي». وعلى رغم استبعاده عدم تأثر الإمارات بتراجع أسعار النفط، فهي «لا تنأى بنفسها بعيداً من التحديات التي يواجهها العالم والمنطقة»، مثل مشكلة اللاجئين في المنطقة العربية الذين تجاوز عددهم 4 ملايين، وتفشي «مرض ايبولا» في أفريقيا، والذي يمكن أن يؤثر على الصادرات والواردات وتدفق الاستثمارات في العالم. وأشار إلى القمة التي ينظمها «المنتدى الاقتصادي العالمي» والإمارات للسنة السابعة، متوقعاً أن «بعض القضايا قد يقتصر فقط على بعض المناطق والبلدان، والحقيقة هي أننا نعيش في عالم مترابط بحيث نتأثر بها في شكل أو في آخر. وهنا تكمن أهمية هذه القمة التي سيحضرها أكثر من ألف شخص من قادة العالم ومسؤولين وخبراء ورجال أعمال ومنظمات غير حكومية، لمناقشة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم». وأوضح أن أهمها «البطالة والتغير المناخي والأمن الغذائي، فضلاً عن البحث في ضرورة تنويع الاقتصاد بعيداً من النفط والطاقة المتجددة، التي تركز عليها الإمارات حالياً». وأوضح أن القمة التي «يناقش خلالها صنّاع القرار والخبراء أهم القضايا التي يشهدها العالم، ستخرج بتوصيات خاصة بكيفية مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المنطقة العربية والعالم». قائمة المبادرات وتتضمن قائمة المبادرات الجديدة التي ستطرحها القمة هذه السنة، إعلان جائزة «رؤية مجالس الأجندة العالمية» المصممة لتكريم المجالس التي حققت نتائج إيجابية خلال العامين الماضيين إضافة إلى «مجالس المستقبل»، التي تعقد فعالياتها بعد القمة بمشاركة نخبة من الخبراء الاستراتيجيين من شبكة مجالس الأجندة العالمية والمسؤولين في حكومة الإمارات، بهدف الخروج برؤى تساهم في التحول الذي تصبو إليه الدولة. وتتخلل فعاليات القمة طرح أجندة للجمهور، في سابقة وعبر أكثر من خمسة مؤتمرات صحافية، تنقل وقائعها مباشرة عبر الانترنت، فضلاً عن جلستين حواريتين متلفزتين. وقال رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، إن «هذا الحدث يتميز بكونه يضم أضخم شبكة من الخبراء على مستوى العالم، ويأتي من خلال الزيادة الملحوظة في عدد الأعضاء الذين تجاوزوا الألف». ورأى أن «من المهم في هذا العالم المتشعب العلاقات وجود منصة تؤمّن فرصة التواصل بين أفضل العقول بطرق مدروسة تتيح تبادل الخبرات، والتفتيش عن الحلول واقتراح الخطوات العملية الواجب اتخاذها». وتُعقد فعاليات القمة بعنوان «صوغ التحول العالمي». وأعلن وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة المنظمة ل «قمة مجالس الأجندة العالمية 2014» محمد القراقاوي، أن هذا الحدث «يمثل منصة مثالية للقاء المفكرين والخبراء من أنحاء العالم، لمعالجة أبرز القضايا الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية ومستقبل الحكومات». وقال إن ذلك «يؤكد مجدداً المكانة المتميزة التي باتت تتمتع بها الإمارات كوجهة رائدة في استضافة الأحداث العالمية الكبرى».