انطلقت في دبي أمس اجتماعات «قمة مجالس الأجندة العالمية»، التي ينظمها «المنتدى الاقتصادي العالمي»، في حضور أكثر من 400 مفكر عالمي، يناقشون التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم في ظل أزمة المال والاقتصاد، ويرسمون سيناريوهات لنظام اقتصادي عالمي جديد يبدأ بانتهاء تداعيات الأزمة. وناقش الخبراء خلال جلسات القمة التي تعقد في دبي للسنة الثانية على التوالي، توصيات قمة العشرين التي دعت إلى اتخاذ خطوات لإنقاذ الاقتصاد العالمي الذي يتأرجح على حافة الكساد، من خلال إصلاح مؤسسات المال الدولية. وقال المدير التنفيذي ل «المنتدى الاقتصادي العالمي» اندريه شمايدر، إن «العالم لم يسبق أن واجه أجندة قضايا معقدة كالتي يواجهها في الوقت الحالي، التي تتعين معالجتها. وأشار شمايدر في مؤتمر صحافي مع الرئيس المشارك للمنتدى محمد العبار، إلى أن قمة «مجالس الأجنده العالمية» تقدم رؤية استراتيجية بعيدة المدى تسهم في تحديد ملامح مستقبل العالم. ويكون الاجتماع نقطة انطلاق لجهود عالمية من شأنها أن تعيد صوغ النظام الدولي وفقاً لمتطلبات القرن الحادي والعشرين. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العالمية في مبادرة إعادة تشكيل النظام العالمي، بعد انتهاء أزمة المال العالمية. وعبر المشاركون في القمة التي حضرها، نحو 240 اكاديمي و180 من الشخصيات العامة والسياسيين مثل الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي، عن قلقهم من أن ينعكس تراجع موازنات دول العالم، سلباً على معدلات الإنفاق على التعليم، وزيادة معدلات الفقر في العالم. وتضم القمة اكثر من 70 مجلساً يلتقي فيها أبرز خبراء العالم من 90 دولة في مجالاتٍ شتى، في محاولة لإيجاد حلول للقضايا الرئيسة والمساعدة في رسم ملامح العالم ما بعد الأزمة. وركزت القمة على تحديات يواجهها العالم حالياً، مثل التغير المناخي والأمن الغذائي والتجارة العالمية، إضافة إلى الأخطار المالية. وأكد مشاركون في القمة أن الأمن الغذائي حول العالم بلغ «نقطة حرجة»، وبات يؤثر في 31 بلداً، ما يتطلب معونات طارئة لنحو 20 مليون شخص. كما دعوا إلى بذل جهود لتشجيع النهوض الاقتصادي خلال السنوات العشر المقبلة، إضافةً إلى مشكلة التغير المناخي. ويتحرّى المشاركون في القمة على مدى ثلاثة أيام، أفضل السبل لمعالجة ثغرات الحوكمة العالمية، ودرس أوجه الترابط بين المجالس المختلفة. وأشار العبار إلى أن «قمة مجالس الأجندة العالمية» الأولى، التي أقيمت العام الماضي، ساهمت في تحديد ملامح النقاشات والتوصيات المطلوبة لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه البشرية. وتؤكد دبي من خلال استضافتها القمة مجدداً هذا العام، مكانتها الراسخة كنموذج اقتصادي يُقتدى به كواحدة من أسرع الاقتصادات تعافياً من الأزمة. وتوقع العبّار أن تخرج إمارة دبي من آثار تداعيات أزمة المال العالمية السنة المقبلة، ورجح أن يشهد اقتصادها نمواً يصل إلى 5 في المئة هذه السنة. وأوضح العبار الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، في تصريحات على هامش القمة، أن الدفعة الثانية من برنامج الإمارة لبيع سندات بقيمة 20 بليون دولار في مراحلها النهائية، وستطرح قريباً في السوق. ويعكف خمسون من مجالس الأجندة العالمية، على تطوير اقتراحات لإيجاد أطر للقيم المشتركة اللازمة للتعايش البنّاء في عالم مترابط يتميز بالتنوع الثقافي، وتخفيف الأخطار العالمية ومعالجة أوجه القصور، وتقوية الاقتصادات، وتعزيز الأمن، وضمان الاستدامة، وبناء مؤسسات فعالة، ومناقشة السياق المؤسسي اللازم من أجل حوكمة عالمية فعالة.