حذرت محافظة الأنبار من انهيار متوقع للمنظومة الامنية، وكشفت ان الهجوم الذي تعرض له عدد من البلدات، منها عانه وراوة قبل ايام، كان يهدف السيطرة عليها، واتهمت قائداً عسكرياً باستعداء العشائر. الى ذلك، أكدت مصادر امنية مطلعة تسلل المسلحين عبر الحدود مع سورية. ولفتت الى ان عمليات التسلل تجرى ليلاً، في غفلة من قوات الأمن العراقية البالغ عديدها 30 الف في عموم المحافظة. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة صالح العيساوي في تصريحات الى «الحياة» امس ان «الأنبار تشهد وضعاً امنياً مأسوياً بسبب نشاط تنظيم القاعدة». وحذر من ان «المنظومة الامنية مهددة بالانهيار بسبب تنامي التنظيمات المسلحة وعدم قدرة قوات الامن المنتشرة بالآلاف على ضبط المدينة التي كانت تشهد اوضاعاً مستقرة». وأوضح «ان مخطط تنظيم القاعدة كان يتضمن إسقاط بلدات عانه وراوة الاسبوع الماضي»، وزاد ان «15» سيارة رباعية الدفع تحمل اسلحة ثقيلة دخلت عانة وسيطرت عليها اكثر من ثلاث ساعات قبل ان تنسحب». وتابع: «كان مع المسلحين صهريج مفخخ خططوا لتفجيره قرب قائمقامية عانة لكنهم انسحبوا من المدينة قبل ان تأتي قوات الجيش والشرطة»، ولفت الى ان «خطة المسلحين لاقتحام مدينة راوة باءت بالفشل». ولم يستبعد العيساوي تكرار هذه الحادثة «بسبب سطوة المسلحين وضعف ضبط الحدود مع سورية الممتدة لأكثر من 600 كيلومتر»، وطالب الحكومة الاتحادية باتخاذ اجراءات عاجلة قبل حصول انتكاسة امنية في المحافظة. الى ذلك، اتهم العيساوي قائد عمليات قوات الجزيرة المكلفة ضبط الحدود مع سورية، بدءاً من الموصل شمالاً الى الانبار غرباً، باستعداء السكان المحليين وشيوخ العشائر. وقال ان «هذا القائد المعين حديثاً، ولا نعرف اسمه الكامل، يرفض تلبية طلب مجلس المحافظة عقد لقاء بسيط معه». وأضاف ان «القائد المعين حديثاً قطع فور تسلمه منصبه كل علاقات قيادتي عمليات الجزيرة والانبار مع الأهالي وشيوخ العشائر ولجأ إلى الاعتقالات العشوائية التي جعلت الاهالي ناقمين عليه ويرفضون التعاون معه». وشهدت بلدتا راوة وعانة، التابعان لمحافظة الأنبار، في 24 الشهر الجاري اشتباكات بين عشرات المسلحين وقوات الامن، أصيب خلالها سبعة من عناصر الشرط، في هجوم بأربع قذائف هاون استهدفت مديرية الشرطة، فيما قتل شرطيان وأصيب ثلاثة آخرون، بتفجير انتحاري بشاحنة مفخخة في عانة. الى ذلك، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الانبار صهيب الراوي ل «الحياة» امس ان «الحكومة المحلية تعاني من عدم تعاون القوات المنتشرة في المحافظة». وأضاف ان «القادة الأمنيين الجدد لا يملكون معلومات كافية عن كيفية التعامل مع الاراضي الشاسعة في الانبار ولا يعرفون اماكن وجود المسلحين، ويرفضون مجرد الاستماع إلى الحكومة المحلية». وشدد على ان «الحكومة المحلية التي تشكلت قبل شهور اتخذت قراراً بدعم قوات الجيش والشرطة بكل تشكيلاتها، حرصاً منا على وحدة الصف وعدم فسح المجال للتنظيمات الارهابية باختراق الأمن»، ودعا الحكومة الاتحادية الى اتخاذ اجراءات سريعة لمعالجة الخروقات. من جهة أخرى، أكدت مصادر امنية رفيعة المستوى ل «الحياة» امس ان «عمليات تسلل تجري بشكل منظم عبر الحدود مع سورية». وأضافت ان «حدود الانبار مع سورية تتعرض بمعدل خمس محاولات اختراق اسبوعياً يتم كشف بعضها».