نفذ الجيش العراقي عملية واسعة النطاق امس في مناطق غير مأهولة في الأنبار وأعلن الجيش السيطرة على «اكبر معسكر» لتنظيم «القاعدة» في المحافظة، لكن المتظاهرين جددوا مطالبتهم بإخراجه والشرطة الاتحادية من المدينة خوفاً من وقوع اشتباكات بين الطرفين مستقبلاً. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار سعدون الشعلان في تصريح إلى «الحياة» إن «قوات الجيش والشرطة الاتحادية بدأت فجر اليوم (امس) عمليات أمنية واسعة النطاق في صحراء الأنبار والمناطق المعزولة عن المدن التي غالباً ما تتخذها التنظيمات الإرهابية ملاذاً». وأضاف أن «المعلومات الاستخباراتية التي وصلت إلينا أفادت بتزايد نشاط تنظيم القاعدة في المحافظة مستغلاً أزمة التظاهرات»، ولفت إلى أن «القاعدة أعاد تنظيم صفوفه واستأنف نشاطه، ما استدعى تدخلاً لقطع الطريق أمام اتساع نشاطاته». وأوضح أن «الوضع المضطرب في سورية والمخاوف من تسلل مسلحين منها إلى العراق استدعت إحكام الجيش سيطرته على الحدود بين البلدين، على رغم صعوبة المهمة بسبب المساحة الشاسعة». وأعلن قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان في تصريح نقلته قناة «العراقية» شبه الرسمية امس، «السيطرة على اكبر معسكر لتنظيم القاعدة في الأنبار، في عملية أمنية اطلق عليها اسم الشبح في طريق الكيلو 160 الذي يربط العراق بالأردن وسورية». إلى ذلك، اعلن قائد عمليات الأنبار الفريق الركن مرضي الحلاوي خلال مؤتمر صحافي عقده امس في مقر القيادة أن «قطعات تابعة لقيادة عمليات الأنبار بدأت اليوم (امس) تنفيذ عملية عسكرية واسعة في مناطق مختلفة من المحافظة لسحق الخلايا الإرهابية وتجفيف منابع الإرهاب». وأضاف أن «هذه العملية تهدف إلى قطع كل الاتصالات والدعم عن المسلحين داخل العراق وخارجه». وتشمل العملية المناطق التي شهدت قبل أيام خطف تسعة مدنيين وخمسة عناصر من الشرطة، وهي المناطق التي شهدت قتل «القاعدة» 48 جندياً سورياً وتسعة جنود عراقيين في مكمن خلال اشتباكات مع معارضين عند منفذ ربيعة (اليعربية) الحدودي في آذار (مارس) الماضي. وأفاد بعض العشائر القاطنة في أطراف مدينة الرمادي «الحياة» بأن مواجهات جرت بين عناصر امن ومسلحين صباح امس خلال عمليات دهم مدعومة بطائرات هيليكوبتر. من جهة أخرى، جدد عضو مجلس عشائر الفلوجة، شرق الأنبار، الشيخ محمد البجاري المطالبة بخروج الجيش والشرطة الاتحادية من المحافظة، وقال ل «الحياة» إن «وجود قوات الجيش بالقرب من المدن ومن ساحات الاعتصام يثير مخاوف من حصول صدامات بين الطرفين بسبب أي تصرف استفزازي». وأضاف أن «عمليات اعتقال عشوائية تجري في عدد من مدن الأنبار على خلفية البحث عن مصير مختطفين»، وأكد وجود «وساطات عشائرية لإطلاق المخطوفين بعد مناشدة الشيخ عبد الملك السعدي». على صعيد آخر، انتقد رئيس «مجموعة علماء المسلمين» في العراق خالد الملا القريب من الحكومة، «جبهة النصرة» في سورية ووصفها ب «جبهة الخذلان والباطل»، وقال خلال مؤتمر عقد امس في كربلاء أن «النصرة جبهة خذلان وباطل وقتل تشوه صورة الإسلام»، منتقداً «ما يفعله أعضاء هذه الجبهة من قتل للجنود السوريين وفتح صدروهم وأكل أكبادهم». وتساءل الملا «هل عادت هند من جديد لكي تحكم الإسلام»، مؤكداً أن «الإسلام بريء من كل هذا».