أبدت اللجان التنسيقية للتظاهرات المناهضة للحكومة العراقية في محافظة الأنبار، غرب البلاد، عن مخاوفها من اقتحام ساحات الاعتصام في المدينة من قبل قوات الجيش والشرطة بحجة ملاحقة مسلحين، بعد تصاعد الحديث عن تسلل مسلحين من سورية. وأعلنت قيادة عمليات الأنبار ليلة أول من أمس عن خطة أمنية جديدة لحماية خطوط نقل النفط والطاقة الكهربائية في الأنبار خوفاً من استهدافها من قبل مسلحين نشطوا أخيراً في المحافظة، ويقومون بعمليات اغتيال لعناصر الأمن. وقال عضو مجلس عشائر الفلوجة الشيخ محمد البجاري الداعم للتظاهرات الجارية في الأنبار ل «الحياة» إن «التظاهرات المناهضة لسياسات الحكومة متواصلة ولن تتوقف»، مشيراً إلى أن «قوات الأمن تحاول بين الحين والآخر استفزاز ساحات الاعتصام». وأضاف أن «هناك مخاوف من اقتحام ساحة اعتصام الفلوجة من قبل الجيش والشرطة بحجة وجود مسلحين مندسين بين المعتصمين». وأشار إلى أن «اللجان التنسيقية للمتظاهرين تؤكد من خلال وسطاء مع قوات الأمن أن ساحة الاعتصام سلمية ولا يوجد فيها أي غرباء». وقال إن «الأنبار تشهد حالة ترقب وحذر بعد تزايد الأنباء عن حصول حالات تسلل من مسلحين قادمين من سورية لعدم قدرة القوات الأمنية على ضبط الحدود المشتركة معها». وكان أحد افراد حرس الحدود قتل أول من أمس وجرح ستة آخرون في هجوم نفذه مسلحون على نقطة تفتيش قرب منفذ الوليد الحدودي غرب المدينة المحاذية لسورية. وقال عضو اللجان التنسيقية لتظاهرات مدينة الرمادي في الأنبار الشيخ عبد الحميد العاني ل «الحياة» إن «القوات الأمنية قامت أخيراً بتوجيه طلب إلى اللجان التنسيقية تتضمن تسليم بعض المسلحين المشتبه بهم بحجة انتمائهم إلى عناصر مسلحة». وأضاف أن «ساحة الاعتصام متخوفه من إقدام القوات الأمنية على اقتحام الساحة»، ولفت إلى أن «شيوخ العشائر والوجهاء يحاولون تهدئة الأوضاع مع القوات الأمنية بعد أعمال عنف جرت في المدينة أخيراً استهدفت عناصر الأمن في صحراء الأنبار ونقاط تفتيش منتشرة على الطريق الدولي الذي يربط بغداد بالأردن». وفند العاني أنباء عن قرب فض الاعتصامات قائلاً إن «اللجان التنسيقية للتظاهرات تقلص نشاطها اليومي وتقوم بتوفير الخيم والطعام للمحتجين. والحكومة قطعت جميع الاتصالات معنا ولا وجود لأي مفاوضات». إلى ذلك أكد مصدر أمني رفيع المستوى في الأنبار ل «الحياة» حصول حالات تسلل للمسلحين بين العراق وسورية من الأنبار، مضيفاً أن علميات التسلل التي كانت تجري قبل شهور بشكل غير مقلق تزايدت أخيراً. وأضاف أن «مسلحين مدججين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة يجوبون صحراء الأنبار وأطراف المدن بحثاً عن عناصر الأمن لاستهدافهم واستهداف المنشآت الحيوية في المدينة». وأشار إلى أن «القوات الأمنية بدأت ليلة السبت تنفيذ خطة أمنية واسعة النطاق لحماية المنشآت النفطية وأنابيب نقل النفط والطاقة الكهربائية بعد ورود معلومات عن احتمال استهدافها». واعترف المصدر بضعف امكانات الجيش والشرطة في الأنبار في ضبط الحدود، مشيراً إلى أن «المشكلة تكمن في الغطاء الجوي حيث نفتقر مروحيات كافية لتسيير طلعات مستمرة على الحدود». وأضاف أن «قيادة العمليات رفعت تقارير عدة إلى القيادة العامة للقوات المسلحة بهذه المشكلة، وسمعنا مقترحات بأن تقوم القوات الأميركية الموجودة في الأردن بمساعدة العراق على تغطية حدوده مع سورية بواسطة المروحيات من دون أن يكون هناك وجود لها على الأرض». ولفت إلى أن «القوات الأميركية قبل انسحابها من البلاد وضعت سرب طائرات هيليكوبتر كامل لتغطية الحدود المشتركة، فيما يقوم الجيش العراقي حالياً بتسيير طائرتين مروحيتين فقط، وفي بعض الأحيان يتم ارسال إحداهما لمهام خارج المحافظة في الموصل أو صلاح الدين أو كربلاء».