فاجأت «سكاي نيوز» موظفيها بتوجيهات جديدة أهمها أن «إعادة التغريدة مثل التغريد»، وبذلك تكون إعادة أية تغريدة تعني الموافقة على ما حوته، وثانياً: «لا تغرد بخبر من وسيلة إعلامية أخرى». وحين اكتشفت صحيفة «واشنطن بوست» في زمن ما قبل ثورة مواقع التواصل الاجتماعي أن عدداً من مراسليها شاركوا في مظاهرات تؤيد الحق بالإجهاض، منعتهم من تغطية أي حدث يتعلق بقضايا الإجهاض، للحفاظ على الحيادية في مناقشة هذا الموضوع. وسارت الصحيفة على هذا المبدأ بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي. من أوائل الوسائل الإعلامية التي انتبهت إلى ما قد ينعكس على صدقيتها من خلال صحافييها عبر ما يكتبونه في «تويتر»: «بي بي سي ووول ستريت وسي إن إن». ووضعت العديد من الضوابط التي تحدد كيفية استخدام «مواقع التواصل الاجتماعي» من موظفيها وألزمتهم بالعمل بها. وأرسل كبير المحررين في «واشنطن بوست» ميلتون كولمن هذه الضوابط وأرفق ذلك بقوله: «إنه يجب على الصحافيين في واشنطن بوست التذكر دائماً أنهم صحافيون في واشنطن بوست، الأمر الذي يعني أن عليهم أن يتخلوا عن بعض امتيازاتهم كمواطنين». وجاء أول توجيه في دليل الإرشادات للصحافيين: «الحفاظ على صدقية الصحيفة»، معتبراً أن حسابات الصحافيين في واشنطن بوست تنعكس على صدقيتها، ومضيفًا: «وحتى وإن كنا نعبر عن أنفسنا مع أقاربنا بطريقة غير رسمية، علينا أن نتذكر الحفاظ على سمعة واشنطن بوست، وبغض النظر عن خصوصية الحساب مفتوح للعامة أم مغلق، لا ينبغي وضع أية صورة أو فيديو أو عبارات يمكن أن ينظر إليها الآخرون على أن فيها تحيزاً سياسياً أو عرقياً أو جنسياً أو دينياً أو غيره، ونعي دائماً أن ذلك الفعل سيجعل القارئ يشكك في نزاهتنا وصدقيتنا في الأخبار ومناقشة المواضيع». فيما ورد ثاني ضابط في الأهمية وهو يجعل الأمر يبدو بغاية الخطورة: «على الصحافي ألا يقبل أية هدية افتراضية من أية جهة أو شخصية». وتلتها العديد من الضوابط مثل التعريف بالاسم كاملاً والمهنة والجهة التي يعمل بها، وهذا الضابط تشترك فيه العديد من المؤسسات الإعلامية التي تمتلك «إرشادات توجيهية لكيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي»، فيُكتب الاسم مرفقاً بالاختصار الذي تُعرف به الوسيلة الإعلامية. بينما تعدت ذلك صحيفة «وول ستريت» بضوابط أكثر حرصاً، مثل عدم إضافة أي شخص إلى قائمة الأصدقاء قد يكون من مصادر الأخبار السرية للصحافي، حتى لا يفضح هذا المصدر أو يتعرض للخطر. وفي 2008 بعدما شعرت «بي بي سي» بالخطر على صدقيتها أصدرت هي الأخرى قائمة من التوجيهات لموظفيها في كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لحماية إرثها العريق، وشددت على صحافييها بعدم نشر الأخبار العاجلة على حساباتهم الخاصة قبل إرسالها إلى المحررين ونشرها في شبكة «بي بي سي»، واشتركت معها في ذلك وكالة «رويترز».