علمت «الحياة» أن حزب الرئيس السابق علي صالح (المؤتمر الشعبي) وجماعة الحوثيين باشرا تنسيقاً على أعلى المستويات لمواجهة أي عقوبات قد يفرضها مجلس الأمن، الذي يتوقع أن يبت اليوم طلباً قدمته واشنطن لمعاقبة الرئيس السابق وقياديَّيْن من الجماعة لثبوت «تورطهم» ب «إقلاق الأمن وعرقلة العملية الانتقالية». واستنفر حزب علي صالح أنصاره لمواجهة عقوبات محتملة وحضّهم على التظاهر اليوم رداً على ما وصف بأنه رسالة أميركية «أنذرت» الرئيس اليمني السابق بمغادرة البلاد، كما دعا إلى اجتماع عاجل غداً للجنته الدائمة لمناقشة تداعيات الوضع على رغم نفي واشنطن توجيه أي رسالة إلى الرئيس السابق. وشهد البرلمان اليمني أمس جلسة عاصفة، إذ طالب بعض النواب بطرد السفير الأميركي من صنعاء فيما حذّر حزب علي صالح من أنّ فرض أي عقوبات على أي شخص أو طرف يمني «سيخلق أزمة جديدة تُفاقم الأوضاع المتدهورة، وتدفع بها نحو مآلات خطرة تهدد ليس أمن اليمن واستقراره ووحدته فحسب، بل أمن جيرانه والمنطقة عموماً». وكان مصدر في مكتب علي صالح تحدّث أول من أمس عن تلقي حزب «المؤتمر الشعبي» إنذاراً من السفير الأميركي، يطلب مغادرة صالح اليمن قبل الخامسة عصراً من يوم الجمعة (اليوم) وإلا سيواجه عقوبات. لكن الخارجية الأميركية نفت ذلك، كما نفته سفارة الولاياتالمتحدة في العاصمة اليمنية. وأكد قياديون في «المؤتمر» أن لديهم «الأدلة القاطعة» على رسالة السفير الأميركي، ولوّحوا بالتحضير لتحالف رسمي مع الحوثيين، فيما التقى الأمين العام المساعد للحزب سلطان البركاني السفير ماثيو تويلر، ونقل إليه اعتراض حزبه على أي تهديد يمس الرئيس السابق. إلى ذلك، طلب «المؤتمر الشعبي» في بيان للجنته العامة (المكتب السياسي)، من أنصاره المشاركة اليوم في مسيرات حاشدة «للتصدي للهيمنة الأجنبية والتعبير بطرق سلمية حضارية عن إدانتهم ورفضهم كل أشكال الوصاية والتدخل في الشؤون اليمنية، ورفض المس بحق أي مواطن يمني في أن يعيش حراً كريماً على أرضه ورفض معاقبته». وبعد جلسة عاصفة من النقاشات، طلب البرلمان من الرئيس عبدربه منصور هادي والجهات المختصة «تحمّل مسؤولياتهم الدستورية في الحفاظ على سيادة اليمن وأمنه واستقراره وأمن أبنائه». وندد في بيان ب «التدخلات الخارجية في الشؤون اليمنية السياسية والأمنية والعسكرية»، رافضاً «كل الممارسات والضغوط التي تصدر من السفارة الأميركية ضد أي مواطن يمني، بمن في ذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ويعتبرها انتهاكاً لسيادة البلاد ودستورها وللقوانين والأعراف الدولية». ميدانياً، اندلعت أمس مواجهات وصفتها مصادر محلية بأنها عنيفة بين جماعة الحوثيين ومسلحي تنظيم «القاعدة» في مديريات العدين التابعة لمحافظة إب، غداة سيطرة الجماعة عليها، وانسحاب مقاتلي التنظيم إلى الجبال المحيطة بها. كما فجّر مسلحون قبليون في مديرية صرواح (شرق صنعاء) الأنبوب الرئيس الذي ينقل النفط إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر لتصديره. وفيما أكد «القاعدة» في اليمن مقتل القياديَّيْن البارزَيْن في التنظيم نبيل الذهب وشوقي البعداني في غارة لطائرة من دون طيار في محافظة البيضاء، قالت مصادر في محافظة أبين (جنوب) «أن اثنين من عناصر التنظيم قتلا ليل الأربعاء بغارة أخرى استهدفت سيارة تقلهما في مديرية «مودية». جاء ذلك غداة هجوم في صنعاء لمسلحين يستقلان دراجة نارية، استهدف سكناً خيرياً يقطنه طلاب حوثيون، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم. تزامن الحادث مع هجوم آخر على مطار صنعاء رافقه إطلاق قذيفة صاروخية من نوع «لو»، وأكد مدير المطار توقيف أحد المهاجمين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر ديبلوماسي غربي أمس، أن شاباً فرنسياً من أصل مغربي توفي متأثراً بجروحه البالغة التي أصيب بها الأربعاء عند حاجز للمسلحين الحوثيين في صنعاء. وقال المصدر إن الشاب، وهو سلفي، كان مع آخر فرنسي من أصل جزائري عندما حصل إشكال مع المسلحين الحوثيين الذين أطلقوا النار عليهما فقُتل الجزائري وجُرح المغربي. وكشفت وزارة الخارجية الجزائرية هوية الجزائري، موضحة أنه يدعى فريد حمو، وكان طالباً في مركز الفاتح السلفي بصنعاء، ويقيم في اليمن مع زوجته وابنته.