تلقى الرئيس اليمني المعزول علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، إنذاراً أميركياً بضرورة مغادرته البلاد قبل الخامسة من مساء غدٍ الجمعة، بعد اتهامه بعرقلة العملية السياسية في اليمن وتحالفه مع حركة التمرد الحوثية. وكان الرئيس صالح أطلق قبل سنوات، خلال ما عُرف بالربيع العربي، تصريحه الشهير الذي قال فيه "لم يعد هناك مكان للديكتاتوريات ويجب أن نقوّم أنفسنا وأن نحلق رؤوسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون، وعلينا احترام شعوبنا حتى يحترمنا الآخرون". ويبدو أن الفرصة قد سنحت بالحلاقة التي كان حذر منها بعد أن نكث بوعده باحترام شعبه. فقد أعلن مصدر مسؤول في مكتب صالح في بيان صحافي أمس أنه تم ابلاغ المؤتمر الشعبي العام من قبل السفير الأميركي ماثيو تويلر وعبر وسيط، أن على الرئيس صالح مغادرة اليمن قبل الساعة الخامسة من مساء الجمعة، وإلا فإن عقوبات ستصدر في حقة بناءً على الطلب الذي تقدم به الرئيس عبدربه منصور هادي ووزارة الخارجية الأميركية. وأضاف المصدر المسؤول "إن ذلك يعتبر تدخلاً سافراً في الشأن اليمني الداخلي وأمراً مرفوضاً وغير مقبول" مضيفاً أنه "لا يحق لأي طرف أجنبي إخراج أي مواطن يمني من وطنه. ودعا المصدر أعضاءَ المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه الى الاستعداد "لمواجهة كل الاحتمالات التي تهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن أرضاً وإنساناً". -على حد تعبيره- ويأتي هذا التطور في وقت كانت واشنطن طلبت من مجلس الأمن فرض عقوبات على الرئيس صالح، واثنين من زعماء جماعة الحوثي المتمردة، بدعوى أنهم يهددون الأمن والاستقرار، ويعرقلون العملية السياسية في اليمن. ويشمل الطلب الأميركي إلى جانب صالح، عبدالخالق الحوثي (شقيق زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، والنائب الأول لزعيم جماعة أنصارالله) وعبدالله يحيى الحاكم، الرجل الثاني في قيادة الجماعة، والمسؤول الميداني الذي قاد الهجوم على عمران، وصنعاء وحالياً في إب. وتتضمن العقوبات فرض حظر دولي على سفر الأشخاص الثلاثة وتجميد أصولهم. ووافق مجلس الأمن في فبراير/شباط الماضي على فرض عقوبات ضد أي شخص يعرقل الانتقال السياسي في اليمن. ونشر الرئيس عبدالله صالح في صفحته على (الفيسبوك) أمس عبارة تحدٍ تقول «إنه لم يُخلق بعد ولم تُنجبه أمه بعد من يقول له أن يغادر بلاده»، بينما دعا قياديون في حزب صالح، السفير الاميركي الى سرعة مغادرة اليمن. وطالبت القيادية في المؤتمر الشعبي ومستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، فائقة السيد، السفير تايلور لدى اليمن، بسرعة مغادرة اليمن فوراً «كونه أصبح شخصاً غير مرغوب فيه». ونفت السفارة الأميركية في وقت لاحق من مساء أمس، صحة طلب السفير تايلور من الرئيس صالح مغادرة البلاد. وقالت في تصريح مقتضب وزع على وسائل الاعلام المحلية اليمنية «هذا التقرير غير صحيح، لم يتم إيصال أي رسالة من هذا القبيل من الولاياتالمتحدة إلى الرئيس السابق صالح.» وكان عبد الملك الحوثي زعيم الجماعة المتمردة أعلن في خطاب له أول من امس تحديه لأي عقوبات، وقال انهم لا يخشون لا من مجلس الامن ولا من الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية لنقل السلطة. إلى ذلك، ناقشت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الخاصة باليمن أمس مع فريق الخبراء الأممي الذي زار صنعاء مؤخراً، إمكانية اتخاذ تدابير بالعقوبات التي تستهدف المعرقلين للمرحلة الانتقالية السياسية اليمنية. وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، فإن الاجتماع الذي رئِسته سفيرة ليتوانيا لدى الأممالمتحدة بحث الآراء ووجهات النظر حول فرض عقوبات على ثلاثة أشخاص.