أكد رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي محمد حنزاب أن المركز لا يلعب دور شرطي العالم، موضحاً أنه لا يتدخل في أي قضية إلا بطلب رسمي، قائلاً: «حتى لو كان لدى المركز معلومات عنها فلن يتدخل إلا بطلب رسمي من الجهات المعنية سواء أكانت مؤسسات رياضية أم اتحادات أم غيرها، كما أننا لا نكشف عن أي دور للمركز في أي قضية إلا إذا فعل الطرف الآخر ذلك». جاء ذلك على خلفية كشف شرطة ولاية فيكتوريا عن أكبر قضية تلاعب في نتائج المباريات في أستراليا الأسبوع الماضي، إذ ألقت القبض على 10 أشخاص وهم تسعة لاعبين والمدير الفني لفريق «ساوذرن ستارز» الذي ينافس في دوري الدرجة الثانية الأسترالي لكرة القدم. وقامت الشرطة الأسترالية بتقديم خطاب شكر إلى رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي كونه أسهم في التحقيق والكشف عن القضية. وفي التفاصيل أن الشرطة الأسترالية وبعد تحقيق استمر شهراً كاملاً تمكنت من إلقاء القبض على المتورطين في فضيحة مراهنات والتلاعب بنتائج المباريات خلال مباريات خاضها الفريق في دول آسيوية، ولا سيما سنغافورة وعدد من الدول الآسيوية الأخرى. وقال نائب مفوض الشرطة في ولاية فيكتوريا الأسترالية جراهام أشتون في تصريحات صحافية إن تعاون المركز الدولي للأمن الرياضي كان له أبلغ الأثر في مساعدة شرطة الولاية الأسترالية في تتبع خيوط عدد من القضايا المتعلقة بالتلاعب في نتائج المباريات ومن ثم تم تحديد هوية المتهمين وإلقاء القبض عليهم. وتابع: «مكنت المساعدة والمشورة المهنية التي حصلنا عليها من المركز الدولي للأمن الرياضي المسؤولين عن أجهزة الشرطة في ولاية فيكتوريا في تأسيس وحدة معلومات للنزاهة الرياضية لمعالجة والتعامل مع القضايا الداخلية والدولية المتعلقة بالجرائم الرياضية أو ما يسمى بالجريمة المنظمة في المجالات الرياضية، ومن دون هذا التعاون كانت التحقيقات ستصبح صعبة للغاية على قوات الشرطة المحلية». من جانبه، أكد رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي محمد حنزاب أن تحقيقات الشرطة الأسترالية تظهر من جديد حجم المشكلات التي تواجه الرياضة العالمية بخاصة كرة القدم من مراهنات وتلاعب في نتائج المباريات، وأن هذه المشكلات تخطت حدود الدولة الواحدة بل القارة الواحدة، وحذرنا مراراً من الجرائم المنظمة في كرة القدم وفي الرياضة في شكل عام. وبيّن حنزاب أن المركز تلقى رسالة إشادة من الشرطة الأسترالية، لافتاً إلى أن المركز سيظل بما يضمه من شبكة معلومات عالمية متخصصة في هذا المجال ملتزماً بالعمل مع أجهزة الشرطة والحكومات والمؤسسات والاتحادات الرياضية العالمية لتبادل المعلومات وأفضل الممارسات لحماية النزاهة الرياضية في العالم كله. وكان المركز الدولي للأمن الرياضي لعب دوراً مهماً في تحقيقات الشرطة الأوروبية (يوروبول) في التلاعب بمئات المباريات في مباريات كرة القدم في بعض الدوريات الأوروبية، في أكبر قضية تم الكشف عنها مطلع فبراير الماضي. وأوضح رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي قائلاً: «لدينا شبكة معلومات قوية مستمدة من وقائع حقيقية في الأماكن الساخنة في العالم ولدينا خلاصات وتقارير ونتائج للأبحاث والدراسات وفريق متكامل من الخبراء عمل بجد طوال العامين الماضيين إلى جانب تبني بيئة عمل احترافية بالمعايير القياسية العالمية، وكل هذه العوامل مكنت المركز الدولي للأمن الرياضي من اكتساب ثقة المؤسسات والهيئات الرياضية في العالم وباتت الصدقية والمهنية عناوين رئيسة للمركز». وختم رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي تصريحاته بالقول: «نؤكد التزامنا التام بمساعدة أية جهة تطرق باب المركز سواء من خلال وضع أطر مهنية لتأسيس وحدات للنزاهة الرياضية أم تقديم المعلومات والمشورة المهنية وهو ما حدث مع الشرطة الأسترالية، إذ قرر المركز على الفور التعاون مع السلطات المعنية في ولاية فيكتوريا حتى نجحت الشرطة هناك في القبض على المتورطين في قضية التلاعب بالكرة الأسترالية والمنتمين لشبكة دولية للتلاعب في نتائج المباريات». أما مدير النزاهة في المركز الدولي للأمن الرياضي كريس إيتون فكشف عن أن فريقاً كاملاً من المركز الدولي للأمن الرياضي حضر على مدار الأسابيع الماضية في ولاية فيكتوريا وتبادل مع الشرطة هناك المعلومات، إذ واجهت شرطة فيكتوريا المحلية تحديات هائلة في التعامل مع هذا النوع من القضايا العالمية لكن تعاون المركز الدولي كان حاسماً في المساعدة في الوصول بالقضية إلى نتيجة إيجابية».