أعلن رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي امس نيته زيارة المملكة العربية السعودية وقطر والأردن قريباً «للبحث أزمة المنطقة». ودافع عن زيارته الأخيرة لإيران ولقائه قائد «فيلق قدس» قاسم سليماني، وأكد أنها «كانت لحقن دماء العراقيين». واكد أنه سيحضر المؤتمر الوطني المقرر عقده اليوم، بعد الاتفاق على حل «المشكلات المستجدة»، في إشارة إلى عمليات القتل والتهجير التي يتعرض لها السنة في محافظة البصرة. وأوضح النجيفي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد أمس، أن «زيارتنا تركيا وإيران جاءت من أجل تطوير العلاقات مع دول الجوار، فضلاً عن بحثنا في المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية سلماً». وأضاف أنه سيزور «قطر والسعودية والأردن لمناقشة الأوضاع التي تمر بها المنطقة، كما أن هناك زيارة قريبة لرئيس التركي التركي جميل جيجك لبغداد»، مشيراً إلى أنه سيبحث في الأردن «ضرورة الحفاظ على حقوق العراقيين وعدم تجاوز سيادة البلاد». وأشار إلى أنه «أوضح للقادة الأتراك أن النظام السوري والجماعات الإرهابية ارتكبت جرائم بحق الشعب تجب إدانتها، فضلا عن الاتفاق معهم على ضرورة الحل السلمي وعدم التصعيد في القضية السورية، سيما في موضوع الضربة العسكرية». ولفت إلى أنه «اتفق مع الجانب التركي على إعادة العلاقات إلى طبيعتها وتبادل الزيارات، وإعادة التوازن في المنطقة». وبرر لقاءه سليماني فقال: «أثناء وجودنا في إيران حصل مأتم لوالدة سليماني، ورأينا ان من مصلحة البلدين أن نقوم بالزيارة لإعادة بناء الثقة. ومراسم العزاء تتطابق مع التقاليد العربية والإسلامية، وذهبنا لحقن دماء العراقيين، وهذا الأمر مهم جداً، وقد جرى لقاء هناك بحثنا خلاله مع القادة الإيرانيين في التعاون لوقف عمليات القتل في العراق. وقد جرت العادة على أن تزور الوفود العراقية الذاهبة إلى البلدان الأخرى مجالس العزاء، ومنها من زار مجالس عزاء في السعودية وغيرها». وفي موضوع آخر، أكد النجيفي أن «اي مذكرة قبض تصدر بحق أي نائب من المفترض أن تصل إلى رئاسة مجلس النواب. ولم تردنا مذكرة بالقبض على العلواني، وما تمّ نشره تسريب إعلامي، وإذا وصلت مذكرة ستقدم إلى اللجنة المكلفة برفع الحصانة». وأعلن العلواني أمس أنه سيلجأ إلى القضاء للطعن بمذكرة الاعتقال الصادرة بحقه. إلى ذلك، أكد النجيفي أنه سيحضر المؤتمر الوطني لتوقيع وثيقة الشرف بين القوى السياسية اليوم، مبيناً أن « هذا المؤتمر سيعطي فرصة ورسالة جديدة إلى المواطن العراقي. وعلى رغم معاناتنا من الاتفاقات السابقة وعدم تنفيذها، نأمل أن يكون هذا المؤتمر بداية لتنفيذ الاتفاقات بين القوى السياسية»، مشيراً إلى أن «حضور المؤتمر سيساهم بالتهدئة في العراق». وعن ربط ما حصل في البصرة بوثيقة «السلم الأهلي»، قال النجيفي إن «عمليات التهجير والاغتيالات في الجنوب إنذار خطير يجب وضع حد سريع له». وشهدت محافظة البصرة خلال الأيام الماضية اغتيال 15 شخصاً ينتمون إلى المكون السني، ما دفع ائتلاف «متحدون» الذي يتزعمه النجيفي إلى التهديد بعدم توقيع «وثيقة السلم الأهلي»، وطلب إنهاء المشكلة في البصرة «واقتران الأفعال بالأقوال». وكان الزعيم السني البارز الشيخ عبد الملك السعدي اتهم امس الحكومة بإذكاء النزعات القومية والطائفية بين المكونات وتهجير مكون في جنوب البلاد، وقال في بيان إن الحكومة «تغض النظر عما يجري في جنوب العراق وأماكن أخرى من تفجيرات وقتل وتهجير لمكون خاص من قبل الميليشيات التابعة لها بأي اسم من الأسماء، ولم تكتف بذلك بل أخذت تطاردهم في مهجرهم بالقتل والاعتقال والإرهاب». وأضاف: «كفاكم تفرقة وكيلاً بمكيالين، توجهوا إلى توحيد الشعب تحت عنوان واحد وهو العراق، واتَّجهوا إلى الانشغال براحة الشعب، وإعمار البلد وتقديم الخدمات إلى أهله». وحذر المسؤولين فقال: «إن لم تخافوا من الله فخافوا من سطوة الشعب في محاسبة الطائفيين والسرّاق والمرتشين والفاسدين والسفاكين والمجرمين، فإن الظلم لا يدوم».