دافع ائتلاف «متحدون» عن زيارة زعيمه رئيس البرلمان أسامة النجيفي إيران وعن لقائه قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، وشدد على أنها «زيارة رسمية لا تتعلق بالائتلاف». وكان النجيفي أنهى أمس زيارة رسمية لطهران التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين واختتمها بحضور مراسم تأبين والدة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الأمر الذي اعتبره بعض الأحزاب «استخفافاً بدماء العراقيين». وقال عضو «متحدون» وليد المحمدي ل «الحياة»، إن «سبب زيارة النجيفي هو حض القادة الإيرانيين على وقف تدخلهم السافر في الشأن العراقي وعدم جر العراق إلى مشكلات دولية بسبب سورية». وأضاف أن «النجيفي أوصل رسالة إلى كل القادة الإيرانيين مفادها: أوقفوا هيمنتكم على العراق كي نتمكن من حل مشكلاتنا الداخلية وتوقيع وثيقة السلم الأهلي واتخاذ مواقف مستقلة من أحداث المنطقة». وعن الانتقادات التي وجهت إلى لقاء النجيفي سليماني، قال المحمدي إن «رئيس البرلمان لا يمثل حزبه أو مكونه في هذا اللقاء، ومع ذلك نأمل في أن تعرف إيران أنه حتى حلفاء النجيفي وأبناء مكونه ضد هذه الزيارة وتتفهم الرسالة وتغير مواقفها تجاه العراق، كما نأمل في ألاّ يستغل لقاء النجيفي سليماني في المزايدات السياسية». وأفاد ائتلاف «متحدون» امس أن النجيفي زار ايران وتركيا على رأس وفد رسمي و «ناقش مع قادة البلدين الأوضاع الأمنية في العراق». وأضاف الائتلاف في بيان أن هذه المحادثات جزء من مسعى عراقي «لإجراء ترتيبات إقليمية تساهم في حقن الدماء و الحد من الاحتقان الطائفي الذي تدفع شعوبنا ثمنه». وأضاف الائتلاف أن النجيفي سيزور المملكة العربية السعودية. وأضاف: «تود قائمة متحدون توضيح أن هذه الزيارة كانت باعتبار النجيفي رئيساً لمجلس النواب العراقي ومن خلال وفد مؤلف من كل الكتل السياسية وليس كرئيس لقائمة متحدون». وكانت «جبهة الحوار الوطني»، بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، استنكرت لقاء النجيفي سليماني، وعدّته «انتهاكاً لسيادة العراق واستخفافاً بدماء العراقيين». وأعلنت الجبهة في بيان أنه «طالما أكدنا ضرورة إنهاء النفوذ الأجنبي على الساحة العراقية من أي جهة كانت، والسعي إلى بناء أفضل العلاقات مع دول الجوار بطابعها العربي وغير العربي، ولكن على أساس احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومن هذا المفهوم باركنا زيارة رئيس مجلس النواب تركيا وإيران لما لهاتين الدولتين من تأثير في المنطقة وضرورة توثيق العلاقة معهما بما يعزز السيادة العراقية». وأعربت الجبهة عن دهشتها «لزيارة رئيس مجلس النواب قائد فيلق القدس قاسم سليماني»، مشيرة إلى أن «تلك الخطوة شكلت بالإضافة إلى كونها خرقاً للأعراف والبروتوكولات الديبلوماسية، انتهاكا للسيادة العراقية واستخفافاً بمشاعر العراقيين ودمائهم التي سالت بأيادي المليشيات المرتبطة بفيلق القدس الذي يرأسه سليماني وما يحدث في ديالى من عمليات تهجير للعشائر العربية شاهد ودليل على تورط تلك المليشيات». واستنكرت الجبهة «الزيارة المرفوضة وطنياً وشعبياً»، داعية النجيفي إلى «ضرورة المحافظة على السيادة العراقية والدفاع عن دماء العراقيين ومواجهة المتسببين بإراقتها بدلاً من زيارتهم وتبادل الود معهم». وقال القيادي في «متحدون» أحمد العلواني، إن «سليماني رجل عدو، قاتل شعبنا، وهو من مثيري النعرات الطائفية وكان يفترض بالنجيفي عدم الذهاب»، واصفاً تعزيته سليماني ب «التسرع» و «التصرف غير المقبول».