أبدت جبهة «الحوار»، بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك امس، استغرابها طرح العراق مبادرة لحل القضية السورية و «الشعب العراقي يعاني من القتل والتهجير والذبح»، فيما دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي من طهران دول المنطقة إلى «تأييد المبادرة العراقية». وكان رئيس الحكومة نوري المالكي أعلن الأسبوع الماضي مبادرة من ثمان نقاط لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية أبرزها: وقف إطلاق النار، وجلوس الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات. وقال النائب عن «الحوار» حامد المطلك خلال مؤتمر صحافي أمس، إن «المؤتمر الوطني والمبادرة لحل القضية السورية لا يمكن أي عاقل إلا أن يباركها». وأضاف: «لا حل إلا بالحوار، لكن هل استوفت القيادات السياسية شروط المبادرات السابقة؟». وأشار إلى أن «هناك إحباطاً في الشارع العراقي من هذه المبادرات. وكان الأجدر بالقادة أن يكونوا صادقين مع انفسهم وشعبهم وأن يبادروا إلى وقف نزيف الدم العراقي والتخلص من الفصائل المسلحة والمليشيات والمسلحين والمجرمين والقتلة الذين يستهدفون الشعب العراقي بكل أطيافه»، لافتاً إلى أن «الحكومة تساعد في قتل السوريين عندما تسمح بعبور الأسلحة والأشخاص للقتال في سورية». وتساءل المطلك: «هل يعقل طرح مبادرة في سورية ونحن ننزف يومياً في المساجد والحسينيات والشوارع والأسواق ويهجّر العراقيون من مناطقهم ويقتلون بالكاتم؟»، داعياً الحكومة إلى «أن تبادر بسحب السلاح من كل الأطراف غير الرسمية، كالميليشيات والمنظمات والصحوة والمجالس والفصائل، وأن يبقى السلاح بيد الدولة فقط ليكون هناك قانون في العراق». في هذه الأثناء، بحث رئيس البرلمان أسامة النجيفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في الأوضاع والمستجدات على الساحة الإقليمية. وكان النجيفي قد وصل إلى طهران على رأس وفد برلماني السبت والتقى روحاني، ونظيره الإيراني رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف. وأفاد بيان لمكتب النجيفي أن «الجانبين بحثا أيضاً في العلاقات الثنائية وآفاق تطويرها بما يضمن مصالح الشعبين الجارين، كما ناقشا الأوضاع في سوريا واتفقا على أن للأزمة السورية تداعيات خطيرة على العراق وإيران والمنطقة بأسرها وتم الاتفاق على ضرورة تطوير العلاقات البينية والمساهمة الفعالة في تخفيف الاحتقان الطائفي في المنطقة». وأكد أن «قوات النظام السوري ومجموعات متطرفة ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وعلى المجتمع الدولي التدخل بشكل سريع من أجل دفع الأطراف المتصارعة للجلوس إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى الحوار السلمي وإيجاد حل مناسب لإيقاف هذا الاقتتال الدموي». وأوضح النجيفي أن «الأطر الأساسية للمبادرة العراقية تصب في هذا الاتجاه ولا بد من جمع كل الأطراف ذات الصلة كالعراق وإيران وتركيا والسعودية».