ضربت سلسلة تفجيرات 6 مدن عراقية، بينها بغداد، مخلفة عشرات القتلى والجرحى. ويطرح تواصل حمامات الدم أسئلة كثيرة عمن يقف وراء الهجمات والأهداف التي يبغي تحقيقها. إلى ذلك، تبدو محاولات رئيس البرلمان أسامة النجيفي للحصول على دعم إيراني وتركي لخطة تنص على تشكيل لجنة عليا لإدارة الأزمات العراقية بمثابة إقرار بأن مفاتيح الحل ما زالت خارج الحدود. وقتل أكثر من 40 عراقياً وجرح العشرات في سلسلة تفجيرات ب12 سيارة مفخخة طاولت بغداد والبصرة وكربلاء وذي قار وواسط وبابل. وتضاف أرقام الضحايا، ومعظمهم من المدنيين إلى أرقام أخرى يتم تداولها يومياً عن تفجيرات لا تكاد تستثني مدينة، وتحصد المزيد، فيما يقف الوسط السياسي والأمني متفرجاً يكرر اتهامات وإدانات معدة للنشر. وفي ما عدا اتهام الأطراف السياسية بعضها بعضاً بالتآمر وتدبير الهجمات أو التورط فيها مع استخبارات وتنظيمات أجنبية، واعتماد القوات الأمنية على المزيد من الاعتقالات وقطع الطرق، لم تتخذ خطوات كفيلة بمواجهة الانهيار الأمني. وستعقد القوى السياسية مؤتمراً وطنياً يضم زعماء الكتل للبحث في الأزمة وإقرار وثيقة «السلم الاجتماعي» الخميس المقبل. ويعول سياسيون على هذا المؤتمر باعتباره مدخلاً للحل، فيما يشكك آخرون في جديته. وبحث النجيفي في التوافقات الجديدة مع المسؤولين في تركيا وإيران، وأكد مصدر في «التحالف الوطني» الشيعي ل «الحياة» أنه «نجح في كسب دعم البلدين خريطة طريق لتعديل مبادرة السلم الاجتماعي التي يفترض أن تقر الخميس المقبل، وهي تنص على تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة الأزمات، برئاسة نائب الرئيس وعضوية عدد من قادة الكتل، يتفق عليها وعلى عدد المشاركين فيها للإشراف على تطبيق الاتفاق على أن يكون الدستور مرجعاً أساسياً، أما القضايا التي لم ترد في الدستور فبالإمكان التحاور فيها والتوافق عليها، بما لا يتعارض مع أي نص ورد فيه». وأكد أن «التحالف الوطني وافق على هذه المقترحات مقابل أن يدعم السنة مبادرة المالكي لحل الأزمة السورية، والمساعدة في ترطيب الأجواء مع تركيا، وهذا ما سعى إليه النجيفي في أنقرة، وفي طهران وحصل على دعم البلدين». إلى ذلك، قال في بيان مساء أمس، بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «على إيران سحب دعمها اللامحدود للإبقاء على نظام بشار الأسد». وطالب ظريف بوقف دعم المجموعات المسلحة في سورية وقبول المعارضة السورية بالحوار. وفي حال نجح المؤتمر العراقي الذي تلقى دعماً أميركياً أيضاً، عبر عنه مستشار وزارة الخارجية بريت ماغريك الخميس الماضي عندما دعا إلى تشكيل لجنة تشرف على وقف الهجمات المسلحة. من جهة أخرى اتهمت كتائب «حزب الله/ العراق» الاستخبارات الأميركية بإدارة أعمال العنف والتظاهرات في العراق وبالتعاون مع تنظيم «القاعدة» لتنفيذها.