طمأنت السعودية أسواق الطاقة العالمية والمستهلكين، وتعهدت بتوفير أي طلبات إضافية على النفط، معتبرة أن الأسواق متوازنة والمخزونات النفطية التجارية في وضع مناسب، وأن أساسيات السوق النفطية مثالية إلى حد كبير. وتأتي التطمينات السعودية في وقت دقيق، إذ يسود التوتر المنطقة بسبب الأزمة السورية واحتمالات توجيه ضربة عسكرية ضد قوات النظام السوري. وأكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي استعداد المملكة لتلبية أية زيادات في الطلب على الطاقة، وقال: «إننا سنكون دائماً على أهبة الاستعداد لتلبية أية زيادات في الطلب على الطاقة». وتحدث النعيمي في كلمته أمس أمام الجلسة الأولى لاجتماع المائدة المستديرة الخامس لوزراء الطاقة في آسيا، عن المسائل المتعلقة بقطاع الطاقة في الوقت الراهن والمستويات الحالية لأسعار النفط، وقال: «بوضوح تام، ومن دون أي مواربة، تلعب العوامل السياسية، إلى جانب المضاربات المتعلقة بتلك العوامل، دوراً محورياً في التأثير في أسعار النفط، ولكن تبقى أساسيات السوق النفطية مثالية إلى حد كبير». وأضاف: «الأسواق متوازنة إلى حد بعيد، والمخزونات النفطية التجارية في وضع مناسب، واسمحوا لي أن أكرر تعهد المملكة العربية السعودية، والمنتجين الآخرين، بأننا سنكون دائماً على أهبة الاستعداد لتلبية أية زيادات في الطلب على الطاقة». وتطرق إلى النفط والغاز الصخري والتأثير الناجم عنهما، وقال: «في الوقت الذي تتصدر فيه الولاياتالمتحدة الأميركية هذا المشهد، إلا أن لدى قارة آسيا إمكانات حقيقية واعدة في هذا المجال، وإننا نرحب بهذه التطورات، وأؤكد مجدداً أن هذه الاحتياطات الجديدة تضيف مزيداً من التوازن والاستقرار في الأسواق العالمية. فالطلب المتزايد على الطاقة من قارة آسيا يتطلب إمدادات متزايدة من هذا المورد الحيوي، ومن أي جهة كانت. وسيبقى التزام السعودية نحو قارة آسيا ثابتاً لا يتزعزع». وأشار وزير البترول إلى أن المملكة أقامت علاقات تجارية راسخة مع العديد من الدول الآسيوية، التي تستند في كثير منها إلى قطاع الطاقة، إلى جانب العديد من القطاعات الصناعية الأخرى، كما أدت المملكة دورها في ما يتعلق بكونها مورداً ثابتاً وموثوقاً للطاقة في قارة آسيا، مشدداً على أن المملكة ستستمر في تلبية جميع طلبات النفط التي ترد إليها من عملائها، وستبقى في الوقت ذاته شريكاً موثوقاً يعتمد عليه في قارة آسيا. وتشارك في اجتماع المائدة المستديرة الخامس لوزراء الطاقة في آسيا 21 دولة آسيوية مستهلكة ومنتجة للنفط، ومنظمة أوبك، والوكالة الدولية للطاقة، والأمانة العامة لمنتدى الطاقة، ويعقد بعنوان «النمو في آسيا ومستقبل الطاقة»، برئاسة وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري يون سانغ جيك. واعتبر النعيمي أن الاجتماع فرصة حيوية للدول الآسيوية للعمل على تعزيز الحوار بين الدول المنتجة للنفط والدول المستهلكة في هذه القارة المترامية الأطراف التي تشهد معدلات نمو كبيرة. وتابع: «جنباً إلى جنب مع هذا النمو يستمر الطلب على الطاقة في زيادته المعهودة، ويُعزى سبب الزيادة في قارة آسيا إلى زيادة السكان، وتوجه هذه الدول إلى مزيد من مظاهر التحضر والمدنية، وزيادة مستويات الدخل»، مشيراً إلى أن نمو الأعمال والأنشطة التجارية الجديدة يتطلب توفير الطاقة اللازمة لذلك.