قتل 20 يمنياً على الأقل في مواجهات عنيفة تجددت أمس بين مسلحين من جماعة الحوثي الشيعية وعناصر قبلية في محافظة عمران بعد انهيار هدنة موقتة بين الجانبين، في حين اعترف تنظيم «القاعدة» بمصرع أحد أمرائه في جنوب البلاد، بالتزامن مع إرجاء محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب النطق بالحكم على أربعة من عناصره متهمين بالتخطيط لاغتيال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى 15 من الشهر الجاري. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار النقاشات الدائرة بين أطراف العملية السياسية على طاولة مؤتمر الحوار الوطني، وذلك قبل نحو 10 أيام من انعقاد جلسته الختامية، في حين أعلنت هيئة رئاسة الحوار أمس، عن عودة مرتقبة لممثلي «الحراك الجنوبي» خلال الأيام المقبلة للمشاركة في عملية التوافق بشأن الصيغة النهائية لوثيقة الحوار التي سيكتب الدستور الجديد بموجبها. وقالت مصادر قبلية في محافظة عمران ل «الحياة» إن نحو 20 قتيلاً على الأقل سقطوا خلال المواجهات العنيفة التي تجددت أمس بين مسلحي جماعة الحوثي وقبليين موالين للشيخ صادق الأحمر القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) في منطقة العشة بعدما انهارت هدنة هشة بين الطرفين. وأضافت المصادر «أن مسلحي الحوثي أحكموا سيطرتهم على منطقة وادي دنان، كما احتلوا منزلاً للشيخ الأحمر في المنطقة، وتمركزوا به بعد أن سقط منهم نحو 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما تتواصل التعزيزات إلى الطرفين المتحاربين من قبائل عذر والعصيمات». وتأتي هذه المواجهات بعد أيام من توقف مواجهات أخرى في محافظة صعدة، شمال اليمن، بين الحوثيين وأنصار التيار السلفي في منطقة دماج، إثر جهود بذلتها لجنة رئاسية للتهدئة أدت إلى نزع فتيل التوتر الذي يهدد باندلاع مواجهات طائفية قد يمتد ليشمل مناطق يمنية أخرى. إلى ذلك اعترف تنظيم «القاعدة» في اليمن، أمس بمقتل أميره في محافظة لحج (جنوب اليمن) جسار ألبان المعروف باسم هشام اللحجي، في مواجهات سابقة مع قوات الأمن. ونشرت مواقع جهادية مقربة من التنظيم صوراً له معتبرة إياه واحداً من أهم القيادات التي خسرها في الفترة الأخيرة. وفي سياق مماثل قررت أمس محكمة يمنية في صنعاء مخصصة لقضايا الإرهاب وأمن الدولة إرجاء النطق بالحكم على أربعة متهمين بالتخطيط لاغتيال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وديبلوماسيين وعسكريين، إلى 15 من الشهر الجاري. وكانت النيابة وجهت لهم تهماً بالاشتراك في عصابة مسلحة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وأوردت في قرارها أن المتهمين الأول والثاني قاما بالرصد والإعداد والتخطيط لعملية تستهدف اغتيال رئيس الجمهورية، أثناء دخوله أو خروجه من منزله بواسطة سيارتين مفخختين». كما أضافت أن الأول والثالث والرابع قاموا «بالرصد والإعداد والتخطيط لاستهداف أفراد وضباط أمن وبعض الشخصيات والسفير الأميركي والتخطيط لاختطاف أجانب للحصول على فدية، بالإضافة إلى العمل في الجانب الإعلامي لتنظيم القاعدة».