للوقوف عند أبرز إنجازات مؤتمر «وايز» الماضية، والتعريف بتحدياته المستقبلية ومواضيع جلسات النقاش أجرت «الحياة» مقابلة عبر المراسلة الإلكترونية مع رئيس المؤتمر، ورئيس جامعة حمد بن خليفة، الدكتور عبدالله آل ثاني، وكان الحوار التالي: لماذا تم اختيار الإبداع كموضوع هذه السنة؟ اليوم، بات تشجيع الإبداع داخل الصفوف الدراسية وخارجها يكتسب أهمية كبيرة في الحفاظ على جودة التعليم. - لا شك بأن اكتساب المعرفة والحفاظ على مستوى معين من المعايير أمر مهم، لكننا نعلم أن الطلاب ومن شتى الأعمار يتميزون بشكل خاص عندما تتحرر مخيلتهم. إن الإبداع ليس له حدود، وهو متعلق بجميع الاختصاصات. وبما أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية اليوم باتت تفرض تحديات جديدة في مجال التعليم، فان المهارات الإبداعية التي يتم اكتسابها من خلال التعلم الفردي والجماعي أصبحت كذلك ضرورية في تلبية احتياجات المجتمعات. يوفر وايز منصة للمعلمين وصناع القرار ليتعرفوا إلى أنظمة التعليم الإبداعية التي تشجع الطلاب وتثير فضولهم وحماستهم ومثابرتهم. هل هناك أي علاقة بين موضوع هذه السنة والتغييرات الحاصلة في العالم العربي؟ - إن الحاجة الملحة لجعل مهارات الإبداع أولوية في نظام التعليم أمر ملموس في جميع مناطق العالم. وقد أصبح أطفال العالم العربي اليوم في حاجة إلى هذه المهارات لمواكبة القرن الحادي والعشرين. إن الطلاب يميلون غالباً إلى البقاء في المدرسة عندما ينغمسون في تعليم مشابه يطلق قدراتهم الإبداعية كأفراد. وعلى رغم تحسن نسبة الالتحاق بالمدارس خلال السنوات الأخيرة، تشير الدراسات التي شملت 13 دولة عربية إلى أن 56 في المئة من طلاب المرحلة الابتدائية و48 في المئة من طلاب المدارس الثانوية لا يتلقون المعايير الأساسية للتعليم، فمن خلال استغلال رغبة الطلاب في التحدي والمشاركة الإبداعية يمكننا تحسين نوعية التعليم الأساسي. لماذا تستثمر دولة قطر في مجال التعليم؟ - تهدف رؤية قطر الوطنية 2030 إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل بحلول عام 2030. وتسعى الرؤية الوطنية إلى ضمان تحقيق أفضل النتائج على المدى البعيد لهذا البلد، كما أنها توفر إطاراً يمكن من خلاله تطوير الاستراتيجيات الوطنية وتبني سبل تنفيذها. تسعى رؤية قطر الوطنية إلى تمكين الشعب القطري من مواصلة بناء مجتمع مزدهر في بلدهم. ويتطلب هذا تحقيق المزيد من التطور في مجال التعليم والرعاية الصحية وقوة العاملة. وعلى رغم أن قطر قد استفادت كثيراً من موارد النفط والغاز، إلا أنها تواصل التوسع في التعامل مع الاقتصاد القائم على المعرفة. وإيماناً منها بأن التعليم هو الأولوية القصوى بالنسبة لها، تعمل قطر على تطوير نظامها التعليمي ليرقى إلى أفضل المعايير العالمية. تدعم مؤسسة قطر النقلة النوعية التي تقوم بها دولة قطر من الاقتصاد الكربوني إلى الاقتصاد القائم على تنمية المعرفة. إن سمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر من خلال إيمانها بأن التعليم فوق الجميع ومن حق الجميع فقد نجحت في إنجاز الكثير من الإصلاحات والإنجازات التي تحققت في مجالات التعليم على العديد من المستويات البحثية والأكاديمية والثقافية والفكرية والعلمية. ما هي البرامج الجديدة التي سيطلقها وايز هذه السنة؟ - في وايز 2014 سنطلق «مشروع وايز لتسريع التطوير» لتطوير المشاريع الجديدة المبتكرة في التعليم من خلال برنامج يمتد على مدار عام كامل ويهدف إلى تقديم الإرشاد والدعم في بناء الأعمال. من خلال توفير استراتيجيات فعالة ودعم ملموس لضمان النجاح على نطاق واسع. في هذا العام تم اختيار خمسة مشاريع لهذا البرنامج. سيعمل برنامج تسريع التطوير كوسيط يربط المشاريع المختارة بشبكة دولية غايتها خلق فرص لتبادل المعارف والحصول على الدعم من الجهات المانحة والمستثمرين. برأيكم ما هي أهمية وايز بالنسبة للعالم العربي وعلى المستوى الدولي؟ - في وايز نؤمن أن الحصول عالمياً على تعليم ذو جودة عالية هو المفتاح إلى تحقيق مستقبل مستدام على مستوى العالم. وقد تطور وايز خلال وقت قصير وأصبح مجتمعاً دولياً من الفعاليات في مجال التعليم، ويعكف طيلة العام على عقد الحوارات والشراكات المنتجة، ذات الإمكانات الكبيرة في عالم التعليم. وقد أصبح وايز رائداً في وضع التعليم في قمة جدول الأعمال العالمي. ويستمر وايز بلعب هذا الدور على مستوى العالم العربي وأكثر. ما وضع المشاريع العربية في المؤتمر؟ هل ما زالت محدودة وكيف تشجعون عليها؟ - يشمل وايز مبادرات متنوعة على مدى العام، إضافة إلى القمة الدولية. وعلى رغم أن القمة لا تركز بشكل خاص على العالم العربي، إلا أنها تجتذب عدداً كبيراً من المشتركين من المنطقة، وكما أشرت في وقت سابق نحن ملتزمون بتنمية التعليم في المنطقة. نحن نشجع الطلبات لجائزة وايز من أي مكان جاءت في العالم. منذ عام 2009 تم قبول 36 مشروعاً من قطاعات وأماكن مختلفة0 ومن بين المشاريع الست الفائزة هذا العام هناك مشروع من الأردن وآخر من مصر. مشروع الأردن يحمل عنوان: «نحن نحب القراءة» يدرب النساء على تحبيب الأطفال بالقراءة. وينطوي هذا المشروع على إمكانات هائلة لتحسين التعليم في أي مكان لم يكتشف فيه الأطفال متعة القراءة بعد. ماذا تطمحون من وايز تحقيقه مستقبلاً؟ - يلتزم وايز بالنمو والتوسيع المتواصل للمبادرات المتنوعة والفعالة التي تستجيب لتحديات التعليم المتطورة والمتبدلة باستمرار على كل المستويات وفي جميع الظروف. إضافة إلى المذكور سابقاً، سنواصل دعمنا لجائزة وايز في التعليم وبرنامج صوت المتعلمين والقناة القائمة على تعاوننا مع يورو نيوز في البرنامج التلفزيوني الأسبوعي الذي يحمل اسم عالم التعلم، إضافة إلى نشر عدد من المطبوعات الأخرى والمبادرات والشراكات. لقد وسعنا موقعنا على الإنترنت في شكل كبير، بحيث يستطيع المهتمون بقطاع التعليم في كل مكان من الاستفادة من الموارد الجديدة والمتنوعة والحيوية التي يوردها الموقع علىWISE hub وWISE ed review. بينما يستمر وايز في النمو والتطور كمنصة للمجتمع التعليمي من أجل تحقيق التواصل وتقاسم الأفكار والتعاون وتطوير الشراكات الجديدة، نحن سنواصل الضغط والعمل على وضع القضايا التعليمية في قمة جدول الأعمال العالمي. هذا يحصل الآن بوتيرة متسارعة وطاقة متزايدة. نحن ملتزمون بالاستمرار في دعم مجتمع وايز الذي نعتبره الإنجاز الأكبر لهذه المبادرة. أصبح وايز منصة لكل هؤلاء الذين يقودون القوة التعليمية، وسيستمر في أن تكون منصة لهم.