شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على «ان الاسلام بعيد كل البعد من الارهاب، وما يحصل من بعض الافتراءات هو محاولة لتشويه الدين الاسلامي، فالإسلام براء منها وهو دين الاعتدال والمحبة والتسامح والرحمة بين جميع عباد الله». وكان المفتي دريان التقى وفداً من مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية والمستشارين برئاسة النقيب الياس عون الذي قال ان «دار الفتوى رمز من رموزنا الوطنية. وهي ليست داراً للسنة، والمجلس الإسلامي ليس مجلساً للشيعة، والبطركيات ليست مقار للمسيحيين، في لبنان نحن شعب واحد في مجتمعات عدة تجمعها قيم المحبة والسلام والتسامح». وتوجه الى المفتي بالقول: «نأمل خيراً بكل ما ستقوم به من اجل اهل السنّة والمسلمين واللبنانيين عموماً. المسلمون اليوم في حاجة الى هدوئك لتهدأ العواصف في ما بينهم. المسلمون اليوم في حاجة الى من يهديهم الى قيم القرآن الكريم وتعاليمه، قرآن ما بشر يوماً بالذبح والإرهاب والقتل. المسلمون واللبنانيون يعولون عليكم الكثير. وعلى مواقفك الحكيمة التي يجمع عليها كل أبناء السنة. ونحن سنكون الى جانبك، وتكون انت لنا مرجعاً في النقد البناء لا الهدام». ورد المفتي دريان شاكراً، وحيا رجال الاعلام ودورهم في بناء مجتمعات صالحة ومسالمة»، مؤكداً أنه «لا يوجد في الاسلام تطرف أو غلو او إرهاب، انما دعوة مفتوحة للتسامح وللمحبة وللرحمة بين المسلمين والآخرين». وأشار دريان الى أن «الطائفة السنّية لن تكون الا ضمانة للجميع في سبيل الدولة العادلة الوطنية القادرة التي تحميها المؤسسات القوية». ودعا الى «العمل بين جميع اللبنانيين على مفهوم المواطنة على ان يكون الجميع متساوين في اطار الدولة الوطنية العادلة والقادرة». ونقل النقيب عون عن مفتي الجمهورية تأكيده ان «لا فتنة طائفية او مذهبية في لبنان على رغم كل التحديات التي يمر بها الوطن»، كاشفاً عن «عقد مؤتمر اسلامي مسيحي اوائل شهر كانون الاول (ديسمبر) المقبل في الازهر الشريف عنوانه العلاقات الاسلامية - المسيحية ليس في لبنان والشرق بل في كل العالم اضافة الى موضوع الارهاب والتصدي له». وأضاف: «قال لنا المفتي، لا ارى لبنان المستقر من دون رئيس للجمهورية، وعلى النواب اتخاذ القرار المناسب بالنسبة الى التمديد للمجلس النيابي، الذي هو سيد نفسه وهو من يتخذ القرار وما يراه النواب في جلساتهم امر عائد لهم». سفير المغرب والتقى دريان سفير المغرب لدى لبنان علي اومليل الذي قال: «تحدثنا في التعاون في تدبير الشأن الديني خصوصاً في هذه الظروف الدقيقة والتي هي ظروف صراع يربأ المسلمون ان يحسب عليهم، فالإسلام هو دين تسامح، ودين اعتدال، وفي الواقع ان لبنان يتميز بتعايش كل الأديان والطوائف، ولا يمكن لبنان ان يكون حقيقة لبنان الرسالة الا اذا كان تعايش كل الطوائف والمذاهب في امن وسلام، ويكون في ذلك اغناء للدين كرسالة سماوية لجميع الأديان، ويكون ذلك بالفعل هو القيمة المضافة لكل ما هو روحي في زمن شوهت فيه صورة الإسلام، ولكن نعتقد انها مرحلة صعبة ولكنها ستمر».