أمّت دار الفتوى وفود مهنئة بانتخاب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان الذي استهل نشاطه بعقد اجتماع عمل مع موظفي الدار، وأعطى توجيهاته وإرشاداته لتطوير العمل وتفعيله أكثر لخدمة اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً، ثم استقبل اول المهنئين بانتخابه، المفتي السابق الشيخ محمد رشيد قباني، وجرى تسلم وتسليم في حضور موظفي الدار. وقال قباني: «جئت لأهنئ اخي المفتي دريان بانتخابه وتنصيبه، وهو بهذه الصفة الرئيس الديني للمسلمين في لبنان ويرعى شؤونهم الدينية والاجتماعية، والخبرة التي اكتسبها ستسهّل عليه مهمته، خصوصاً في هذه الظروف الدقيقة والصعبة جداً والمقبلة على هذه المنطقة العربية بسبب المؤامرات التي تحاك عليها»، مضيفاً: «اني أضع كل خبرتي الى جانبه لنكون وكل العلماء المسلمين في لبنان يداً بيد لإنجاح مهمته». الحريري وجعجع هنآ دريان وتلقى المفتي دريان اتصالاً هاتفياً من زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، هنأه فيه بتسلم مهماته الجديدة وتمنى له التوفيق والنجاح. كما تلقى اتصال تهنئة من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اثنى، وفق بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، على كلمة المفتي دريان في حفل التنصيب أول من أمس، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على العيش المشترك بين اللبنانيين واعتماد مبدأ الاعتدال والحوار والانفتاح بين جميع مكونات الوطن». بعد ذلك، استقبل دريان مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام ووكيل الازهر الشريف عباس شومان يرافقهما وفد من السفارة المصرية في لبنان. وقدم علام «التهاني الى الشعب اللبناني بكل طوائفه وانتماءاته لهذه الخطوة المهمة التي هي بداية طريق للمضي قدماً على النهج الاسلامي الصحيح وتوحيد الامة اللبنانية مع اخواتها من بقية الدول العربية». وقال: «ان شاء الله بجهد العلماء الكبار امثال الشيخ دريان وبقية اخوانه، بهذا النهج الصحيح والفهم الصحيح لدين الاسلام، سيقضى على كل فكر متطرف وكل فتنة». وكان علام عرض مع رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر موضوع السلام في المنطقة والعلاقات بين المسيحيين والمسلمين في لبنان ومصر والعالم العربي. وزار علام مقر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى والتقى نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان الذي أكد ان لبنان وطن التعايش والمحبة يسعى للسلم ويحارب الارهاب والتطرف. وشدد على ضرورة تفعيل التواصل والتشاور بين الازهر والنجف وقم والمملكة العربية السعودية «لمواجهة التطرف فنعيد للاسلام وهجه وتألقه ونحارب كل فريق متطفل على الاسلام يسيء الى منهجه وقيمه وتعاليمه فنحرر الاسلام من المرتزقة، خصوصاً ان الاسلام دين الوئام والمحبة والتعاون وليس دين الارهاب والتشريد والعنف». ولفت مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام خلال استقباله السيد علي فضل الله في مقر اقامته في فندق فينيسيا إلى «أهمية تعزيز الوحدة بين جميع مكونات المجتمع العربي، خصوصاً بين المسلمين والمسيحيين، والسنة والشيعة، لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة»، مشيراً إلى أن «التجربة التي تعيشها مصر في هذه الأيام، في اجتماع المسلمين والمسيحيين في تجمّع اختير له اسم «بيت العائلة المصرية»، ضمن لقاءات دورية تجمع كبار العلماء، إضافةً إلى الأوساط الشعبية، هي تجربة رائدة، ومن الأهمية بمكان أن يصار إلى تعميمها». علام: فكر فضل الله يلتقي بالفكر الأزهري وأشاد علام ب «فكر المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله الذي يجسده نجله السيد علي فضل الله»، مشيراً إلى أن «هذا الفكر يلتقي بالفكر الأزهري. وضمن نقاط اللقاء الكبيرة، نستطيع أن نكون قوة، لأن القوة هي لمن يتَّحد، والقواسم المشتركة بيننا كبيرة جداً». وأكد فضل الله «أهمية تعزيز اللقاءات الإسلامية الوحدوية بين السنة والشيعة، والدور الكبير الذي يضطلع به الأزهر الشريف ومصر، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تكثر فيها ظواهر التطرف في الواقع العربي والإسلامي»، لافتاً إلى «أهمية العمل لوحدة المسلمين السنة والشيعة، منطلقاً من الأسس القرآنية والإسلامية، بعيداً من المجاملات، والاصطفافات والحسابات الضيقة»، وداعياً الى «توحيد صفوف المسلمين والمسيحيين، والتصدي لأعداء الأمة».