تحول احتفال تنصيب المفتي الجديد للجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس في بيروت، تظاهرة لبنانية عربية إسلامية ضد الإرهاب، تميزت بمشاركة سعودية ومصرية رفيعة المستوى، وللتشديد على صون العلاقات الإسلامية في لبنان ومرجعية الدولة فيه، فأكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أن «العلاقات داخل الطائفة الإسلامية ليست في أفضل حالها»، معتبراً أن «إسلامنا العظيم، دين المحبة والاعتدال والوسطية والتسامح، يتعرض اليوم لهجمة شرسة من جماعات تكفيرية ظلامية تعيث فساداً في الأرض». (للمزيد) وإذ أكد سلام «أننا لن نستكين قبل أن نعيد العسكريين الأبطال إلى عائلاتهم سالمين»، مشيرا إلى المفاوضات للإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «داعش» و «جبهة النصرة»، طرأ موقف ل «النصرة» عصر أمس في شأن قضية هؤلاء العسكريين، حين صدر على أحد حساباتها على «تويتر» بيان تحت عنوان «إلى من يهمه الأمر، لا تلومونا إن طفح الكيل»، جاء فيه: «ليعلم الجميع أن طريق المفاوضات لم يغلق مِن قِبَلِنا، وليس عندنا طلبات تعجيزية كما يدّعون، ولكن عندما سمعنا تصريحاتهم بأن المفاوضات قد تطول شهراً أو شهرين علمنا أن الطريق مسدود من قبلهم وأيقنا ذلك عندما رأينا الجيش المسيّر من الحزب الإيراني يتابع عملياته الممنهجة بالتضييق على اللاجئين السوريين في الداخل وعلى حدود عرسال، فلا تلومونا إن طفح الكيل». وأقيم احتفال تنصيب المفتي دريان في قاعة رفيق الحريري في جامع محمد الأمين في قلب بيروت، في حضور رئيسي الجمهورية السابقين ميشال سليمان وأمين الجميل، ورؤساء الحكومة السابقين وزهاء 1500 شخصية سياسية ودينية مسيحية وإسلامية لبنانية وعربية. ودعا سلام إلى «خوض معركة تثبيت المسيحيين في أرضهم، والحرص الكامل على وجودهم وفاعليتهم في لبنان والعالم العربي». وألقى مطران بيروت للموارنة بولس مطر كلمة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي فقال: «إننا ندرك معكم أن العيش معاً يبدأ أولاً بين مكونات كل من العائلة الإسلامية والعائلة المسيحية اللتين تتآكلهما انقسامات حادة في الداخل على المستوى السياسي، ويقع ضحيتها لبنان وشعبه ومؤسساته الدستورية». ولفت قول نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان: «إننا نصر على أن يكون لبنان دولة مدنية، تعطي للجميع حقوقهم»، ومطالبته «الجميع بأن يكونوا عقلاء ومحبين، وأن ننسى الماضي، وأن ننزع السلاح من أيدي الناس، وأن يكون السلاح بيد الدولة والجيش». ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، إلى إدانة «أي خطاب ينحو نحو الكراهية والبغضاء ونبذ النزاعات المذهبية ورفع الصوت ضد الإرهاب». وتحدث مفتي الديار المصرية الشيخ الدكتور شوقي علام، عن مهمة شاقة للمفتي الجديد، في مقدمة أهدافها «جمع الصف اللبناني ونشر الاعتدال والتعايش بين أبناء الشعب اللبناني، بكل أطيافه ومذاهبه، ما يتطلب مبادرات إصلاحية». وأكد ممثل المملكة العربية السعودية الشيخ سليمان بن عبد الله أبا الخيل، أن «مجيئه ومشاركته في هذا الحفل هي بتوجيه من خادم الحرمين، رجل السلام وداعية الاعتدال الذي ضرب مثالاً رائعاً في مكافحة الإرهاب والإرهابيين ومواجهة التطرف والمتطرفين»، مؤكداً «وقوف السعودية الدائم إلى جانب لبنان والمسلمين المعتدلين في كل بقاع الأرض». وختم الاحتفال المفتي دريان، الذي شدد على «أننا لن نسمح لأحد بأن يخطف ديننا وعدالة إسلامنا». من جهة أخرى، وصف مصدر غربي مطلع على اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره اللبناني جبران باسيل أول من أمس في العاصمة الفرنسية، بأنه كان جيداً، وأن كيري قال لباسيل إنه لعب دوراً مسؤولاً وإيجابياً في اجتماع جدة الخميس الماضي.