قال قيادي معارض ل «الحياة» أمس، إن مسؤولين في دول غربية أبلغوا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بضرورة «وضع خطة عملية وقابلة للتطبيق» للمرحلة المقبلة لما بعد الضربات العسكرية التي ستوجه في الفترة المقبلة. وكانت «مجموعة لندن» عقدت في إسطنبول اجتماعاً بمشاركة ممثلي 11 دولة في «مجموعة أصدقاء سورية»، شارك فيه السفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد وممثل الحكومة البريطانية لدى المعارضة جون ويلكس وممثلو باقي الدول، ذلك بهدف تنسيق المواقف بين هذه الدول لبحث سبل التعاطي بعد الهجوم الكيماوي على الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق، مع إمكان البحث في عقد اجتماع وزاري لهذه المجموعة في لندن التي يزورها رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا يومي 4 و5 الشهر المقبل بعد زيارته برلين. وقال القيادي إن اجتماعاً عُقد بين «مجموعة لندن» والجربا، موضحاً أن ويلكس وفورد أبلغا وفد المعارضة «خريطة الطريق» للمرحلة المقبلة، وتشمل أن يأخذ مفتشو الأممالمتحدة «عينات» من الغوطتين تثبت استخدام «الكيماوي». وقال: «إن الموقف كان أن يأخذ المفتشون عينات خلال زيارات قصيرة من دون الحاجة إلى جولات عدة من التحقق». وتابع القيادي: «تقضي المرحلة الثانية بنقل الملف إلى مجلس الأمن»، موضحاً أن الدول الغربية تأمل في ألا يصطدم الموقف باستخدام روسيا والصين حق النقض (فيتو)، باعتبار أن هذه الدول تستند في مناقشاتها إلى بيان قمة مجموعة الثماني الأخيرة في إرلندا، الذي تضمن «إدانة» استخدام «الكيماوي» وتعهد هذه الدول «محاسبة» متورطين باستخدامه. وقال القيادي إن ممثلي الدول تحدثوا عن «خيار بديل» يتمثل بالتحرك وتشكيل حلف دولي عبر الجمعية العامة وفق مبدأ «مسؤولية حماية المدنيين» للعام 2005. وتابع المسؤول أن ممثلي «مجموعة لندن» أبلغوا المعارضة أن «الضربات قادمة، وان النقاش يتناول حدودها وهدفها» وأنهم حضوا المعارضة على «وضع خطط عملية قابلة للتطبيق» للمرحلة المقبلة. ونقل عن أحد المسؤولين الغربيين قوله: «لا نريد أن يحصل كما جرى في الرقة» في شمال شرقي البلاد، التي هيمن عليها متشددون إسلاميون بعد سيطرة المعارضة عليها في آذار (مارس) الماضي. وبدأ قادة المعارضة تشكيل «فرق عمل» للإعداد لهذه الخطة، بعدما رفضوا الدخول مع ممثلي «مجموعة لندن» في نقاش حول المشاركة في مؤتمر «جنيف - 2». إلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة»، إن بعض الدول الغربية اقترح أن تشمل الضربات العسكرية معسكرات تدريب «الدولة الإسلامية للعراق والشام» و «جبهة النصرة» في بعض مناطق سورية، وذلك «كي لا تستغل الأوضاع في المرحلة المقبلة من جهة، ولإقناع بعض الدول الغربية بالدخول بالتحالف الجاري تشكيله من قبل عدد من الدول من جهة ثانية». وكانت مصادر في المعارضة أشارت إلى «لقاءات مكثفة» بين مسؤولين في دول غربية وقادة «الجيش الحر» للبحث في «الأهداف» التي ستستهدفها الضربات الجوية، مؤكدة أن الأيام الماضية شهدت وصول «شحنات ضخمة من السلاح تتضمن ذخائر وأسلحة نوعية»، الأمر الذي «سيفتح باباً واسعاً لمواجهات ضارية في المرحلة المقبلة».