منذ أن أسدل الموسم الماضي أستاره وطار الهلال والفتح والاتحاد ببطولاته محلياً وأُعلن تأهل الأهلي والشباب آسيوياً والأندية تسعى في كل اتجاه لتعزز قوتها والحفاظ على مكتسباتها، بإحداث غربلة شاملة في المدربين واللاعبين وحتى الطاقم الإداري ناله نصيب من التغيير. على صعيد المدربين يبقى إسناد مهمة تدريب الهلال إلى سامي الجابر هو الحدث الأبرز والأخطر، يكفي أنه السعودي الوحيد بين كم هائل من المدربين العرب والأجانب، وهو تحدٍ نثق في أن سامي قادر على كسب الرهان فيه لأن تاريخه يختصر شخصيته القيادية التي ترفض الخسارة والتسليم، أما اللاعبون الأجانب فغادر جلهم وتم إبرام صفقات جديدة قد يكون السماسرة لعبوا دوراً فيها من دون رأي فني خبير، وهو الخطأ الذي يتكرر كل موسم وتدفع الأندية ثمنه باهظاً. أيضاً شهدت هذه الفترة الانتقالية بين نهاية الموسم وبدايته انتقالات للاعبين سعوديين لم يكن في الحسبان يوماً انتقالهم من أنديتهم: الشهري، الشمراني، هزازي، الجيزاوي وقبلهم الحارس فايز السبيعي، ولكنه حدث وأصبح واقعاً في سابقة عدت نقطة إيجابية في مسيرة الاحتراف في الأندية، فبغض النظر عن ظروف هذه الانتقالات سواء أكانت إدارية أم فنية لكنها تبقى في عمومها إضافة فنية ودعماً للتنافس بين اللاعبين في مراكز تحتاجها الأندية. بعد ذلك جاءت الخطوة الأهم وهي الاستعداد البدني العالي لموسم طويل وشاق يتطلب جاهزية الجميع، وذلك يعني شد الرحال إلى المعسكرات فقد اختارت الغالبية المعسكرات الخارجية لتوفر جميع المتطلبات فيما اختارت قلة أبها والطائف لهذه الغاية وليست العبرة بالمكان بل بما يبذل فيه من جهد. وجرت العادة السنوية وتكررت هذا العام، فلا نقرأ إلا ثناء من الجميع على نجاحات تتحقق مقرونة بنتائج قياسية، بعدها بدأت الرحلة إلى الإمارات للمشاركة في الدورات الدولية الودية التي تقام هناك سنوياً. عندما تحط الأندية رحالها عائدة ستنتظر الجماهير حصاد هذا الزرع لحظة أن يعلن قطار الدوري انطلاق محطته الأولى وعندها سينكشف الحال وحتماً لن ترحم الجماهير المحرومة إدارات أنديتها لو أخفقت في استهلال مبارياتها، ذلك أن هيبة وشخصية الفريق تعلن عن نفسها من البداية، وفي الفتح والهلال الموسم الماضي أمثلة حية لما أسفرت عنه نهاية الموسم، فإن تذكرنا تعثر الهلال فلن ننسى تألق الفتح وكيف أثر ذلك في الفريقين حتى انتهى بتتويج الأول وتراجع الثاني. ولأن الأندية والجماهير عادة تريد النتائج السريعة فقد تشهد بدايات الموسم تساقط بعض المدربين أو ورسوب بعض اللاعبين الأجانب، ذلك أن هذا ديدن بعض الأندية التي لا تحسن التخطيط ولا تجيد الاستفادة من أخطائها المتكررة فلا تحصد من استعداداتها غير التبرير ومحاولة تعويض الحضور الفني بالحضور الإعلامي المكثف. [email protected] Qmonira@