على عكس ما عهد عن إدارة الهلال من حسم أمورها التعاقدية باكراً، يتأخر الهلال في التعاقد هذا الموسم مع محترفيه، أو تخلصه ممن يمتلك عقودهم ولم يقدموا ما يشفع لهم بالاستمرار، فبعد مسلسل «هاته رده» تم تصريف العربي لغرناطة الاسباني، وكان في ذات المشهد مسلسل آخر لهرماش «يبونه ما يبونه».. وكانت آخر حلقاته «يبونه» التي أعلنت بقاءه هلالياً، بعد ان امتنع في المعسكر عن التدريبات حتى يعرف مصيره، وحُق له ذلك مع إدارة مترددة وهو لاعب محترف يعي كثيراً معنى أن يبقى على الهامش، أو يخضع لمزاج أحد. وبرحيل العربي بقي مكان اللاعب الرابع شاغراً يتداول الإعلام فيه أكثر من اسم، وسط صمت مطبق حول بعض الأسماء، ونفي لآخرين، ويتسرب الوقت من يد الإدارة وهي عاجزة عن الحسم بصفقة مقنعة ومجدية للفريق، وفي الموضع الذي يحتاجه جسد الفريق. كل ما كانت تخشاه الجماهير أن يكون ضغط الوقت عاملاً سلبياً يقود للتهور في التعاقد لمجرد التعاقد بلاعب قد لا يسد الخانة الشاغرة بل يكون وجوده ثغرة وندبة في منظومة الفريق الفنية، لأن المعتاد أن اختيارات اللحظات الأخيرة عادة تكون متسرعة يقودها باقتدار سماسرة محترفون يعلمون حاجة الأندية الماسة للاعبين، ويقولون في الأمثال: «صاحب الحاجة مجنون».. أي أنه يتعلق بقشة للظفر بحاجته فيقوده ذلك للقبول بأي لاعب، وهذه الحالة عاشتها غالبية أنديتنا، وأيدي السماسرة تتقاذفها، وتقدم لها تحت وطأة الوقت لاعبين لا يستحقون فنياً ما يقدم لهم من عقود احترافية وينكشفون بسرعة أحياناً في استهلال الموسم، وقبل بدء فترة التسجيل الثانية، فتضطر الأندية لركنهم في الاحتياط ثم تلغي عقودهم وتدفع الشروط الجزائية التي تكلفها الكثير من المال، وهذا الموسم وقبيل ساعات قليلة من انتهاء فترة التسجيل الاولى يعلن المركز الإعلامي تسجيل الهلال للاعبه الرابع (ويسلي لوبيز)، فتتنفس الجماهير الهلالية الصعداء وتضع في ذات اللحظة يدها على قلبها خشية أن لا يسعفه الوقت للانسجام مع زملائه قبل انطلاق الأهم من المنافسات التي سيخوضها الهلال هذا الموسم (كأس آسيا)، وقد يحدث العكس، ويبدأ كما بدأ رادوي بقوة من أول مباراة له، بخاصة وقد تم التعاقد معه من دون أي ضجيج إعلامي ولم تتنبأ به المصادر المضروبة التي لم تترك لاعباً لم تشر إلى تفاوض الهلاليين معه، وقرب التعاقد، فجاءهم الخبر من حيث لا يعلمون، وربما تلك ميزة لأنه سيسلم من تفقد عيوبه، والانتقاص منه ممن دأبوا على تصيد كل من ينضم للهلال، ثم البدء في الشحن الإعلامي والتحكيمي ضده في مسلسلهم، الذي لم ولن تنتهي حلقاته. [email protected] @Qmonira