حال بعض الأندية المتردي على الأصعدة كافة يكشف للعيان عن أن الجميع مستعد في أن يتحمل سيل النقد الجارف، لتبقى الأمور على حالها، حتى يأذن الله للخصخصة أن ترى النور وتُطبق، فيظفر بغنيمة مجزية من «الكعكة» اللذيذة، قد تساعده في إعادة ترتيب أوراقه وحساباته المالية في شكل أدق وأكثر ضبطاً. هذا تحديداً ينطبق على إدارة الهلال، فقد كان الرئيس في عز توهجه ونجاحه يمقت أخلاقيات الوسط الرياضي، وما فتئ يعلن في كل لقاء ندمه على رئاسة الهلال، ويعزف على وتر الشح المالي، ومقولته الشهيرة «لسنا في رغد من العيش»، سمعتها الجماهير أكثر من مرة، وبسببها باتت الإدارة تتعاقد مع «الرخيص» و«الكويس» محلياً وأجنبياً، فما الذي يجبر الرئيس وسط هذا البحر المتلاطم الأمواج، المغرق في السوء، على التشبث بكرسي الرئاسة، لدرجة أن يحمّل نفسه كل خطأ إداري أو فني، ويظهر وحيداً للتصدي للنقد؟ وكيف يكون الاجتماع المفصلي بعد كوارث الموسم الماضي مقتصراً على عضوي شرف؟ وأين البقية ممن كان الهلال يفاخر بعشقهم ودعمهم، وكانت صورهم في الاجتماعات موضع حسد عند بعض الأندية؟ ولم لا نسمع لهم صوتاً في ما حصل ويحصل للهلال؟ هذا الصمت المطبق من معظم أعضاء الشرف، يقابله دعم إعلامي من القلة، ووعود بمساندة الإدارة، والوقوف معها في مقابل صفقة حيكت بليلٍ، وهي أن يبقوا في الصورة، ويتسلموا صك التنازل عن الفئات السنية، أي أن تقتطع «أهم فئات النادي وركائز مستقبله» من اهتمامات الإدارة وحساباتها المالية والإشرافية، وهو ما كان، فحتى وهم يتعاقدون مع الاتحاد الإسباني، لا يعلم أحد ما يفعل هؤلاء الإسبان الثلاثة في النادي، ومن اختار معاونيهم؟ فقد وضح أنه اختيار عشوائي، لأنهم غير مؤهلين علمياً، ولا يملك أحد منهم أية شهادة تدريب معترف بها ولو كمبتدئ، وهذه سقطة لا تغتفر، فليس كل من كان لاعباً «عادياً» في الهلال، يستحق أن يكون مدرباً أو إدارياً قدوة، وتحت القدوة بالذات نضع أكثر من خط أحمر، فكيف يستدعى من «الحواري» محمد النزهان وتركي الشايع، وهما من ينطبق عليهما قول «فاقد الشيء لا يعطيه»؟! الاستعانة بالاتحاد الإسباني ليست إلا خدعة كبرى، صدقتها الجماهير، فليس هناك برنامج واضح، ولا منهجية في التدريب، فأين «كشف الحساب الفني» عما تم إنجازه خلال العام الأول، إن كان العمل يسير وفق آلية ونظام؟ للأسف، لم نقرأ أي تقرير، على رغم انتهاء الموسم بالنسبة إلى هذه الفئات من وقت باكر، لأنه باختصار لا يوجد شيء، وعلى رغم أنه يفترض أن تحدث هذه الخطوة نقلة نوعية وفنية في مخرجات الهلال منها، إلا أنه حدث العكس، ويمكن مقارنة بين ما يحدث الآن وماضي هذه الفئات، عندما كان «فطاحلة» الفكر التدريبي هم من يقودها في عهد «مدرسة الهلال»، عند بزوغ فجرها «بروشتش اليوغسلافي، وكوبالا الإسباني، وطه الطوخي المصري»، وكيف كان نتاجها من مواهب، ونجوم اعتلت منصات الذهب، لحقبة طويلة من الزمن، لتدرك حجم التخلف الذي أصابها، فقد أصبحت تلك المخرجات فقيرة جداً، ولا تقيم الود لمستقبل واعد، نتيجة بدائية العمل في بنيتها التحتية، مقارنة باسم الهلال وموقعه بين الأندية، والهالة التي حدثت عندما أعلن التعاقد مع جهة إشرافية أوروبية، حلقت بالجماهير إلى السماء، لكن واقع العمل أعادهم إلى الأرض في شكل موجع! مؤشرات «الجرجرة» نحو «الخصخصة»، أتوقع أنها باتت تتكشف لدى الجماهير الواعية، ولن يصدق أحد بعد اليوم أن شيئاً حدث صدفة من دون تخطيط مسبق. [email protected] Qmonira@