من يتذكر شباب وأهلي الموسم الماضي؟ ومن ينسى ماذا فعل برودوم وغاروليم؟ وكيف انهى الأول موسمه بلا خسارة، والآخر وصيفاً وبطلاً لكأس الملك، وجامحاً إلى نهائي آسيا، ولو عدنا بالذاكرة قليلاً لتذكرنا الداهية غريتس في الهلال الذي فعل من قبل مثلهما، وحصد الدوري والكأس، وكان يضرب بالخمسة، وتأملوا حال غريتس في موسمه الثاني وحال الاثنين بعده... وكيف تغير 180 درجة، على رغم أن عناصر الموسمين واحدة، وإدارة النادي هي ذاتها. الهلال والشباب والأهلي أمثلة صارخة، أن من يحضر لدينا من المدربين، هم مدربو الموسم الواحد، ثم يخبو البريق، ويفقد الحماس للعمل، ونلحظ الاحباط بادياً على المحيا، وقد يكون ذلك بسبب تسرب عروض خارجية للتدريب يسيل لها اللعاب، كما حدث لغريتس، ومثلما يشاع الآن حول غاروليم، وقد يكون بلا سبب ظاهر كما هو الحال مع برودوم، وصار من المعتاد سماعه بعد الهزائم، إلقاء المدربين اللوم على اللاعبين، والتهديد والوعيد بالعقاب بزيادة الحصص التدريبية، على رغم أن زيادتها في الموسم الاول، لم يكن عقاباً بل منهجاً وسياسة كما يزعمون، لرفع المعدل اللياقي والبدني، وكانت في وقتها تلاقي استحسان الإدارة والجماهير والإعلام، وتعد من سمات الانضباط الإداري والفني. عندما يحدث ذلك كله، ويبدأ موسم الهزائم تلو الهزائم، ليس أسهل من أن يخرج رئيس النادي للإعلام ليحمل المدرب المسؤولية مئة في المئة، ويعلن مساءلته عما اقترفت يداه، وأسباب إشراك (س) من اللاعبين واستبعاد (ص). فيما كابتن الفريق هو الآخر يبوح بأسرار معسكر ما قبل المباراة، ويعلن للملأ أن المدرب اشرك هذا وهو لم يتمرن، وأبعد ذاك وهو المنتظم. مدربو الموسم الواحد نتاج عملهم بطولة يتيمة هي عصارة جهدهم في ذلك الموسم، وبعدها سرعان ما ينضب المعين وتتكشف العيوب، ويطفح كيل التهم المتبادل فتنتهي أيام العسل نهاية مأساوية والغالب فيها إنهاء عقد المدرب تحت ضغط الجماهير والإعلام، وتحمل الشرط الجزائي الكبير «والشكوى لله»، أو بدأ المدرب في التذاكي، وسرد حججاً واهية أسرية واجتماعية، لينهي وجوده بأقل الأضرار، ثم نراه فجأة في دولة أخرى وقد زالت ظروفه، وزانت علومه وزادت جيوبه امتلاء. تبقى أسئلة كثيرة، لا بد من إجابة شافية عليها: «لم يتغير حال المدرب في موسمه الثاني؟ ولم لا تتم مناقشته بعقلانية من دون اللجوء لآخر الطب إلغاء العقد؟ ولم لا تخضع الأندية مدربيها شهرياً لمقياس جودة أداء، وتقويم عملهم بناء عليه، وملاحظة التصاعدي منهم، ومن يراوح مكانه، ومن هو في تدنٍ وأن يكون ذلك بنداً ضمن العقد؟ ربما تلك أسلم طريقة ليعمر المدربون في ملاعبنا، ويخلصوا في كل مواسمهم. [email protected] @Qmonira