فتح مقاتلون إسلاميون متشددون أكثر من جبهة مع مقاتلي المعارضة في شمال سورية وشمالها الشرقي، في وقت أعلن مركز حقوقي عن مقتل الأب باولو دالوليو على أيدي مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام». واستنسخ مقاتلو المعارضة تجربة السيطرة على مطار «منغ» العسكري لدى اقتحامهم أمس معسكراً استراتيجياً للنظام في ريف إدلب، بعد تنفيذ ثلاث عمليات انتحارية بمدرعات. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي كتائب مقاتلة و «الدولة الإسلامية» سيطروا على مركز تجمع الحامدية الرئيسي بعدما فجر رجل نفسه بآلية مفخخة فجر أمس داخل المعسكر، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن سيطرة المعارضة على ثلاث ناقلات جند وثلاث دبابات وعدد من عربات «الشيلكا» ومستودعي ذخيرة وإعطاب 5 دبابات أخرى ومقتل تسعة جنود وأسر آخرين. وسُمعت عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية طلبات استغاثة من تجمع الحامدية، وكان الرد يشير إلى صعوبة المؤازرة، وفق «المرصد» الذي أوضح أن طائرات النظام ردت بشن غارات جوية على محيط المعسكر ومناطق مجاورة له. ويعتبر مركز الحامدية أحد أهم مراكز قوات النظام في ريف إدلب، حيث عُزز في الفترة الأخيرة بأسلحة وإجراءات لمنع تقدم قوات المعارضة بعدما نجح الجيش النظامي في فك الحصار عنه وعن معسكر وادي الضيف في ربيع العام الحالي. وقالت مصادر المعارضة إن «الحامدية» تحول أخيراً إلى مقر لقادة قوات النظام ونشرت فيه منصات صاروخية، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة استلهموا تجربة السيطرة على مطار «منغ» العسكري في ريف حلب عبر تفجير مدرعة أمام مقر القيادة ثم شن هجوم على المركز. وفي شمال البلاد، أبلغ نشطاء «المرصد السوري» عن إقدام مقاتلي «جبهة النصرة» مساء أول من أمس على محاصرة قرية كفر صغير في الريف الشرقي لمدينة حلب التي تقطنها غالبية من المواطنين الكرد، واقتحامها فجر أمس، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات في محيط القرية بين الأهالي ومهاجمي «النصرة» التي استهدفت أيضاً قريتي تل مضيق وسد الشهباء في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة أعزاز، واحتلوا عدداً من المنازل واقتحموا مقرين ل «جبهة لواء الأكراد» في القريتين. وفي الرقة شمال شرقي البلاد التي تخضع لسيطرة المعارضة منذ آذار (مارس) الماضي، احتل مقاتلو «الدولة الإسلامية» مقار «لواء أحفاد الرسول» بعد هجوم عنيف. وبدأت العملية مساء أول من أمس بتفجير سيارة مفخخة أُدخلت إلى مقر ل «أحفاد الرسول» في حي محطة القطار شرق الرقة، في وقت قصف مقاتلو «الدولة الإسلامية» و «النصرة» بعدد من قذائف الهاون مناطق في مدينة رأس العين في الحسكة، في شمال شرقي البلاد. وامتدت الاشتباكات الى مدينة الطبقة قرب الرقة، حيث قتل اربعة عناصر من «لواء احفاد الرسول» امس. ودارت اشتباكات متقطعة بين «وحدات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» من جهة ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «النصرة» في بعض قرى الحسكة. وتزامن ذلك مع نقل «المرصد السوري»عن نشطاء قولهم إن الأب باولو دالوليو قُتل داخل أحد معتقلات «الدولة الإسلامية» بعد أسبوعين على احتجازه، مشيراً إلى أن مصادر المعلومات أشخاص على «صلة وثيقة» بالأب باولو الذي استقبل ب «حرارة من قبل سكان الرقة» بسبب مواقفه الواضحة لصالح الثورة السورية. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض طالب بالإفراج عن الأب باولو المعروف بمواقفه المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، ذلك بعدما فُقد أثره بعد انتقاله للقاء مقاتلين متشددين. في غضون ذلك، لقيت دعوة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا إلى إعادة هيكلة صفوف مقاتلي المعارضة في إطار «جيش وطني»، امتعاضاً واسعاً في صفوف «الجهاديين»، وانتقادات في صفوف مقاتلي المعارضة. وقال هادي البحرة عضو «الائتلاف» المقرب من الجربا، لوكالة «فرانس برس» إن فكرة إنشاء الجيش الجديد تهدف إلى «إيجاد آليات لتوحيد التخطيط والقرارات ومراكز القيادة وتسلسل القيادة والأوامر والانضباط العسكري» في صفوف المقاتلين المعارضين. وأضاف أن المطلوب أيضاً رفض «الفكر المتطرف»، في إشارة إلى «الجهاديين» الذين يعمدون إلى إدارة المناطق التي يسيطرون عليها. في المقابل، يرى المقاتلون «الجهاديون» في الخطوة خطة أميركية لتحويل المقاتلين المعارضين إلى مجموعات مناهضة لتنظيم «القاعدة»، على غرار «مجالس الصحوة» في العراق، التي دعمتها الولاياتالمتحدة لمواجهة مقاتلي القاعدة في هذا البلد منذ عام 2006. وفي نيويورك، أفيد بأن لبنان يحضر لعقد مؤتمر دولي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين في لبنان وهو تحرك دعت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري آموس مجلس الأمن إلى دعمه. وقال ديبلوماسيون إن الدعوة التي أطلقها الرئيس اللبناني ميشال سليمان العام الماضي «شكلت أساساً لهذه التحضيرات» وأن «العمل جار على بلورة الإطار الذي سيعقد فيه المؤتمر الدولي والنتيجة التي يفترض أن ينتهي إليها استناداً إلى مبدأ تقاسم الأعباء بين لبنان والدول المجاورة لسورية التي تتحمل أعباء اللاجئين والمجتمع الدولي».