عاودت أسعار الدواجن المحلية المبردة ارتفاعها في السوق، إذ رفعت شركات صغيرة أسعارها بنسبة 15 في المئة في المتوسط، وبما يراوح بين ريال وريالين للدجاجة الواحدة، فيما أبدى مستهلكون تذمرهم من هذه الارتفاعات، منتقدين ضعف الدور الرقابي على سوق الدواجن، على رغم أن الدولة تدعم قطاع الدواجن في شكل كبير. وأوضح رئيس جمعية منتجي الدواجن في منطقة عسير الدكتور عبدالله كدمان، أن الارتفاعات التي حصلت في أسعار الدواجن أخيراً، كانت بسبب زيادة أسعار الأعلاف وقلة الإنتاج في المزارع الكبيرة، نافياً أن تكون الشركات الكبرى وخصوصاً التي تسيطر على حصة كبيرة من السوق رفعت أسعارها، متوقعاً أن يكون رفع الأسعار من الشركات الصغرى فقط، وهي شركات حصتها محدودة في السوق. ولفت إلى أن أسعار الدجاج المجمد تراجعت أخيراً، متوقعاً أن تشهد سوق الدواجن خلال المرحلة المقبلة استقراراً سواء في الإنتاج أم في الأسعار. من جهته، قال أحد العاملين في مجال بيع وتوزيع الدواجن المبردة في الرياض عبدالرحمن محمد: «هناك ارتفاع في أسعار الدواجن أخيراً، إذ ارتفع سعر الدجاجة المبردة زنة 900 كيلوغرام من 11 ريالاً إلى 12.50 ريال». واتهم محمد في حديثه إلى «الحياة»، شركات الدواجن بأنها «تتلاعب بالأسعار، وتقوم برفعها من فترة إلى أخرى، وتلقي بالمسؤولية على الارتفاع إلى غلاء أسعار أعلاف الدواجن». وأشار إلى أن «السبب الحقيقي لزيادة الأسعار يعود إلى نقص كميات الإنتاج التي تطرحها الشركات في السوق، إذ تعمد إلى خفض كمية المعروض، ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب وزيادة الأسعار، في حين تقوم في أوقات أخرى بزيادة كمية المعروض ويصحبه خفض في الأسعار». واستبعد وجود دور للجهات الرقابية في مراقبة أسعار الدواجن، وقال إن السوق شهدت خلال العام الحالي ارتفاعات عدة، ولم يكن هناك تدخل من الجهات المعنية لمنع مثل ذلك التلاعب، مؤكداً أن «هامش ربح شركات الدواجن كبير ويصل إلى أكثر من سبعة ريالات في الدجاجة الواحدة، فيما يراوح هامش ربح الموزع ومحال البيع ما بين ريالين إلى خمسة ريالات». ولفت محمد إلى أن أسعار الدجاج المجمد في الأسواق الكبرى منخفض، إذ تطرح عروضاً عدة وبأسعار منخفضة ومناسبة، إلا أن العروض تكون محدودة ووفق الكميات المتوافرة في الأسواق. وأشار إلى أن شهري شعبان ورمضان شهدا تراجعاً كبيراً في حجم المعروض من الدواجن المبردة، إذ كانت كميات الدجاج تنتهي قبل الساعة السابعة ليلاً كل يوم. وأبدى المواطن عبدالرحمن الفهيد، استياءه من ارتفاع أسعار الدواجن، وقال إنها تشهد كل شهر ارتفاعات متفاوتة، خصوصاً أن الرقابة ضعيفة على هذا القطاع بعكس القطاعات الأخرى، مشيراً إلى أن موزعي الدواجن هم من يتلاعبون بالأسعار، إذ يعمدون إلى نشر الإشاعات بعدم توافر الدواجن ثم يقومون برفع الأسعار. وأكد أن منتجات عدد من شركات الدواجن زادت بمعدل يراوح بين ريال إلى ريالين، ما جعل الكثير من المستهلكين يتجهون إلى الدجاج المجمد الذي يشهد استقراراً في الأسعار، مشيراً إلى أن الأسواق الكبرى تقوم بعمل عروض على الدواجن المستوردة، لافتاً إلى أن وزارة التجارة لم تأخذ في الاعتبار هذه الارتفاعات في مؤشرها الخاص بالغذاء، ما انعكس في النهاية على المستهلك الذي يتحمل فاتورة الارتفاع. يذكر أن أسعار أعلاف الدواجن ارتفعت عالمياً بنسبة تصل إلى 40 في المئة أخيراً، ما تسبب في ارتفاع أسعار الدجاج المحلي والمستورد، في الوقت الذي يبلغ حجم استهلاك المملكة من الدواجن 1.3 مليون طن سنوياً، ويبلغ معدل استهلاك الفرد حوالى 42 كيلوغراماً سنوياً.