لندن، عمان، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - في وقت كان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا يؤدي صلاة عيد الفطر في درعا جنوب البلاد، استهدف «الجيش الحر» موكباً للرئيس بشار الاسد خلال توجهه الى احد مساجد دمشق لاداء الصلاة، في اول عملية من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية في بداية 2011. في غضون ذلك، انتهى خبراء ومسؤولون مدنيون وعسكريون في المعارضة السورية من اعداد «خريطة طريق» للمرحلة الانتقالية بعد انتهاء الصراع الحالي في البلاد، تضمنت اقتراح نظام برلماني يكون فيه لرئيس الجمهورية «دور فخري فقط»، وإعادة هيكلة اجهزة الأمن وحصرها بجهازين تحت سلطة رئيس الوزراء، اضافة الى بناء «جيش وطني» ونزع سلاح المجموعات المسلحة. ومن المقرر ان يطلق «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» الخطة الوطنية للتحول في إسطنبول الأسبوع المقبل، بحضور الجربا ورئيس اركان «الجيش الحر» اللواء سليم ادريس، لتكون اول رؤية محددة تقدمها المعارضة لسورية المستقبل. وأعلن «الائتلاف» في بيان ان الجربا «ادى صلاة عيد الفطر في أحد المساجد في ريف درعا، وسط حشد من الأهالي»، بعد قيامه ب «جولة داخل الأراضي السورية المحررة في محافظة درعا برفقة رئيس المجلس العسكري فيها العقيد أحمد فهد النعمة». وأشار البيان الى ان الجربا دخل عبر الحدود الأردنية ليل الاربعاء-الخميس «وأمضى ساعات في زيارة عدد من الاهالي، ومدارس تؤوي نازحين من مختلف المناطق السورية، واطلع على أوضاعهم وأشرف على توزيع طرود إغاثية تحتوي على مواد غذائية». وكان رئيس «الائتلاف» السابق معاذ الخطيب ورئيس الحكومة الموقتة المستقيل غسان هيتو زارا المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الاسد في شمال سورية وقرب حدود تركيا، لكنها المرة الاولى التي يقوم فيها مسؤول معارض بزيارة درعا التي انطلقت منها الثورة السورية. وأكد مسؤول في «الائتلاف» ان الزيارة «الى الجنوب تؤكد ان قسماً كبيراً من سورية بات تحت سيطرة المعارضة». وعلى بعد اقل من مئة كيلومتر، اعلن «لواء الاسلام» في صفحته على «فايسبوك» ان مقاتليه «استخدموا مدافع الهاون لاستهداف موكب بشار الاسد قرب مسجد انس بن مالك في حي المالكي» بدمشق. كذلك اعلن «لواء تحرير الشام» تبنيه القصف، وقال «هاجمنا موكب بشار الاسد ب 17 قذيفة هاون من عيار 120 ملم، ونحن متأكدون أننا أصبناه». وشوهدت اعمدة من الدخان في سماء دمشق واطرافها. وبث معارضون، فيديو يظهر دخاناً يتصاعد من حي المالكي في العاصمة. وسارع وزير الاعلام عمران الزعبي الى نفي استهداف موكب الرئيس السوري. وقال في تصريح نقله التلفزيون الرسمي «اؤكد لكم ان الخبر غير صحيح جملة وتفصيلا»، مضيفاً ان «كل شيء طبيعي». واعتبر ان هذه المعلومات «مجرد انعكاسات لاحلام البعض وأوهامهم»، وان «الرئيس كان يقود سيارته بنفسه وصافح كل الناس وحضر الصلاة كعادته». وردت قوات النظام بشن غارات على الغوطة الشرقيةلدمشق، التي تعتبر معقلاً اساسياً ل «لواء الاسلام» و «الجيش الحر». وفي شمال البلاد، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن مقاتلي المعارضة اقتحموا امس مطار كويرس العسكري في ريف حلب، حيث دارت اشتباكات مع القوات النظامية داخل أسوار المطار، وتمكن عناصر «الجيش الحر» من إحراق مبنى القيادة وسط انباء عن مقتل عدد من عناصر القوات النظامية وتدمير مستودع للأسلحة. وجاء هذا التطور بعد يومين من سيطرة «الجيش الحر» بشكل كامل على مطار «منغ»، علماً ان المعارضة أعلنت في شباط (فبراير) الماضي بدء معركة «تحرير المطارات» في شمال البلاد وشمالها الغربي. وفي غرب البلاد، قصفت قوات النظام قرى ناحية ربيعة في جبل التركمان، ما أدى إلى نشوب حرائق كبيرة. كذلك شنت حملة اعتقالات في ريف اللاذقية، مع تسجيل حركة نزوح واسعة للعائلات العلوية إلى مدارس الرمل الشمالي ومدارس منطقة الزراعة في اللاذقية، بعد اعلان «الجيش الحر» عن معركة «تحرير الساحل» وتقدمه في قرى اللاذقية. وقال شهود عيان ان الجيش النظامي اقام حواجز عدة عند مداخل المدينة وعزز اجراءاته الامنية. من جهة ثانية، ينتظر ان يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم في واشنطن نظيره الروسي سيرغي لافروف، في محادثات ستركز على الوضع في سورية. وفي لقاءات قد تكون الأخيرة له قبل تسميته سفيراً للولايات المتحدة لدى القاهرة، التقى السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد مسؤولين من المعارضة السورية في باريس للبحث في شكل الوفد الممكن ارساله الى مؤتمر «جنيف-2».