اقتحم مقاتلو «الجيش السوري الحر» مطار «كويريس» العسكري في ريف حلب بعد يومين من سيطرتهم الكاملة على مطار «منغ» المجاور في شمال البلاد، في وقت قصف مقاتلو المعارضة مراكز لقوات نظام الرئيس بشار الاسد في ريف اللاذقية الذي تعرض لغارات جوية لمنع تقدمهم في منطقة الساحل. وواصلت قوات النظام قصفها مناطق مختلفة في البلاد، وأطلقت صاروخ ارض - ارض على مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال شرقي سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان مقاتلي المعارضة اقتحموا امس مطار كويريس العسكري حيث دارت اشتباكات مع القوات النظامية داخل أسوار المطار وتمكن مقاتلو «الجيش الحر» من احراق مبنى القيادة وعدد آخر من المباني وسط انباء عن «مقتل عدد من عناصر القوات النظامية وتدمير مستودع للأسلحة بعد استهدافه بصواريخ وقذائف هاون». وجاء هذا التطور بعد يومين من سيطرة «الجيش الحر» في شكل كامل على مطار «منغ» في ريف حلب، علماً ان المعارضة اعلنت في شباط (فبراير) الماضي معركة «تحرير المطارات» التي شملت السيطرة على مطار تفتناز وحصار مطار ابو الضهور في ريف ادلب والسيطرة على «منغ» وحصار «كويريس». وقال «المرصد» ان ثلاثة مواطنين من بلدة معارة الارتيق قُتلوا نتيجة قصف القوات النظامية التي استهدفت ايضاً الحي الغربي والشمالي من بلدة السفيرة شرق حلب ومناطق في بلدة ماير في ريف حلب، وترافق ذلك مع استهداف الكتائب المقاتلة بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية و «اللجان الشعبية» الموالية لها من جهة ومقاتلي المعارضة في محيط البلدتين من جهة اخرى. وفي غرب البلاد، قال «المرصد» ان «أنباء وردت عن إطلاق نار قرب المخفر في حي قنينص في مدينة اللاذقية وسط استنفار يشهده الحي من دون توافر معلومات عن سبب وظروف إطلاق النار»، لافتاً الى ان مقاتلي المعارضة استهدفوا مقرات القوات النظامية في قمة النبي يونس وسط اشتباكات بين الطرفين «من دون أنباء عن حجم الخسائر البشرية». وفي شمال غربي البلاد، انفجرت عبوة ناسفة موضوعة في حاوية قمامة قرب مستشفى ابن سينا في مدينة إدلب، في وقت واصلت طائرات مروحية قصفها مناطق في جبل الزاوية في شمال غربي البلاد. واندلعت حرائق في ممتلكات المواطنين في مدينة سراقب، في حين تعرضت قرية سرجة لقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة. وقالت مصادر مطلعة ان طائرات حربية قصفت اطراف بلدة سلمى في ريف اللاذقية بعد اعلان «الجيش الحر» التقدم في 10 قرى وبلدات في غرب البلاد ضمن معركة «تحرير الساحل». وقال «المرصد» امس ان جبل دورين وقرية أستربة تعرضا لقصف القوات النظامية. وفي وسط البلاد، شن الطيران الحربي غارة على بلدة الزعفرانة في ريف حمص ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص بينهم طفلة. كما قصفت القوات النظامية حي جورة الشياح في حمص ومناطق في مدينة الرستن ومنطقة الحولة في ريف حمص. وفي دمشق، سقطت قذيفتا هاون على منطقة كفرسوسة وسط قصف من القوات النظامية على مناطق في حيي القابون وبرزة في الطرف الشمالي لدمشق. كما واصلت قوات النظام قصفها مناطق في مخيم اليرموك، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة في حي القابون وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بحسب «المرصد» الذي اشار الى ان طائرات حربية شنت غارات على مناطق في مدينتي حرستا وزملكا في الغوطة الشرقية، مع سقوط قذائف هاون على منطقة السيدة زينب وحصول اشتباكات بين مقاتلي «الجيش الحر» ومقاتلي «لواء ابو الفضل العباس» في المنطقة. وقُتل نزيل في سجن عدرا المركزي اول من أمس جراء إصابته بسقوط قذيفة هاون داخل ساحة السجن، في حين وردت انباء عن مقتل ضابط في القوات النظامية وخمسة عناصر وإصابة 10 عناصر آخرين بجروح، بعضهم في حال خطرة، في تفجير هزَّ مدينة قطنا في جنوبدمشق. كما قتل ضابطان من القوات النظامية اثر استهدافهما في منطقة عدرا شمال العاصمة، بعد يومين من مقتل 62 من مقاتلي المعارضة في مكمن نصبه قوات النظام فيها. وفي شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» ومقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» على اطراف قرية كشتو القريبة من بلدة رأس العين، مع ورود «انباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين ترافق مع قصف من قبل مقاتلي دولة الاسلام في العراق والشام على رأس العين». وقال: «المرصد» ان «جبهة النصرة» اعتقلت عدداً من المواطنين الكرد من عائلة واحدة من قرية هوبكا التابعة لناحية راجو على طريق عفرين - القامشلي. حصيلة رمضان: 4420 قتيلاً ثلثهم من المدنيين بيروت - أ ف ب - قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قتل 4420 شخصاً على الأقل في سورية خلال شهر رمضان، ثلثاهم من المقاتلين، خلافاً للعام الماضي حيث شكل المدنيون العدد الاكبر من القتلى. وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له إن «4420 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الشهر الماضي، منهم 1386 مدنياً فقط، بينهم 302 طفل". ومن بين الضحايا الآخرين لهذا النزاع الدامي 64 جندياً منشقاً و1172 مدنياً حملوا السلاح ضد النظام، و485 جهادياً أجنبياً و1010 جنود موالين و211 من عناصر «قوات الدفاع الوطني»، وهي ميليشيا موالية للنظام. وأشار الى وجود 92 جثة مجهولة الهوية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «يتبين ان اغلبية القتلى من المقاتلين». ويؤكد هذا الإحصاء تغييراً جذرياً بالمقارنة مع شهر آب (أغسطس) 2012 الذي كان الأثر دموية للمدنيين منذ اندلاع النزاع في آذار (مارس) 2011.