رحبت الخرطوم بتحفظ على دعوة واشنطن الى عقد لقاء بين رئيسي السودان عمر البشير وجنوب السودان سلفا كير، وأعربت عن ارتياحها لتشكيل حكومة الجنوب الجديدة وتعهدت دعمها. وأكدت الحكومة السودانية حرصها على بناء علاقات جيدة مع دولة جنوب السودان، وقال وكيل الخارجية السودانية السفير رحمة الله عثمان، في تصريح امس، تعقيباً على دعوة واشنطن البشير وسلفا كير إلى عقد قمة بينهما إن الخرطوم ليس لديها مانع في أن تعقد اجتماعات بين الرئيسين. وأشار رحمة الله إلى أن أية قمة بين الرئيسين يجب أن تخرج عنها نتائج تصب لصالح الدولتين، مشيراً إلى أنه إذا ما التزم الجنوب بتنفيذ ما عليه من التزامات فليس هناك مبرر لعقد قمة. وأضاف أن عقد لقاءات بين الرئيسين يجب أن يكون لفتح مجالات وآفاق جديدة في علاقات البلدين، مؤكداً أنه ما لم تكف جوبا عن تقديمها الدعم والإيواء للمتمردين والحركات المسلحة فلن تعقد أي قمم. وفي سياق متصل قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، إن الإجراءات والخطوات التي قام بها سلفا كير، أخيراً وشملت تعديل طاقم حكومته، تستحق الدعم والتأييد من حكومة السودان. وأضاف كرتي «هذه الخطوات قد تدفع إلى تراجع السودان عن إغلاق أنبوب نفط الجنوب بخاصة إذا أعادت جوبا النظر فى الدعم المقدم للحركات المسلحة، وسحبت القوات الواقعة داخل المنطقة الآمنة والتجاوب مع لجنة التحقيق الحدودية». وأوضح أن البشير أكد التزام بلاده بدعم الجنوب باعتبار ذلك يمثل أساساً للعلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن ما حدث وفر إرادة قوية تمثلت في ما تمخضت عنه نتائج اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة والتي خرجت بنتائج محددة. وأشار كرتي إلى أنه إذا تحققت مطالب الخرطوم على أرض الواقع فإن وقف ضخ نفط الجنوب عبر السودان، ومن ثم استئناف العلاقات وما يستدعي ذلك من تكثيف الاتصالات وإعلاء قيم التعاون وتجاوز محاولات العرقلة الإقليمية والدولية. وكان سلفا كير أصدر قراراً بإعادة تشكيل الحكومة التي أعلنها الأسبوع الماضي ويتضمن تعديل وخفض وإعادة هيكلة الوزارات التي كان قد أعلنها في وقت سابق. ويأتي قرار سلفا كير استجابة للضغوط الشعبية لتقليص عدد الوزارات التي كانت تفوق في مجملها 17 وزارة.